صفيح الأخوان يزداد سخونه ..


نحن نعرف أن جماعة الاخوان المسلمين ترخصت في العام 1946 وبقرار من رئاسة الوزراء على اعتبار انها جمعيه دعويه خيريه لها محددات واهداف,, وهي ترتبط ارتباط عضوي بجماعة الأخوان في مصر والاتحاد العالمي للجماعه تنظيمياً لا ادارياً كما صرّحت قيادات الأخوان في الاردن,,كما نعرف ان الجماعه كانت عوناً للنظام والدوله طوال خمسة عقود حتى شاركت في انتخابات عام 89 وكان لها حضوراً قوياً على المشهد السياسي المحلي, ولكن في عام ال96 بدأت تظهر خلافات بين النظام والجماعه حتى اعتبره البعض على انه طلاق ولكن ليس ببائن بينونه كبرى وبقيت العلاقه بين مد وجزر تارة وتارة مناكفات لربما كان لعقلاء الجماعه الدور الاكبر في الابقاء على شعرة معاويه مع الدوله..واجريت انتخابات نيابيه عديده ولم يشارك الاخوان من مبدأ الحيطه والحذر على اعتبار انها غير شفافه ولربما تؤذي سمعة الجماعه اذا ما شاركت ولم تحقق تطلعاتها..لا اريد السرد او حتى الذهاب بعيداً فالعلاقه ما بين الدوله والاخوان هي في حالة جمود مع حفظ مسافات بينهما لعدم حدوث تعدي طرف على آخر..كما الحدود بين الدول

ليس فالوضع كان قائماً برغم افساح المجال للاحزاب السياسيه من اقصى اليمين حتى اقصى اليسار وساعدت الدوله على انشقاق بعض قيادات الجماعه واعلان حزب الوسط الاسلامي على اعتبار انه يمثل المعتدلين بعيداً عن التطرف او التزمت بالرأي ولكن بقي الحزب ضعيفاً ولم يستطع شق صف الأخوان لا بل زاد من تمسكهم بمواقفهم بعيداً عن كل اشكال استقطابهم للمشاركه المباشره في الحياه السياسيه او خوض الانتخابات برلمانيه كانت ام بلديه,,لكن اليوم ونحن نعيش ظهور تيارات سياسيه اكثر تطرفاً بعيداً عن الفكر الاسلامي الوسطي بدءاً بالقاعده وما تبعها من شق للصف الاسلامي ووصمه بالارهاب حتى يومنا ونشوء تنظيم داعش الارهابي بالمعنى اللغوي وفضائعه ولكن قبل ذلك نتائج انتخابات الشقيقه مصر ووصول الأخوان الى سدة الحكم ورفض العالم ان تصبح مصر دوله اسلاميه بالمعنى التطبيقي وهي من اكبر الدول الاسلاميه اضافة الى جوارها الى فلسطين وخصوصاً القطاع في غزه جعل دول العالم الكبرى تنتفض بعدما افسح الاخوان هناك المجال لهم للتدخل بمحاولتهم السيطره على مفاصل الدولة ونهمهم للحكم ونبذ الآخر ادى الى انقلاب العسكر هناك والاستيلاء على السلطه بغض النظر من خلال صناديق الاقتراع ام اي اساليب اخرى..

ما اسلفت وبعجاله حرف بوصلة الدوله الاردنيه كما الكثير من الدوله الخليجيه لتحييد الأخوان او تجميدهم فكانت الاجراءات متسارعه وآخرها الخلاف الداخلي بين قيادات الجماعه وظهور تيار لا اقول قوياً بقدر ما هو فاعل وناشط بعدما اتخذت قيادات الجماعه بفصل بعضهم وبالتالي اعطتهم الاسباب للمطالبه بالتغيير وليس فحسب بل ايظاً الى اعادة النظر بوضع الجماعه وعمرها سبعين عاماً تقريباً والمطالبه بترخيصها على اساس جماعه سياسيه وضمن اختصاص وزارة التنميه السياسيه,, من هنا باعتقادي الشخصي ان اخطاء الجماعه بفصل عدد من قيادييها تبعه خطأ من السلطه التنفيذيه ليس خطأ سياسي بقدر ما هو قانوني ايضاً وقد يقود الى تنامي الفكر العدائي بين الدوله والجماعه,, فترخيص الجماعه تم في ال 46 بقرار من مجلس الوزراء في حينه واليوم القرار بتعديل المسمى ونهج الجماعه صدر عن وزير ويساري التوجه, بمعنى قد يثير شبهات عقائديه لا اختلاف في الرأي,, كما ان التقدم للحكومه بترخيص جديد للاخوان لم يصدر عن قيادات الجماعه وبالتالي هو من وجهة نظرهم القانونيه باطل وغير مستند الى قوانين الجماعه ولائحتها الداخليه..بمعنى قد يظهر حزب سياسي اسلامي جديد كما حزب الوسط الاسلامي محدود الاتباع والمنتسبين ولا يؤثر في الجمعيه العامه للاخوان ويزيد من لحمتهم ان لم يؤثر سلباً على الشارع السياسي..

اين نرى الحلول للخروج من المأزق بالنسبة للاخوان وللدوله في نفس الوقت,, ارى الدعوه الى مؤتمر عام للتيارات الاسلاميه واجراء انتخابات عامه لافراز قيادات شابه ومعتدله مع حفاظها على فكر الجماعه الجمعي والوسطي في نفس الوقت ’’لها ان تختار المضي في ترخيص الجماعه كحزب سياسي او ايجاد بدائل اخرى تخفف من حدة الاحتقان حزب يعمل في الضوء وفوق الارض كباقي الاحزاب السياسيه العامله على الساحه مع الحفاظ على المكتسبات الجمعيه التي حققتها خلال السبعة عقود افضل من عمل حزبي في الخفاء..هذا من باب الجماعه ولكن من باب الدوله عليها ان تحتفظ بحقها في قبول او رفض الطلبات المتعدده للحزب الجديد وكبح طموحه لأن ذلك قد ينعكس سلباً فالحوار هو الباب الوحيد المفتوح وغير ذلك قد يقود الى انفجار الشارع وهذا ما لا نقبله,, نحن نرى ان لوجود الجماعه على اعلى سلّم العمل السياسي في الاردن مع احترامها للثوابت الوطنيه وطريقة الحكم هو ثبات وقوه لسياسة الدوله الاردنيه واستمرار لنهجها باعتبار ان الاخوان رديف ايجابي للدوله واستقرارها بعيداً عن العنف..هنالك دور للعقلاء من الجماعه والدوله للوصول الى نقطة اتصال غير ذلك سيقودنا الى نتائج لا تحمد عقباها وبالتالي نصل الى طريق مسدود تبقي فيه الجماعه على صفيح ساخن لكن الدوله تستطيع الخروج من اي مأزق بتغيير الحكومه وتنتهي المشكله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات