الامير سعود الفيصل ومدير ال CIA والامة العربية


وصف سمو الامير الراحل سعود الفيصل في تسجيل له نشر على اليوتيوب حالته الصحية -قبل وفاته بأيام- كحال الامة العربية، وهو وصف دقيق لعميد وزراء الخارجية على مستوى العالم الذي استمرت خدمته كوزير للخارجية في المملكة العربية السعودية نحو اربعون عاما. فقد شهد سموه احداث 11/ 9 / 2001 واحتلال عواصم عربية واسلامية وتدمير عواصم اخرى، وشهد كذلك الربيع العربي وشهد كذلك خلع العديد من الرؤساء العرب، وشهد ظهور القاعدة وداعش والنصرة ... وكل اخواتها في الراهن العربي. وشارك سمو الراحل في معظم المؤتمرات التي تشي باطماع الغرب والشرق في ثروات العرب وموانئهم وشاهد الاساطيل العالمية وهي تعب بلا استئذان كل مياه العرب الاقليمية وشواطئ بحارهم، وشاهد طيران بلاده، عندما كان صاحب قرار كوزيرا للخاجية فيها وهو يقصف كل الاحياء في مدن اليمن ويستطلع تحركات المليشات القبلة والطائفية المسلحة في جل جباله ومرتفعاته ويسعى لتدميرها او شلها ...
رحم الله سمو الامير سعود فقد رحل وهوحزين كل الحزن- على ما يبدو- من المشهد العربي المتفاقم سؤا" وهو يعلم بان العرب في حالة من المرض الطائفي والعرقي والمناطقي والعشائري المزمن التي قد تسبب في تداعياتها حالة من الغيبوبة السيادية وربما من الموت السريري الوطني الذي لا شفاء منه.
الى ذلك فقد اعلن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايكل هايدن لصحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، حول تضاؤل الدور الأميركي في الشرق الأوسط، وقال: “لنواجه الحقيقة: العراق لم يعد موجودًا ولا سوريا موجودة، ولبنان دولة فاشلة تقريبًا، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضًا”.
وتابع قائلا: ” اتّفاقيات سايكس بيكو الّتي وضعت هذه الدول على الخارطة بمبادرة من القوى الأوربية الكبرى عام 1916 لم تعكس قطّ الوقائع على الأرض، والآن تؤكّد هذه الحقائق على ذكرياتنا بطريقة عنيفة للغاية”.
وأوضح أن المنطقة ستبقى في حالة عدم استقرار في السنوات العشرين أو الثلاثين القادمة، معتقدا أن السياسة الهادفة إلى إحياء هذه الدول لن تكون مجدية”.
وأضاف هايدن ” لم أشهد عالما أكثر تعقيدًا من عالم اليوم، خاصّة في الشرق الأوسط في دول كانت تسمّى سابقًا بـ العراق وسوريا. اليوم لدينا الدولة الإسلامية والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة والعلويون”.
وبحسب ما قاله هايدن “ربّما سيكون هناك مقعد سوري أو عراقي في منظمة الأمم المتّحدة ولكن البلدين قد اختفيا”.
وأكد هايدن، أن الأكراد الآن هم الحليف المفضل للولايات المتحدة في المنطقة وسيبقون على تحالف مع القوى الغربية بسبب التقاء المصالح بين الطرفين، مشيرا لاستحالة عودة العراق كبلد موحد كما كان سابقا وحتى سوريا أيضًا، داعيا لتسليح الاكراد فورًا.
سعود الفيصل كان يحب دمشق كما عمان والقاهرة وبيروت والرياض وبغداد ... ولا نشك في هذا الحب وكل هذه العواطف الجياشة للامير الراحل، ولكن الحب وحده لم يكن يكفي لتحرير الارادة العربية وتجعلها مكافئة لارادة الشعوب الحرة التي عرفت طريق التنمية في الثروات البشرية والموارد الذاتية وعرفت كذلك كيف تحرر نفسها من مشاكلها، وتتوجه باتجاه إسعاد المواطن وبناء الاوطان والتحضير لتأهيل الاوطان ببنية تحتية وتكنولوجية لجيل يختلف قطعا عن جيلنا ولزمان غير زماننا...
فهل كان سمو الامير سعود رحمه الله وكثير من الساسة المخضرمين في بلادنا على علم يقيني بدلالات تصريحات هايدن العميقة، التي توحي بان كل الدول في اقليمنا مشاريع تجارب، وهي قابلة للفكفكة والإستبدال والتقسيم وللترميم وإعادة التركيب إن لزم الامر !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات