جراسا -

على الرغم من مرور خمسة عشر عاماً على اتفاقية وادي عربة فان العدو الصهيوني يأبى إلا أن يثبت يوماً بعد يوم لكل المخدوعين بإمكانية السلام معه أنهم يلهثون وراء سراب خادع .

إنها المخططات التلمودية والأفكار الصهيونية التي تعشعش في العقلية الإسرائيلية والتي تقودهم من غطرسة إلى أخرى متجاهلين كل من حولهم جادين في إقامة الدولة اليهودية الصرفة وعاصمتها القدس المهودة بالكامل لا وجود فيها لا إلى المسجد الأقصى أو قبة الصخرة ولا كنيسة القيامة وإنما لاورشليم ليس على أرضها سوى الهيكل الذي فرغوا من تصاميمه وما بقي إلا تنفيذ بنائه على أرض الحرم القدسي .

إن تكرار الهجمات المبرمجة على المسجد الأقصى واخرها ما تم صباح هذا اليوم الأحد مما أدى إلى جرح العشرات من المصلين وضرب حصار على الحرم القدسي ومن فيه إنما هو جزء من مخطط مدروس لتنفيذ هذه المخططات .

إن بقاء العالم الإسلامي والعربي على هذه الطريقة من التفاعل مع كل هذه الأحداث الجسمية والاكتفاء بصواريخ التنديد والشجب والاستنكار إنما هو تشجيع وإغراء لهذا العدو المتغطرس بالمضي في برنامجه الصهيوني .

إننا في الكتلة الوطنية الديمقراطية نطالب الحكومة الأردنية باتخاذ موقف أقوى ، والانتقال من مرحلة التحذير من ضياع فرص السلام إلى اعلان أن عملية السلام ليس لها وجود على أرض الواقع وأن على العالم العربي والإسلامي أن يبحث عن خيارات أخرى غير خيارات السلام الكاذب الواهم .