"جنى" سيدة الموقف على مواقع التواصل الإجتماعي


جراسا -

رصد - محمد المعايطه - كعادة نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، تعاقب الأحداث يشعل صفحاتهم بالآراء والأفكار، فبين المؤيد والمعارض، وما  بين الساخر والجاد في طروحاته، تمتلئ صفحات هذه المواقع وهذا الفضاء الإفتراضي.

وربما كان للعاصفة "جنى" كما أخواتها من قبل "هدى وإليكسا"، حظاً وافراً من خربشات النشطاء، فكثر الحديث منذ ليلة الأمس عن زيارتها إلى المملكة، عن عمقها وقوتها، مع التساؤلات الكثيرة هل سيصدق الشاكر والأرصاد الجوية هذه المرة.

وبدأ صباح اليوم بحالة انتظار كثيفة لـ"جنى"، مع متابعة حثيثة لأي خبر رسمي بهذا الشأن، متى سوف تبدأ ومدى تأثيرها على البلاد، فغابت على إثر ذلك الكثير من الأخبار المحلية والعربية السياسية تحديداً، عن أنظار المتابعين لمواقع التواصل الإجتماعي، فكأن صديقتنا البيضاء "جنى" كانت قد غطت على سيول الدماء وصور الذبح التي استرسلت في الآونة الأخيرة، وقلّ الحديث عن الشأن الأكبر في المنطقة، والشبح الأكثر رعباً "داعش"، ليستبدل هؤلاء النشطاء قصصها بالنكات والسخرية من جهة، ومن جهة أخرى الشاعرية التي تظهر دائماً في هذه الأجواء.


ولعل السخرية كان لها الحصة الأكبر من التعليقات والمنشورات الإفتراضية، فتتالت الصور التي تسخر من العاصفة، والتي كان أبطالها دولة رئيس الوزراء ابو زهير والراصد الجوي محمد الشاكر تارةً، وتارةً أخرى الإقبال الشديد على المخابز والمواد التموينية في هذه الظروف، وتارةً ثالثة الإنتظار لزائرنا الأبيض، وهاجس أن تفشل تنبؤات الراصدين كالعواصف الماضية.

ومع قدوم العاصفة، كتبت إحدى الناشطات على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك "ومع كل "ثلجة " يبدأ مسلسل" حدا يطلع ينظف الساتلايت بالقشاطة"، هذه المعاناة التي نعيشها دائماً مع كل هطول للثلج، وكالعادة انتشرت التعليقات كالنار في الهشيم، ناهيك عن صور لـ "الستالايت واللواقط" التي تغطيها الثلوج.

وفي الإنتطار لـ"جنى" قالت ناشطة أخرى "لا جنى ولا عشره عشجره ". ونشر ناشط آخر "وخير جليس في الثلج .. أرجيلة". أما من التعليقات التي كان بطلها محمد الشاكر "حكولك صلاة الجنازة على المرحوم محمد الشاكر ستقام بعد صلاة العصر في كافة مساجد المملكة ، إنا لله و إنا إليه راجعون".

وككل عاصفة ثلجية، يبدأ الناشطون من مدينة الزرقاء، التي تعاني دائماً من "شحّ" الزائر الأبيض عليه، تعليقاتهم الساخرة من ظرفهم المناخي، وأمنياتهم أن يكون حظهم أكبر هذه المرة، من المرات السابقة.

وكتب أحد الناشطين من مدينة الزرقاء على صفحته قائلاً " الم يحن الوقت لتساقط الثلوج في الزرقاء ؟ 

وسخر آخر قائلاً " شو تعليقك على احتمالية وصول الثلوج للزرقاء؟ هل لديكم ما يكفي من مخزون الكيري و الكوكو عاشور؟ ما تأثير ذلك على ازالة حواجز التمييز الطبقي المستند الى الثلج لدى الزرقاويين؟".

وقال آخر " من خلال هذا البرد القارس يمكنك أن تفهم أخي المؤمن لماذا كان الناس يعبدون النار سابقاً هههههه .

وتمنى آخرون أن تطول فترة هطول الثلوج، للاستمتاع بأيام العطلة التي تصاحب الحالة الجوية، فكتبت أحدى الناشطات " يا رب تكون "جنى" داعشية الفكر .. باقية و تتمدد".

وبعيداً عن السخرية، تناول عدد آخر من الناشطين موضوع العاصفة "جنى" بشكل جاد، وتمني أن تكون وطأتها خفيفة على اللاجئين والفقراء، وأن لا تطول ظروفها الصعبة عليهم. كما اهتم العديد بإنشاء مبادرات لمساعدة الحتاجين في العاصفة.

كما تناول آخرون أهل قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة عليهم، وما تسببت به من دمار وخراب، سائلين الله أن يعينهم في هذه الظروف الجوية الصعبة.

من الواضح جداً أن هذا الفضاء الذي نعتبره افتراضياً، لم يعد كذلك، فكل هذه الإختلافات والأفكار والمشاعر التي تُلقى على صفحات هذه المواقع، ما هي إلا انعكاس لما يجول في الواقع، وفي الحياة اليومية، صفحات مكشوفة للجميع، ومنابر للحديث في الأوقات التي تقل فيها المنابر، وتبقى العاصفة الثلجية "جنى" هي سيدة الموقف، حتى انتهائها، وبدء حدث جديد يتناوله النشطاء، ويصير مسيطراً في ساحات الحديث والكلام والآراء في الفضاءات الإفتراضية، وإلى ذلك الحين ندعو الله أن تكون هذه الثلوج خيراً على البلاد والعباد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات