جراسا -

الدوحة - أكد الدكتور نصير شاهر الحمود المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام” المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وسفير النوايا الحسنة على الدور المهم الذي لعبته هيئة الأمم المتحدة الدولية منذ تأسيسها عام 1945، إذ كانت هذه المنظمة الدولية بمثابة الحاضنة والموجه والمرجعية السليمة للمجتمع الدولي في حالتيّ السلم والحرب.

واستذكر الحمود يوم الأمم المتحدة الذي يصادف في الرابع والعشرين من كل عام، ليؤكد على الدور الذي لعبته المنظمة الدولية في تحقيق السلم والأمن الدوليين في مناطق متفرقة من العام.

وأضاف في بيان صحافي "بعد مرور نحو ست عقود على بناء هيئة الأمم المتحدة، كخليفة لعصبة الأمم، برهنت تلك المؤسسة على دورها في رعاية الأمن والسلم العالميين، كما امتدت أياديها البيضاء عبر مؤسساتها التابعة لتحقيق تقدم واضح في مساعي تخليص العالم من براثن الفقر والجوع، إلى جانب وضع أطر عريضة لإرشاد البلدان الأعضاء لتحقيق الأمن الغذائي".

على أن الحمود يطالب الدول الأعضاء في المنظمة بتقديم مزيد من الدعم للأمم المتحدة ليتسنى لها المضي قدما في معالجة هذه القضايا الإنسانية الشائكة.

ويعتقد الحمود بأنه لولا الأدوار التي لعبتها المنظمة الدولية على مدار السنوات الماضية، لتعرض المجتمع الدولي لكوارث ناتجة عن تغوّل الطرف القوي على الضعيف، نتيجة غياب الأطر التشريعية الدولية التي ترعى حفاظ صاحب الحق على حقوقه.

وعاد الحمود بالذاكرة التاريخية التي تؤكد على قيام الأمم المتحدة بإيجاد حلول لقضايا مستعصية في مناطق مختلفة في إفريقيا وآسيا، كما دعمت جهود التحرر في بعض البلدان من مستعمريها،  ووقفت سدا منيعا أمام سيادة مظاهر التفرقة القائمة على أساس العرق والدين والهوية، مستندة إلى ميثاقها الذي يسيطر عليه الجانب الإنساني.

وقد وجه الأمين العام للمنظمة، بان كي مون رسالة بمناسبة يوم الأمم المتحدة للعام الحالي قال فيها “"إن الأمم المتحدة تبذل قصارى جهودها لمواجهة القضايا الكبرى، لرؤية الصورة من جانبها الأعم. إننا نقوم بصياغة تعددية جديدة تستطيع أن تقدم نتائج حقيقة لجميع البشر، خصوصاً أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها."

ووفقا للحمود فإن أهمية الاحتفال بهذا اليوم تأتي في سياق التشبث بمُثل الأمم المتحدة، إذ تبعث هذه الأخيرة على بقاء الأمل، إذ تتلاقى غايات المنظمة “مع الحاجات الإنسانية التي تنبذ العنف وتشجيع التسامح؛ الى جانب النهوض بالتنمية وكفالة المساواة، وحماية حقوق الإنسان والتخفيف من وطأة الفقر".

وأضاف الحمود “تساعد الأمم المتحدة على تحقيق أسمى ما يطمح إليه الإنسان".

ودعا الحمود للتفاعل مع يوم الأمم المتحدة من خلال قيام المدارس والمعاهد الوطنية بتسليط الضوء ومناقشة كيفية مساعدة المنظمة الدولية على القيام بدورها الإنساني، كما يمكن لهم تقديم المقترحات والتطلعات التي يمكن للأمم المتحدة والمنظمات التابعة تحقيقها.

وفي هذا السياق أيضا، دعا الحمود إلى القيام بأنشطة اجتماعية تخدم المجتمع الذي يقيم به الفرد، إذ يمكن للبعض المشاركة في تنظيف المناطق التي تحيط بمسكنه، كما يمكن لهم التضحية بجزء من يومهم لصالح منظمة خيرية محلية، كما قال الأمين العام السابق للمنظمة كوفي عنان.

إلى ذلك، تعرض الحمود للأدوار الإنسانية العظيمة التي قامت بها المؤسسات التابعة للمنظمة وأبرزها منظمة الأغذية والزراعة العالمية “الفاو"، و "اليونيسيف"، و”اليونسكو”فضلا عن "الأونروا".

وفي هذا السياق، دعا الحمود الدول المانحة لاستمرار دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”التي تعرضت خدماتها الصحية والتعليمية في مناطق المخيمات الفلسطينية بالشتات إلى تراجع واضح، وهو ما شهده الجميع إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي شمل تدمير مؤسسات تابعة للوكالة الدولية، رغم وجود علم الأمم المتحدة على مبانيها.

وقال “جاءت هذه الاعتداءات، فيما تشدد المادة الأولى من مقاصد الهيئة ومبادئها على حفظ السلم والأمن الدولي، على أن يتم معاقبة الطرف غير الملتزم بذلك من خلال اتخاذ الهيئة التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم لتقوم بإزالتها".