الشخصية الفنية و تصريحات غير مسؤلة من بعض الفنانين في مصر


للمسرح هيبته و رهبته، بالرغم من أنني كاتب و لست فنان إلا أنني وقفت على خشبة المسرح لعدة مرات خلال صفوف الثانوي و قدمت عدة شخصيات كانت أحسنها شخصية ثري في مسرحية كتبها كاتب روسي، و اذكر بأنني قدمت هذه الشخصية بصورة ناجحة جدا و قد نالت على اعجاب الجمهور حينها، كانت امسية حافلة بوجود اهالي لطلاب المدرسة الأمريكية التي كنت ادرس بها و كانت الدعوة مفتوحة لجميع الأهالي، و كم كنت مسرورا بأن ايام البروفات التي أمضينا بها ساعات طويلة نتمرن على هذه المسرحية قد انتهت و قد حصدت هذه المسرحية نجاح كبير،

منذ أن يمسك الفنان السيناريو و يبدء بقرأت الدور عن شخصيته يبدء بالتركيز على هذه الشخصية التي سيمثلها في المسرحية أو في الفلم أو في المسلسل، و يبدء بدراستها من خلال السيناريو حيث إذا كان السيناريو مكتوب بأسلوب محترف سيكون لهذه الشخصية عمق درامي يمكن ان ينطلق من خلاله الفنان لكي يفهمها و من ثم يؤديها، و الذي أستطيع أن أؤكده بأنها قد ترافقه لايام طويلة حيث قد يتقمصها لساعات طويلة من المرحلة التي سيؤدي بها هذه الشخصية امام الجمهور أو الكاميرا اثناء تصوير الفلم أو المسرحية...كمثلا الراحل الكبير أحمد زكي الذي شهد له عدة نجوم قاموا بالإحتكاك به اثناء فترات التصوير بأنه كان يتقمص في الكثير من الأحيان الشخصية اثناء النهار و نشاطه اليومي...و غالبا ما تصبح هذه الشخصية رفيق الفنانين لبعض الوقت لأنهم بغير ذلك لن يؤدوها بصورة ناجحة امام الكاميرا...فيجب على الفنان أن يعيش مع الشخصية لفترة من الوقت لأنه يفقد صفته الشخصية أمام المسرح و الكاميرا وقت التصوير حينما يقدم هذه الشخصية...

الشخصية هي التي تتكلم وقت عرض المسرحية أو وقت تصوير المادة الدرامية...الشخصية هي التي تبكي...تضحك...تقوم بتقبيل مَنْ تُحِبْ...هي التي تشعر بالفرح و السعادة من خلال نفس و جسد الفنان...و هذا ما يختبره اي فنان محترف يقوم بعمله على أكمل وجه...فإذا بلغ هذا الميزان الراقي من التقديم سيقدم شخصية مقنعة للناس...فعفواً ايها السادة...فهذه هي المفاهيم التي درسناها في حصص التمثيل و التي تدرس بالكليات الفنية...بأنني كممثل أفقد صفتي الشخصية لتحيا بداخلي الشخصية الفنية التي اريد أن اقدمها بصورة ناجحة لأقنع الناس بها...فبغير ذلك لا افهم مهنة التمثيل...لذلك أجد بعض التصريحات بأنها غير مسؤلة من بعض الشخصيات الفنية في ايامنا الحالية، و على سبيل ذكر ما قد سمعت من فنانة مصرية حينما قالت بأن "الفنان الفلاني قبلني أكثر من زوجي..." كيف له ان يفعل ذلك و انت تقدمي شخصية فنية مختلفة عن حضورك الشخصي بالفلم، فانتِ كفنانة لست حاضرة بصفتك الشخصية أمام الكاميرا، لذلك لا أفهم هذه التصريحات الغير مسؤلة لهذه الفنانة، و هنالك فنانة مصرية ثانية صرحت للصحف منذ سنة تقريبا بأنها قَبِلَتْ بأدوار القُبَلْ و الإغراء لِغَرَضْ الشهرة...فعفوا ايتها الفنانة فحينما تقرائي هذه الكلمات ستعلمي بأنها موجهة لكِ...ليس هنالك بالسينما المحترفة شيئ اسمه ادوار إغراء بالمفهوم المُجَرًدْ أوالمُطْلَقْ التي تتكلمي عنه، بالرغم من استخدامنا لهذا المصطلح لأنه انتشر كثيرا بالبرامج الحوارية و حيث لا أشجعه إطلاقا...إلًا الواقع هو بأن هنالك ادوار لشخصيات تؤدي قصة مُعَيًنَة قد تتخللها بعض من الأدوار التي تحتوي على مشاهد إغراء اعتمادا على طبيعة احداث الرواية و فئته الأدبية و تفاعل الشخصيات مع هذه الأحداث...و إذا تمت احاكتها جيدا بالرواية لن يتضايق المشاهد منها إطلاقا...فهنالك أسلوب اكاديمي لكل شيئ،

كتبت مرة في مقالة لي بأن "الحياة هي دراما و الدراما هي الحياة...هما تؤأم و الفرق الوحيد بينهما أن الحياة حقيقة أما الدراما فهي مرآة للحياة"...لذلك نحن نرى بالدراما مرآة لقصص كالواقع تنطلق من رواية قد تكون عن قصة واقعية أو محاكة من خيال الكاتب...فلذلك نحن نشاهد جزءا من الحياة على كامرات المصور فمن الجميل أن نرى هذه المادة متقنة من دون استخفاف بها، و هذه المدرسة موجودة بعدة بلدان غربية حيث يتعملق الإنتاج بها لدرجات راقية من الإتقان، فلا داعي لهذه التصريحات من بعض الفنانات في مصر حيث ارى بأنها تقلل من هيبة عالم الفن كثيرا لتختزله الى رغبات جنسية أو تنازلات اضطرت فنانة معينة لتقديمها عِوَضْ عن قول الحقيقة و الواقع...بأن الدراما هي فن تقديم رواية و احدى ابعادها تَكْمُنْ بِرَوْعَة تقديم الشخصيات في المادة الدرامية، يتبع...



تعليقات القراء

منيرة
أزيدك من الشعر بيتين، هناك فنان قدير متوفى (س ص)صرح بانه اتجه الى عالم الفن و السينما من أجل التقبيل فقط، و هناك فنانة كبيرة متوفية (م ف)صرحت بأن قبلة عبد الحليم حافظ لها كانت لا تنسى.
10-08-2015 02:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات