مدرجات القتل .. وامة يوحدها الدم


قبل الآلاف السنين جاء الرومان واحتلو كل البلاد ووضعوا بصمتهم فبنوا المدرجات والقلاع والقصور واينما ذهبت في هذا الوطن الكبير ستجد اثارهم واضحه ومميزة ، فقد كانت هذه المدرجات للعروض الثقافية على مر السنين وكان البشر يجتمع فيها من كل العالم لتبادل الثقافات وحضور كل العروض الثقافية التي تعرض في تلك المدرجات .

اطفالنا كنا نصطحبهم للتعرف على العالم من خلال العروض وللمرح والتفكير والتأمل في تاريخ حضارات مرت من هذه البوابات ، لم نعتقد يوماً ان تصبح هذه المدرجات مسرحاً للدم او نرى مشاهد الدم الحقيقي تسيل امام الحاضرين او يمسك اطفالنا البنادق ويقتلون الاخرين ، لقد غيرت داعش معالم المدرجات واصبحت للقتل وسفك الدماء حتى اطفالنا اصبحوا يخافون الذهاب اليها ، ويرتعدون عند سماع كلمة مدرج او مسرح او مسرحية فتخيل لهم انها ستكون قتل ودماء ولن تكون هذه الدماء مجرد تكثيل بل هي حقيقة .

لقد نادى العديد من المفكرين واصحاب المبادئ بتوحيد امتنا وفك الروابط وفتح الحدود منذ ان قسمتنا سايكس بيكو الى كيانات ولم تتحقق اي مناداة او فكر بتوحيد هذه الامة ، ما نراه اليوم فان داعش حققت هذه الامنيات فاصبحت الحدود بالنسبة لهم غير موجودة والروابط بينهم مفتوحة والقتل هو ما يوحدهم ، نرى ليبيا والعراق وتونس وسوريا واليمن ومصر جميعها اصبحت مفتوحة وبلا حدود بينها فداعش وحدتها وهاي هي تسير في الطريق بعد تفجيرات الخليج لتضم اليها كل الدول وتتوحد بلغة الدم .

اصبحت الكيانات او الاقطار العربية تقاتل بعضها البعض بحجة انها تريد ارساء الديمقراطية او طرد داعش او اصلاح البلاد ، لم يصدر اي قرار من جامعة الدول العربية لكي تتعاون الاقطار فيما بينها الا وتم التحفظ او الرفض فكانت تلك القرارات ايجابية اما بنواحي اقتصادية او تجارية او عسكرية ، لكن اليوم لم نعد نسمع بجامعة الدول العربية فقد اصبحت داعش من يعطي قرار التعاون وان تتعاون الاقطار فيما بينها بشكل مباشر واجباري لتحطم بعضها البعض والقصف والتدمير والقتل والتهجير ، فلقد ابدعنا بالتعاون في هذا المجال وجدنا انفسنا اكثر تالقا في تدمير بعضنا البعض .

عندما نرى دول العالم تتقدم في الانتاج وتعمل على اصدار كل ماهو جديد من العلم والتكنولوجيا وتتنافس فيما بينها بانتاج الاحدث والافضل ، فاصبحنا نحن نتنافس في ضرب بعضنا البعض ومن يقصف اكثر واصبحت داعش من الشركات المتألقة في اصدار كل ماهو جديد للقتل والعنف وابداع افكار جديدة وطرق فريدة بسفك الدماء وزهق الارواح واحراق واعدام وتفجير ورمي واخرها العرض الجميل على مدرجات تدمر العريقة حيث عرض لنا الاطفال اروع فن في القتل .

اصبحت داعش دولة ذات سيادة هكذا ارادها الاعلام وهي الاكثر اماناً في الوطن العربي بعد الكيان الصهيوني ، اتمنى ان لا يُطلب راسي من داعش فانا ايضا جعلت منكم دولة ذات سيادة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات