الاسلام السياسي ونظريتي الاحتواء او الاصطفاف ..


لا اريد ان اذهب بعيداً اكثر مما يجب وليس ما ساطرحه يمثل وجهة نظري بالضروره ولكن اختيار المثال لتصبح الفكرة اكثر وضوحاً لا قبولاً للمفهوم, فعند قيام الثوره الايرانيه في نهاية السبعينيات هناك من صفق لها واستبشر خيراً وهناك من رفضها لاعتبارات عقائديه وقناعات لربما فرديه لا مجال للدخول في تفاصيلها,,أُلبست الثوره الايرانيه عباءة الاسلام السياسي وبدأ الحكم عليها تارة قبولها بتحفظ وتارة رفضها حتى دخلنا من بوابة القرن الحادي والعشرين وانتقال الثوره من مفهومها السياسي الى طموحات الدوله الايرانيه بامتلاك السلاح النووي والمطالبه ايضاً بحصه في المنطقه وخصوصاً المطالبه بنفوذ في استقرار الخليج النفطي,, ولم تسعى يوماً لتهديد أمن اسرائيل الا من باب الهوبره الاعلاميه وتحريك مشاعر المسلمين..

لا اريد ان احكم على التجربه الايرانيه في احتواء الخلاف الغربي الغربي وتحييد اسرائيل بالرغم من وجود حكومات اليمين المتطرف في سدة الحكم في اسرائيل الا انني على يقين بأن ما يدور خلف الابواب الموصده هو غير ما يصرّح به,, من هنا هناك اهداف مشتركه تجمع اللدودين لتقاسم الكعكه..لكن لا استطيع ان استثني حقبة حكم الجمهوريين ورعونة بوش الأبن وتعاطيها مع الملف الايراني الا ان الديمقراطيين استطاعوا توظيف نظرية الاحتواء للمُلاّت في طهران مما حدى مؤخراً بالرئيس اوباما بالتهديد بالفيتو اذا ما حاول الكونجرس الامريكي التصويت على فرض عقوبات جديده على طهران..

في الوقت نفسه نرى ان الرئيس اوباما على النقيض مع ملف داعش يطالب بدعم الكونجرس لتخصيص ما يقارب التسعة مليارات لحرب داعش ونعرف انهم غير جادين في اجتثاثها من المشهد السياسي ولا حتى مجرد التفكير في لجمها,,والا بماذا نفسر حشد التأييد للتحالف والاصطفافات معها لحرب قد تطول عن اكثر من ثلاث سنين كما صرح سابقاً,,لربما خرج اوباما بجيوشه الجراره من البوابه العراقيه لوقف عودة المزيد من الجثامين الملفوفه بالعلم الامريكي ليعود من الشباك ولكن هناك من يحارب عنه من اصحاب الذقون الطويله وفتاوى اوباما والقتلى من المسلمين!! الهدف واحد لكن الفاتوره مختلفه والختم امريكي.

لربما ليس من السهل احتواء الاسلاميين المتطرف منهم والمعتدل في الدوله السوريه مثلاً بعدما اريق الدم وبُقرت بطون الحوامل هناك,, ولربما لوجود اختلاف مذهبي في العراق من الصعب ايضاً احتواء الاسلاميين ضمن لواء المصالحه الوطنيه وبناء الدوله لكن هل من المقبول تعميد الدوله اليمنيه بين ليله وضحاها والباسها الثوب الحوثي مقابل انسحاب ايران من المشهد السوري او دعم نفوذ حزب الله على خاصرة اسرائيل؟؟ لربما المشهد ليس واضحاً تماماً ولكن هناك تحالفات واتفاقات تدور خلف ابواب طهران وواشنطن وتل ابيب لاقتسامنا واقتطاع اجزاء عزيزه اخرى غير فلسطين لصالح الفرس والرافضه مع تأمين حق الغرب في نفط رخيص ونظيف من دول الخليج العربي.. فالفتنه كانت نائمه في مصر واليوم بدأت تصحو,,وهي نائمه في دول اخرى لكن صحوتها بدأت تلوح في الافق,,وليس هناك دوله لا تمتلك كل اسباب اثارة الفتنة والنعرات من الخليج الى المحيط ولكن لا نعرف ترتيبها على جداول العم سام والرافضه الرخيصه..

الرهان اليوم على عقلانية الدوله وسخاء الاحزاب الاسلاميه في قبول الاندماج للعمل لصالح الاوطان التي لم تُقسّم بعد ولاعطاء صوره ناصعه عن اسلامنا الحقيقي بعيداً عن ترف ممارسة السياسه بقدر ممارسة الرقابة على الدوله والاخلاق..فحماس كانت اسرائيل تحسب لها عندما كانت بعيده عن ممارسة السياسه المباشره والاستئثار بكرسي الحكم مما فتح جروح الماضي في الاختلاف بين الشارعين الفلسطينيين,,وقد سقطت في الشرك عندما قبلت,,ولربما التجربه يمكن توظيفها جيداً وأخذ الدروس والعبر منها,,فالاسلام السياسي لم ينضج بعد وقد سقط في اختبارين رئيسيين في فلسطين ومصر..والغرب يرفض الاحتواء حالياً لنكوص التجربتين ولكن من الممكن تعاطيهم مجدداً مع اسلام سياسي معتدل لا يسعى الى تكفير الآخر بل يسعى الىمد جسور المحبه والسلام..مع تحفظي وقناعاتي من ان اليمين في الحكم في كثير من الدول الغربيه الرافضين للتواصل مع الاحزاب الاسلاميه وليس ذلك فحسب بل يطالبون بالاقصاء والترحيل والتضييق الا ان استخدام استراتيجيه جديده مع المجتمعات حيث المسلمين هناك قادر على تغيير الفهم المغلوط عن اسلامنا..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات