تعديل قانون نقابة الاطباء – قراءة متأنية


لقد اقرت الهيئة العامة لنقابة الاطباء الاردنية تعديلات جوهرية على قانون النقابة في عام ( وكان د باسم الدجاني هو النقيب في دورته الثانية وكنت انا عضوا في المجلس للمرة الاولى وكنت قادما من رئاسة لجنة أطباء الصحة والتي كانت بمثابة قوة لا يستهان بها ابدا) 1998وكان قبل ذلك هناك لجنة اعدت التعديلات ودرستها لتقديمها للمجلس والذي بدوره سيقدمها للهيئة العامة وبالفعل درس المجلس ما قدمته اللجنة من اقتراحات وعدل عليها ولكن اخذ بجوهرها , وجرى نقاش موسع عليها في الجسم الطبي حتى عضدت الهيئة العامة وبدأ مارثون النقاش الطويل , ولكن للامانة كان هناك توافقا بين اللونين الابيض والاخضر على تلك التعديلات رغم ان الابيض كان تحالفا من قومين واسلامين والاخضر كان يساريين مع بعض القومييين حيث كنت وزميلي د احمد العرموطي كالساعد الايمن والايسر للدكتور باسم الدجاني وكان لنا صولات وجولات في اتخاذ القرارات وبعد أشهر تم ارسال تلك التعديلات للوزارة الصحة وكان هناك ثلاثة بنود رئيسة في التعديلات وهي : - 
اولا – عدم جواز توقيف الطبيب بخصوص عمله المهني الا بعد صدور قرار قطعي من القضاء .
ثانيا – تشكيل هيئة وسيطة تتولى الرقابة على المجلس وتحاسبه ويقدم لها التقرير المالي والاداري اي عبارة عن برلمان طبي .
ثالثا – عدم تسجيل الاطباء الصهاينة في النقابة ابدا .
وكانت هناك بنود اخرى كثيرة تم تعديلها , وما ان وصلت هذه التعديلات للوزارة الا وقد قامت القيامة على بند عدم تسجيل الاطباء الصهاينة لان ذلك يخالف قانون اتفاقية وادي عربة والموافق عليها من النواب وقالوا لن تخرج من الوزارة وبعد استشارات قانونية قالوا لنا انتم ارسلتم ما تريدون والان هم اصحاب الولاية يغيرون كما يعتقدون انه الصواب بالنسبة لهم وشطبت الحومة هذا البند من التعديلات ثم جاء دور الهيئة الوسيطة فقالوا لا يجوز ان تحل محل الهيئة العامة وللمجلس الحق بتشكيل هيئة وسيطة استشارية ’ وبعد نقاش عقيم وجدل واسع تنازلت النقابة عن بند الهيئة الوسيطة , وبقي بيت القصيد الا وهو عدم جواز توقيف الطبيب حيث كان هذالا الامر هو جوهري بالنسبة لنا كنقابة ويمثل تحدي كبير , وكانت الهيئة العامة تسأل المجلس في كل عام ماذا جرى في تلك التعديلات حتى ان التعديل اصبع بحاجة لتعديل وكانت الهيئات العامة تكلف المجلس بالعمل على اصدار تلك التعديلات وعقدت هيئة عامة استثنائية لمناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية واكدت الهيئة ان يكون في اطار قانون النقابة , وكما قلت لم تكن هناك هيئة عامة منذ عام 1999 الا ونوقشت التعديلات والى اين وصلت , وبقيت التعديلات تراوح مكانها وتنتقل من درج الى اخر في ديوان التشريع حتى تم التصدي لهذا الملف من قبل المجلس الحالي والذي حمل تكليفا من الهيئة العامة بالعمل على اصدار التعديلات , واجتهد المجلس واستسار وكان الجواب الشافي ان للمجلس الحق بالسير بالاجراءات وعقدت عشرات الاجتماعات مع المستشار القانوني الاستاذ مبارك ابو يامين وتم التوافق مع الوزارة لرفع تلك التعديلات الى ديوان التشريع ورفعت اليه ودرسها ديوان التشريع من خلال الخبراء القانونين وبعد ذلك تحركت قوى انتخابية معينة وارادت تعطيل مسار القانون ولكن فشل هؤلاء بمحاولتهم كونها لم تكن بريئة ولمعرفتهم ان مشروع القانون ان صدر سيعتبر انجاز نوعي لهذا المجلس , فاردوا اعاقته ولكن السحر ارتد على الساحر حيث درسه مجلس النواب ودرسه مجلس الاعيان وتم اقراره واستغرقت العملية عدة اشهر حتى تمت الموافقة عليه من رئاسة الوزراء ثم مر بقنوته الدستورية .
ويعتبر التعديل نقلة نوعية كبيرة وانجاز ضخم للاطباء ولا يقدر بثمن خاصة عدم جواز التوقيف الا بعد صدور قرار قطعي من القضاء بالادانة اضافة لقضية رفد الصندوق امولا تحسن من وضعه المضطرب نتيجة لزيادة الالتزامات عليه وزيادة عدد المتقاعدين طرديا , اضافة لتشكيل لجنة طبية مرجعية يعين الوزير رئيسها لتبدي رأيها في القضايا الطبية بحيث يكون لكل اختصاص لجنة لبيان وجود الخطأ من عدمه .
وهناك تعديلات اخرى اقل اهمية لكن هذا هو بيت القصيد واقول للزملاء الاطباء المجلس لم يمدد بل تغير الاستحقاق القانوني واصبحت مدة المجلس ثلاث سنوات بدل سنتين وكان مجلس النقابة قد اقر ذلك وعرضه عام 1998 على الهيئة العامة ة والتي وافقت على التعديل .
واقول لمن يتحدث عن التمديد انت مخطأ بل هناك مجلس قرر الانصياع للاستحقاق القانوني الموقع من مجلسي البرلمان والموشح بالارداة الملكية السامية وبالتالي اصبح مطلوبا من المجلس وضع المواد الجديدة في القانون قيد التطبيق وفورا حيث ان الامر لا يتعلق بالتمديد بل استحقاق قانوني جديد .
واقول لمن استلوا سيفوهم وخناجرهم واطلقوا النار على النقيب والمجلس سامحكم الله فنحن اخوة واصدقاء وزملاء و الزمالة تعتبر من ارقى العلاقات بين البشر , وانصحهم ان يتقوالهع ان كانوا يؤمنون به وباليوم الاخر والا فلا مجال الا للاقتتال وهو ما يرفضه الجميع واملى بهم ان يكثروا من الدعاء ليتقبل الله منا جميعا واقول للجميع كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون .
وعلينا واجب الالتفاف حول المجلس ودعمه لينجز للاطباء فالنقابة انتم جميعا , واتمنى ان يتم ادخال مساق واضح حول اخلاقيات المهنة حتى يرى الشباب اهمية احترام ابائهم .
واختم بالقول نحن لسنا المجلس الممدد له ولكننا المجلس الذي انجزالتعدلات الجوهرية على القانون واصبح الطبيب في عهده لا يوقف الا بعد صدور قرار قطعي من القضاء .
عارضوا كما يحلوا لكم ولكن ابقوا على خيوط التواصل مع بعضكم البعض ولا تثيروا الفتنة فلسنا في حرب داحس والغبراء ونقول لكم نحن منكم وانتم منا ونحن نعمل لاجلكم وهنا لا بد من توجيه الشكر لكل من ساهم في اقرار التعديلات والقائمة تطول وابدأ من د باسم الدجاني ومجلسه واللجنة التي عملت على اعداد التعديلات للمجلس وكذلك المستشارين القانونين وخاصة الاستاذ مبارك ابو يامين والاستاذ رضوان ابو دامس ولذي تعامل بمهنية كاملة مع التعديلات ولا انسى ديوان التشريع واللجنة القانونية في مجلس الوزراء ومجلس الوزراء ولجان مجلس النواب والاعيان والاعيان والنواب كافة من ايد او من عارض التعديلات وتحية خاصة للدكتور النائب رائد حجازين ود خالد كلالدة ود علي حياصات ودولة د عبد الرؤوف الروابدة وهناك اناس لا يتسع الوقت لشكرهم وارجوا ان يسامحوني واخيرا نعم لوحدة الجسم الطبي ولا للفرقة والنقابة للجميع فعلا لا قولا , ادعوكم جميعا لاثبات ذلك على ارض الواقع لنستطيع تقديم الافضل للطبيب والمواطن .
عضو مجلس نقابة الاطباء الاردنية 1997 – 2016



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات