تصريحات الملك رسالة اردنية ملفعة بالتهديد لمنع التهويد


بالامس طوى جلالة الملك عبدالله الثاني في مقابلته مع صحيفة هآرتس الاسرئيلية صفحة مشرقة ناصعة البياض, قد تعادل في الانجازات عشرة اعوام كاملة اختزلها بفن واتقان بعشرة دقائق زمنية قد لا تساوي في عالم الزمن شيئا, لكنها على ارض الواقع تعتبر حقبة زمنية كالدهر, فحمل بتصريحاته رسائل قد تجلب النفع للفلسطينين وتدفع الاسرائيليون للتفكير الف مرة قبل إقدامهم على امر يضر المنطقة او يدفعها الى خلق نزاعات جديدة ستكون هي اكثر المتضررين منها حتى وان كانت تملك القوة.

فنحن متيقنون تماما بأن هناك ظروفا حكمت على جلالة الملك ليقف صلدا وشامخا فيما صرح به من موقف ناجم عن رؤيته للصلف الاسرائيلي تجاه ما يجري مع الاهل في فلسطين بأسرها. وكاردني افتخر بكل عبارة طنانة ورنانة, وردت على لسان جلالة ابينا عبدالله الثاني امس الاول, وهو يرتدي موقف الرجولة والشرف والكرامة والإباءفيما تم طرحه من مواضيع غاية في الاهمية .

إن ما جاء على لسان جلالة الملك من تصريحات وانتقادات لهو اشبه بضربات( مدفع الخمسمية) التي بترت اصابع كل من سولت له نفسه في غابر الايام ان يمتطي صهوة جياد تحدي الوطن أويركب قارب التآمر على قيادته (التاريخية والدينية والشرعية), وإن طاب لنا فاننا نقول الزعامة" الثورية" إن اختل ميزان الصراع وانتشر التآمر وعمت الفوضى لا قدر الله.

ولعل جلالة الملك في تصريحه قد ادرك بحكمة وبصيرة ثاقبة, سرعة التيار الذي بدأت ملامحه تلوح بالافق, فاتخذ القرار الذي وصل قادة اسرائيل مبطنا ,ولكنه اوضح من عين الشمس في منتصف النهار .

إن تصريح جلالة الملك لم ياتي من فراغ بل سبقه مقدمات طويلة, آلمت جلالته ودفعته الى اطلاق ما اثلج الخاطر من مواقف وتصريحات,واراحت النفس, ومتنت العلاقة مع شعبه وجيشه وامنه وامته العربية.

اعتقد بان تصريحات جلالته سيكون لها وقع حساس في نفوس قادة الكيان الصهيوني, من الذين لا زالوا وان اظهروا النجاح يتخبطون في ازمة ما يسمى "بتهويد القدس", والتي سيدفعون لها ثمنا غاليا قد يكون مهره التفكير في العلاقة معهم.

نجح جلالة الملك في دقائق معدودة استغرقتها تصريحاته في لف الشعب والجيش واجهزته الامنية حول معصمه, ذلك المعصم الذي تعود على التحدي والتضحية.

فدعونا نعترف بان تصريحاته جاءت في وقت بدأت تموج به المنطقة بموجات حروب واضطرابات ليست بالهينة ولا بالقليلة, ورغم ذلك خرج مارد السياسة الاردني من قمقمه, ووضع علامات استفهام كثيرة على مستقبل الكيان الاسرائيلي السياسي, بمواجهته لافعالهم بمنتهى الصراحة.

إن الصراحة التي واجه بها جلالة الملك كبار قادة اسرائيل ,تحمل علامات تحد كبرى للاردنيون والفلسطينيون معا, اهمهاا زيادة التلاحم لمنع تغلغل الاعداء في صفوفهم, فلقد حاول اعداء الوطن وضعه بمواقف عديدة إختار له الاعداء يومها, إما ان يكون ذليلا او حرا , فاختار الحرية وعمق فينا الولاء, ومنحنا جرعة جديدة من الكبرياء:-

فالهاشميون ادرى الناس قاطبة بأن القدس والاردن صنوان

ومن هنا فان رسالة جلالة الملك ,كانت موجهة توجيها هادفا نحو فك ازمة القدس وأقصاها, واعادة النظر للتفاوض الجدي بين الاسرائيليون والفلسطينيون تحت مظلة القانون الدولي لاقامة دولتين جارتين تعيشان بأمن وسلام , فاقامة الدولة الفلسطينية على ارضها التاريخية تمثل جواز سفر أمني واقتصادي لاسرائيل للانفتاح على المنطقة العربية بأسرها وفك عزلتها وانصهارها بالمجتمع العربي.

Quraan1964@yahoo.com



تعليقات القراء

جابر بن حيان
تحية للكاتب ولجراسا وبعد,,
تمعنت في كلمة في باطن هذه المقالة ودعوني يا جراسا اؤكد لكم ما يلي:-
مقالة الاخ القرعان تنفيس عما يجول في النفوس.
فيها من العبارات ما يجعل القارئ يتوقف عندها مليا وجليا ولعل اجملها على الاطلاق العنوان الرائع وبيت الشعر الاروع.
لجراسا ومشرفيها كل التحية والتقدير ففيما تنشر الحرية والمهنية ولكن دعك من الاساءة التي يحاول البعض غرسها في التعليقات وللعلم قد يكون مصدرها مهني من بعض الزملاء لتشويه صورة جراسا الاخذة بالتطور يوما بعد يوم.
12-10-2009 02:53 PM
ابن الكرك
من الكرك الابية تحية الاحترام لجلالة سيدنا إن كان ما عاناه هو حقا ما عناه الكاتب المحترم في مقالته الوطنية الخالصة.
12-10-2009 02:54 PM
ابن فلسطين
فعلا يا اخ احمد فلقد سحب الجنود اليهود قواتهم وفكوا حصار الاخوة في الاقصى بعد تصريحات الملك لهآرتس الاسرائيلية ويا رب يبقى الملك نصير فلسطين الاول كما عودنا فالولاء كل الولاء لبني هاشم والله يرعاه
12-10-2009 02:57 PM
جميل المرايات
كتاب اخر زمن
13-10-2009 07:35 AM
روح الوطن
معقول نشوف دولة لاهل فلسطين بيوم من الايام
13-10-2009 02:41 PM
عايد العبابنه
يا ريت الناس تقدر والله مواقف الهاشميين طول عمرها بترفع الراس بس الناس ناكرين للجميل وخاصة اللي عايشين عالفتنة
13-10-2009 02:44 PM
خنفس
بدي اسال الكاتب هل هذا شعره او انها باروكة مع اني اضن انها باروكة
13-10-2009 09:24 PM
سلمى الى 6 عايد عبابنة
اخ عايد عبابنة انت حكيتها بلسانك اللي عايشين عالفتنة يعني معروفين من هم. لإنه والحمد لله القاصي والداني يعرف مواقف الهاشميين اتجاه اهلنا في فلسطين ومين بنكر هالمواقف بكون من اللي عايشين عالفتنة مثل ما حضرتك تفضلت وحكيت.
21-10-2009 02:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات