صاحبة الجلالة .. والزعبي وهيكل، وكلام كبير !


في رواية منشورة في كتاب صاحبة الجلالة في الزنزانة، للكاتب الصحفي الكبير "مصطفى أمين" أن الكاتب التاريخي والصحفي الشهير الدكتور محمد حسين هيكل رئيس تحرير جريدة السياسة المصرية قد انتقد رئيس وزراء مصر, الزعيم الوطني سعد زغلول بسلسلة من المقالات على صفحات الجريدة, وتعرض في نقده اللاذع صراحة لشخص زعيم الامة وزوجته "السيدة صفية زغلول" أم المصريين وأسرتيهما على صفحات إحدى الصحف المصرية اثناء فترةالاحتلال والانتداب البريطاني لمصر.

تقدم على إثرها سعد باشا بشكوى للنائب العام بحق الدكتور هيكل والصحيفة بخصوص التجريح والإساءة بحقه واسرته. وبدوره قام قضاة مصر بدراسة الدعوى المنظورة أمامهم حسب أصول التقاضي المعهودة لدى المحاكم المصرية, ويوم النطق بالحكم حضر إلى الجلسة كبار قضاة مصر والمدعي ورئيس الوزراء سعد زغلول والمشتكى عليه الدكتور هيكل وأعداد غفيرة من الكتاب والصحفيين والساسة والحزبيين والمواطنين ليتم النطق بالحكم" ومضمونه:-

أن رئيس وزراء مصر شخصية عامة يمارس ولايته في الحكم, الأمر الذي يجعل من قراراته ومسلكه وأسرته شأن عام يخص الأمة, ويحق للصحافة تتبع تفاصيل سلوكياتهم ونقدهم, وبهذا فليس هناك تجني فيما كتبه الكاتب المدعى عليه "الدكتور هيكل" ولا فيما نشرته الصحيفة, وعليه فالقضية منعدمة وبالتالي تسقط، على أن يكلف المشتكي رئيس الوزراء سعد باشا زغلول بدفع تكاليف الدعوة ورسوم التقاضي !

وصفق الحضور للحكم, وصافح سعد زغلول الدكتور هيكل وقال سعد زغلول يومها له:- أنه قد أخذ حقه كاملا لنزاهة وعدالة القضاء المصري حينها بين الفرقاء في دولة كانت تعدل بين الكاتب ورئيس وزرائها, رحم الله سعد باشا زغلول ورحم الدكتور هيكل على ما تقدم من مضامين ساهمت في بناء نواة لدولة كانت تطهر نفسها وتطهر قضائها، ولشعب محب لمصر نابض بالجهد وفاعل في الحياة.
تشكل القصة المذكورة سابقة قضائية عربية متشابهه لما كان يدور حول القضية المنظورة أمام القضاء الأردني بخصوص شكوى مماثلة للمحكمةتقدم بها رئيس الوزراء السابق علي أبو الراغب على الكاتب احمد حسن الزعبي، إثر نشر صحيفته وموقعه الاليكتروني لرسالة من أهالي مدينته الرمثا ترد على تصريحات قاسية أصدرها ضدهم أبو الراغب، تتعلق بموضوع استملاك أراض من ارض الرمثا تعود ملكيتها لذوي الكاتب "الساخر أحمد حسن الزعبي" التي تمت في عهد الرئيس أبو الراغب الذي يعتبر أن فيما نشر إساءة شخصية له ! ومع كثرة الشكاوى بحق الفتى الحوراني الاشهر، الكاتب الصحفي المقروء، احمد حسن الزعبي، وتكرار إستدعاءه للمحاكم وغير المحاكم ! أنتهز الفرصة لأقول للعزيز "أحمد الزعبي, أبو عبدا لله" الحياة لا تتوقف أبداً ياصديقي وإنما تتجدد دائماً, كل شيء فيها يتغير ويتبدل البشر يولدون ويموتون ..الأبنية تشيد وتنهار .. الزهور تتفتح وتتبدل الدول تقوم وتسقط. كل شيء يتغير .. كل شيء يتبدل إلا معاني بعض الكلمات ..

٠١ الحرية تبقى دائماً حرية ...
٢. الطغيان يبقى دائماً طغيان ...
٣. العدل يبقى دائماً عدلاً ...
٤. الظلم يبقى دائما ظلماً...

ويجيء العادلون والطغاة ويذهبون, ويظهر أنصار الحرية وأعوان الاستبداد ويختفون, وتشرق شمس الديمقراطية وتغيب, ويجثم ظلام حكم الفرد، ثم يطل نهار حكم الأمة, وقد يعلق الأحرار على اعواد المشانق، ويجلس الظالمون في مقاعد السلطان كل شيء يتغير, يولد ويموت, يكبر ثم يتضاءل .
ولكن الشعب باق لا يموت ما دامت الحياة ! ولن تموت ذاكرة شعب صابر طيب وفيه أناس "أمثالك" يكتبون للحياة...

لكتاباتك أيها الكاتب الزعبي حلاوة وعليها طلاوة, مثمر أعلاها مغدق أسفلها. تشكل فينا كقراء, ظاهرة أدبية مستوحاة من حكايات الريف الأردني, وهي مقروءة ومهضومة من مجتمعك. تكتب ما نشعر به كعامة لتخاطب الخاصة, بكل ما يتندر به الناس في جلساتهم ورسائلهم ومكالماتهم. فلقد تمكنت أيها الكاتب الجاد الساخر, الأشهر أردنيا أن تكتب نصوصا بديعة من المقالات اليومية وتكتب للعمل المسرحي الكوميدي, كنص المسرحية "الآن فهمتكم وغيرها, لفرقة صديقك الممثل القدير موسى حجازين المسرحية" التي كتبتها في مرحلة راهنة من الربيع العربي, ولتسجل لنا حلقات فيديو "منع في الصين"تطول فيها الهم الأردني و تقارع الفساد الشرس في أس مواطنه.

أنه تندر مقلق للمفسدين بطرافة مألوفة وحنكة معهودة, لتحبك فيها تفاصيل معانات الأردنيين لحقبة زمنية تزيد على عقد من الزمان مع الفساد ومع إدارات لبعض حكومات أفقدتنا السكينة وأورثت حالات من الثبور وقلة البركة مع غياب ملحوظ لهدوء بال المجتمع الأردني المحافظ. وتحية للكاتب العزيز "أحمد حسن الزعبي" على كل ما يكتب لنا ويقول لنا في تسجيلاته وتجلياته من در كلامه اللفظي, بعد أن تحولت ايها الكاتب بكل إقتدار، إلى مارشال في الكتابة الساخرة, تقود مئات الآلاف منا لقراءة مقالك اليومي طوعا وحبا وترويحا فيما يكتب لنا قلمك الساحر الجميل من أوجاع الناس وهمومهم في مرحلة راهنة على أبواب مشهد مزدحم متزحلق من الاحداث الجسام التي تدور رحاها في اقليمنا الملتهب ولا يعرف الاستقرار !

للكاتب العزيز وللقارئ الكريم، وللوطن الحبيب بكل تفاصيله ومفرداته تحية محبة وسلام، ونهاركم مبارك بنور الله وضياءه.



تعليقات القراء

حمدان1
تحية للكاتبين وبعد، ارى ان لايتم الاستشهاد بكلام قاله صحابي لوصف القران على كلام لاي انسان .
09-05-2015 01:44 PM
ناجي البشايرة
لله در الاستاذين الجليلين المبدعين الزعبي والحموري، فلقد كتب الدكتور الحموري الجلال والجمال من الماضي من روايته للادب في ابدع تجلياته، واسقطه واقعا على الحالة الاردنية المعاصرة بكل روية وإقتدار.
09-05-2015 03:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات