شهادة الزور


قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم :
﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ* حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾

حضر أحد الأصدقاء من أجل رفع قضية على شخص آخر قام بشتمه بألفاظ سيئة وكان برفقة صديق له شاهد وسمع ما حصل من ذلك الشخص .
أردت أن أنهي هذا الخلاف بالإصلاح بينهم وقمت بتوسيط شخص ثالث ليبلغ المعتدي بأنه يجب عليه الاعتذار ، من الشخص الذي قام بشتمه لأنهاء المشكلة ، كان رد هذا الشخص على الوسيط بأنني سأتدبر الأمر ، ولكن كان تدبر هذا الامر بشيء لا يقبله عقل ولا يقبله دين . بدل أن يعتذر لهذا الشخص وينهى المشكلة ، قام بتحريض أقربائه ومنهم ابن أخيه ، حيث بدأوا بمراقبة ذلك الشخص الذي لا يريد من الرجل المعتدي سوى الاعتذار، وان يفهمه عن السبب الذي من أجله شتمه بألفاظ غير لائقة . تفاجأ الشخص المعتدى عليه بأن شخص يقترب من سيارته وتبين بأنه ابن اخ الشاتم وقد تظاهر بأن هذا الشخص دعسه بسيارته . وحضرت المجموعة التي كانت مع هذا الشاب بحمله الى المركز الأمني وتم تحويله الى المستشفى من أجل إحضار تقرير طبي . كان التقرير الطبي بأنه لا توجد جروح أو رضوض أو حتى ( خشط ) في جسم هذا الشاب ، بل كان التقرير الطبي (( يدعي بوجود ألم في البطن والرجل والرأس )) ، الذين شاهدوا هذا الشاب عند دخوله المركز الأمني ، قالوا بأنه بعد قليل سيفارق الحياه ، من دقة تمثيله ودجله وقلة دينه ، وكانوا يحملونه اربعة أشخاص ، وعند خروجه من المركز الأمني بعد تقديم الشكوى كان يسابق جميع من معه .
أما ما يؤلمني حقا هو عندما دخل الى القاضي ، دخل على كتف عمه ولا يستطيع الوقوف على رجله . وعندما وضع يده على كتاب الله ، أقسم بأن السيارة دهسته ودعست على رجله . اليس من الحرام أن يقوم عم هذا الشاب بإقناع ابن أخيه لكي يدعي على رجل كبير في السن بانه دعسه . ويبقيه رهينة في المركز الأمني لمدة تجاوزت العشر ساعات . أليس من الحرام والعار أن يقنع أبن أخيه بوضع يده على كتاب الله ويحلف زور وهو في مقتبل العمر، هل هذا الشاب سيحترم عمه الذي أقنعه بحلف يمين زور مستقبلا . وأخيرا كان الحل بأن يتنازل هذا الشاب عن (الدعسة ) المزعومة مقابل أن لا يقوم الشخص الآخر بالشكوى عليه بقضية الشتم والتحقير .
النتيجة التي ارغب في ايصالها للناس بأن يتقوا الله في أعمالهم . فكيف بالشاب الذي علمه عمه قلة الدين والخلق والتمثيل والحلف على كتاب الله زورا وعمره لم يتجاوز العشرين عاما . أليس من الواجب على العم أن يعلم ابن أخيه الصدق والأمانة في القول والعمل .
احذر اخي بأن الدنيا لا تساوي عند الله شيء ، واعلم بأن يمين الزور سيقف أمامك الى يوم تلقى الله عز وجل . حيث يقول المولى {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَاذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا { و قوله تعالى في سورة الحج { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ { ، ففي هذه الآية أمر الله تعالى باجتناب الشرك واجتناب قول الزور.
و لقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم شهادة الزور من الكبائر، بل من أكبر الكبائر كما في حديث عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثاً ، قالوا : بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين - وجلس و كان متكئاً - فقال : ألا وقول الزور» ، قال : فمازال يكررها حتى قلنا : ليته سكت » [صحيح البخاري
فعلى الإنسان ان يتقي الله ويشهد بالحق ولو على نفسه أو أقرب الناس اليه ، وليتجنب شهادة الزور ويتأكد قبل ان يشهد ويتوب الى الله قبل ان يأتي { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ الَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{.
والله من وراء القصد ،،،،،،،،،




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات