الليبرالية الداعشية


خاص - كتب اسلام صوالحة - لو انشغل أصحابنا المتحررون في صناعة نموذج حضاري واقعي يراعي احتياجات المواطن ويلبي طموحاته ويرتقي به ثقافيا وفكريا وسياسيا واقتصاديا لما وجد العريفي مكانا له في اربد سوى المساجد ولما تهافت آلاف الشبان لرؤيته .

الا ان أصحابنا لا يتقنون سوى تصيد الاخر وكشف ما ظهر من عوراته والنيل من قيم ومفاهيم وعقائد المجتمع بصورة فجة فقابلوا تطرف الخصم بتطرف بدلا من الاعتدال والتنوير.. واكثروا من الشتم حتم فاز الخصم بالجمهور اما هم فلم يتبق لهم سوى بضع لايكات في عالم افتراضي .

الشبان الذين تهافتوا الى الملعب البلدي لم يأتوا للاستماع لخطب العريفي بقدر رغبتهم في مشاهد شخصيتهم المفضلة وجها لوجه ، فهذه الجماهير لم يستقطبها العريفي من زياراته الى الاردن بل من خطابه الذي تصدره وترعاه الفضائيات السعودية ، فمن يريد ان يواجه العريفي عليه ان ينافسه بالخطاب وعليه ان يجتهد ليحظى بقبول لدى الشريحة الأكثر استهدافا وهي الشباب .ولا يكون ذلك بنقد الدين "اي دين كان " بقصد النيل منه والانتقاص من اتباعه والتهكم على طقوسه وتسخيف احكامه بل بنقد بناء يتكئ على فهم ودراية وعلم وبحث علمي ومنهجي حتى يصارع الحجة بالحجة ويقدم بديلا للخطاب الاخر .

الهجمة على العريفي دوافعها سياسية بالأساس والتطرف الذي يحمله البعض على خطاب العريفي يأتي ردا على موقفه من الأزمة السورية ودعمه المعلن وتأييده للمسلحين الإسلاميين ضد النظام ، وهنا تكمن المصيبة حين يواجه الليبراليون واليساريون خصومهم بذات الأدوات التي يعيبون عليهم امتطاءها في كل معركة فكر . فمن طالب بطرد العريفي لا يختلف عمن دعا لحرق كتب ابن تيمية ومن احرق مؤلفات ابن خلدون قبل قرون .



تعليقات القراء

ابراهيم الكرك
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. فرق شاسع بين كلام الصوالحه المنطقي والعقلاني وذاك المتنطع والحامل سيفه ليجبر الناس على الاخذ برأيه المتطرف والجاهل بامور الناس والدين والدنيا
06-07-2015 09:31 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات