الجمعية والجماعة والموصل في طبربور


بسم الله الرحمن الرحيم

بالطبع سأكون سعيداً لو أقيمت احتفالية الاخوان المسلمين في موعدها في الأول من أيار لكنني اليوم سعيد أكثر لأن الأهداف المرجوة قد تحققت.

سعيد أكثر لهذا الذعر الذي أصاب القوم بسبب هذه "الخضّة القوية" التي احدثها مجرد الاعلان عن اقامة الاحتفالية .. فسرّني أن رأيتهم مذعورين يتناوشون أطواق النجاة من هنا وهناك وكل فئة تنادي اختها أن هلمّوا إلينا .. أدركونا .. لأن الغرابيل التي غطينا بها الشمس ستسقط إذا اقيمت هذه الاحتفالية.

لقد ذكّرني حال هؤلاء القوم وارتعابهم وذعرهم ذكّرني بحال جيش المالكي يوم أن اندفع جيش ما يسمى بداعش نحو مواقعهم في الموصل ففروا مذعورين وتركوا خلفهم معسكرات مليئة بالأسلحة والمعدات فسارع المالكي مذعوراً يطلب النجدة من سيدته وصانعته أمريكا فلبّت نداءه سريعاً بطائراتها التي لم تُجْد نفعاً حتى الآن وسقط المالكي.

ولو كذّبنا من يقول أن هذه الجمعية صنعتها وعينتها الأجهزة "قيادة" وصدّقنا الجمعية بقولها أنها هي من عيّنت نفسها "قيادة" فيا ترى قيادة على من؟ وأين كوادرها وجمهورها؟ أم أنها قيادة في الهواء لا فوقها ولا تحتها؟ هكذا قيادة والسلام.

لقد شعرت هذه "القيادة الهوائية" بالخطر إذا ما أقامت جماعة الاخوان المسلمين احتفاليتها لأن هذا يعني نهاية الجمعية ونهاية اللعبة .. لأن الاحتفالية ستُظهر للشعب الأردني أن كوادر الجماعة ملتفة حول قيادتها المنتخبة المرخصة من رئاسة الوزراء منذ 70 عاماً وأن الجماهير الأردنية المؤيدة لهذه الجماعة حاضرةٌ ستأتي من جميع المحافظات بحشودها الهائلة كالعادة التي عُرفت بها جماعة الاخوان المسلمين بكوادرها وجمهورها الأردني الواسع العريض.

لقد شعرت "القيادة الهوائية" أن هذه الاحتفالية ستسصلي عليها أربع تكبيرات في ساحة طبربور ولذلك هبّت مذعورة تطلب النجدة من هنا وهناك فهرعت إلى أكثر من طرف في الحكومة تحرضهم على ضرب وقمع هذه الاحتفالية، لكن الحكومة هدّأت من روعهم وقالت لهم اطمئنوا .. لن نسمح باقامة هذه الاحتفالية وسنملأ ساحة طبربور بالنفايات بمساعدة آليات عقل بلتاجي وسنطلب من اصحاب الزرائب أن يملأوا المكان كما سنحرك كُتّاب التدخل السريع لتخويف الجماعة للرجوع عن هذه الاحتفالية .. فإن لم يفعلوا سندعوهم ونأمرهم خطياً بمنع الاحتفالية .. وهكذا كان .

هدأت قلوب القوم، لكن قلقهم ظل قائماً حتى قرأوا البيان الصادر عن جماعة الاخوان المسلمين الذي أعلن تأجيل الاحتفالية إلى اشعار آخر.

تنفس القوم الصعداء، لكن الحيثيات التي رافقت إعلان الاحتفالية منذ اليوم الأول وحتى إعلان التأجيل كشفت للشعب الأردني حقيقة هذه الجمعية وحجمها .. وأن الاهداف المرجوة من الاحتفالية قد تحققت، وأن الشمس لا يمكن أن تغطيها كل الغرابيل وأن التكبيرات الأربع قد أقيمت مع الاخلاص بالدعاء للمرحوم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات