بدأ جشع السائقين يطفو من جديد على طرقاتنا مع بدء الفصل الدراسي في الجامعات والمدارس المختلفه المنتشره في أرجاء وطننا الحبيب ولأن هناك بعض السائقين لا يمتثلون الى قواعد المرور لا أخلاقيا ولا نظاما لذلك تراهم يشعلون أضواؤهم المتقطعه ويسيرون بسرعه جنونيه و يخرجون رؤوسهم من النوافذ احيانا للتأكد من عدم وجود دوريات السير أو التملص من اجهزة الرادار عن اعطاء او تلقي إشاره من زملاء اخرين لهم يسيرون في الاتجاه المعاكس من الطريق.

لولا تدخل العنايه الالهيه صباح يوم أمس وعلى الطريق المؤديه من اربد الى لواء الكوره وبالتحديد على مثلث دير السعنه تسابق سائقين بسرعه جنونيه قطعوا فيها الاشاره الضوئيه من أجل تحميل شخص كان ينوي التوجه الى عمله في بلدة دير ابي سعيد فتفاجأ احدهم بمجموعه من الطلبه يقطعون الشارع الرئيسي وبدلا من أن ينبههم بطريقه أدبيه وحضاريه أطلق صفارات الانذار و زوامير الهواء التي تشعر بأن هناك عشره قروش أو بالاحرى بريزه قد طارت من محفظته وزعيق البريكات أحيانا يعلو فوق صراخ الاطفال و يخرج رأسه من النافذه فيشتم والديهم ويمضي بسرعته الى مكان اخر والله يستر!!!!

قبل اسبوع تم دهس طالبه امام جامعة اليرموك من قبل سائق باص أهوج أبلغه زميله (سائق اخر) بان هناك أزمة طلاب في أحد المجمّعات فزادت سرعته متناسيا الوجود الكثيف للطلبه وللطالبة التي كانت بشوق توّاقه لرؤية جامعتها لاول مره ولكن شوقها جعلها دمية تحت عجلات سائق لا يخاف الله ولم يعرف يوما ان الرزق مقدّر من عند الله لا يجوز التسابق اليه...!

يستمتع بعض السائقين عند تحميل الركّاب وفي وسط الشارع ولا يشعرون بنشوتهم الاّ اذا وقف سبعة ركاب في وسط الباص وثلاثة الى جانب السائق وعندما يشعروا بوجود دوريات تراهم يخاطرون بجميع الركاب فيسلكوا طريقا اخر وعر للتنصل من الرادار او الدوريه .اما عندما يقوم احد الركاب باعطاء اشاره للسائق بالتوقف فقد يشتم الذات الالهيه (وانا شاهد على ذلك) لان بتصرف هذا الراكب سيؤخر من يومية الكنترول الشهم او السائق البطل.

اثناء المسير على الطريق باتجاه العاصمه تشعر وكأنك في رالي الكل يحاول الوصول باسرع طريقه ممكنه الى قلب المجمّع وفي ذلك الوقت بالتحديد تسمع العديد من الكلمات الجارحه (أمك و أبوك ويتم التطاول على الشرف في كل الاوقات) وكأن الراكب يتابع مباراه قويه أومشهدا ساخنا بين متصارعين فترى رؤوسهم ترتفع الى اسفل سقف الباص وظهورهم تنحني الى الاسفل عند شعورهم بالخوف والموت المحقق .

وأخيرا أطالب رئيس الوكالة الدوليه للطاقه الذريه بالتدخل والكشف السريع عن نوعية هذه الصواريخ( باصات الكوستر العابره للمحافظات )التي تغزونا وتحاول النيل من شبابنا وأطفالنا والحد منها بالسرعه الممكنه شاكرين لكم حسن تعاونكم يا رؤوساء الوكالات الدوليه!!!!!!!!!

hanoon78_hayajneh@yahoo.com