كتاب الشعب وكتيبة الحكومة والروايات المتناقضة
يسهم الكتاب الصحفيين بشكل كبير في صياغة الرأي العام حيال القضايا المختلفة من خلال قراءاتهم وتحليلاتهم ونقدهم لما يحدث على المشهد السياسي المحلي والإقليمي .إنهم يسهمون في صياغة التفكير العام وتوعية الجمهور بخصوص ظواهر ومواقف وسلوكيات رسمية وغير رسمية وتثقيفه بشكل يجعل من مشاركة المواطنين وآرائهم مستندة الى معلومات ومعرفة كافية بالقضايا المطروحة ، كما أن الكتاب والإعلاميين يسهمون بشكل فاعل في حشد رأي المواطنين باتجاهات يعتقدون أنها تخدم المصالح العليا للمجتمع .الكتاب والإعلاميين يشبه عملهم عمل المصور الحاذق الذي يعمل على التركيز على جوانب محددة من مجمل الأداء الحكومي أو الأداء الفردي لوزارة أو دائرة أو وزير بعينه ويعمل على إيصالها للناس واصفا وشارحا ومفسرا ومحللا لهذا الأداء أو القرار أو السلوك .نعم عمل الكتاب في صحفنا الرسمية وغير الرسمية يشبه عمل المصور الذي يحدد ما هي الصورة التي يريد نقلها ،وما هي خلفية الصورة التي يختارها ،وما هي الجوانب التي لا يريد أن تظهر في هذه الصورة.
كتاب الصحف الأردنية الرسمية ربما ينطبق عليهم وصف مصورين الأفراح والأعراس الذين يصورون كما يريد اصحاب المناسبة من العروسين وذويهما .إنهم يكتبون ما تريد الحكومة منهم أن يكتبوه وإلا فإنهم سيخسرون مكافآتهم الشهرية وامتيازاتهم الهائلة. كثيرون من كتاب الصحف الرسمية لا يكتبون بدافع الكتابة الصحفية الحرة والمهنية بقدر ما أنهم يستكتبون من قبل الحكومة ويدفع لهم رواتب مقابل ذلك. هؤلاء الكتاب لهم سقوف مسموحة ،وحدود في الكتابة ، واتجاهات مرسومة مسبقة يسيرون وفقها .إنهم يصورون ما تريد وترغب الحكومة في تصويره من لوحات ومناظر يبدوا عليها الفنية والمهنية في حين أن مكونات الصورة الحقيقية والقصة الواقعية لم تنقل للناس وعليه فلا غرابة أن تجد أن المواطنين لا يقرأون صحفنا الرسمية ولا يرغبون في الاطلاع عليها إلا من أجل معرفة الوفيات والإعلانات. مصداقية متدنية للصحف الحكومية ولمجالس إدارتها التي تعينها الحكومة ليس على أساس المهنية والمصداقية وإنما يتم اختيارهم للتنفيع والمكافئات السياسية، وقصة خلع رئيس مجلس إدارة إحدى الصحف الرسمية في عهد رئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونة وتعيين بديلا عنه من أحد أصدقاءه المقربين والذي بدوره تم خلعه مرة أخرى بعد شهور قليله من تعيين رئيس وزراء لاحق وتعيين شخصية أخرى عرف عنها قربها من الدوائر الأمنية لهو خير دليل على أن طريقة اختيار كتابنا ليست ببعيدة عن اختيار رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير في الصحف الرسمية.
أما الصحف غير الرسمية فهي أيضا تتأثر كثيرا برأي الحكومة وتسلطها عليها من خلال قانون المطبوعات والنشر الجهنمي الذي يجعل من هذه الصحف عبارة عن دمى بيد الحكومة. فالصحيفة التي تستقطب كتابا ومقالات لا تعجب الحكومة ولا تمالئها ولا تغازلها ولا تسبح بحمدها بكرة وأصيلا تعيش ظروفا من عدم التأكد وحرمان من أجور الدعايات التجارية والرسمية ، وللحكومة ذراع طويل يصل حتى للشركات والمؤسسات الخاصة حيث يطلب منها أن تنشر دعاياتها في الصحف المرضي عنها حكوميا وعدم النشر في أخرى تغرد خارج سرب الحكومة. من جانب آخر فإن الصحف الإلكترونية تكاد تكون الأكثر تعبيرا عن وجدان الجمهور والأكثر صدقا في تصويرها للحقائق على الارض .نعم صحيح أن لدى بعض الصحف الالكترونية غلو أو مبالغة في النقل أو التحليل أو النقد ولكن هذه الصحف وكتابها في المجمل أكثر مصداقية في نقل الهم العام من الصحف الرسمية. وحتى الصحافة الإلكترونية تحاول الحكومة التحكم بها من خلال قانون المطبوعات الذي يتيح للحكومة أن يغلق هذه الصحف ويغرمها ويحرمها من الإعلانات الرسمية أو الخاصة التي يسيل لعاب هذه الصحف عليها من أجل تمويل نشاطاتها.
مرة أخرى أقول بأن أربعة عشر كاتبا في الصحف الرسمية أو شبه الرسمية يصورون الأحداث بالطريقة التي تأمرهم الحكومة بتصويرها وهؤلاء الأربعة عشر كاتبا أو \"كتيبا \"يتقاضون رواتب فلكية مقابل نقل الصورة الحكومية للأحداث والأداء الحكومي مثلهم في ذلك مثل مركز استطلاع الرأي العام في الجامعة الأردنية الذي يرينا دوما شعبية عالية للحكومات وقرارتها غير الرشيدة في الوقت الذي يتم شتم هذه الحكومات جهارا نهارا من قبل كافة شرائح المواطنين.
الحكومات في الغرب تستمع لصحافة المعارضة وتدعمها وتدرس تقاريرها وتعدل من قراراتها ونهجها اذا ما ثبت لهم صحة تقارير هذه الصحافة. صحافة المعارضة تمكن الحكومة من أن ترى الجانب أو الجوانب الأخرى لصورة الحدث أو الموقف الشعبي أو السياسة العامة التي انتهجتها. حكومتنا تريد أن لا ترى إلا نفسها ولا تحاور إلا ذاتها فلذلك فإنها تشبه العرسان في مناسبات الجاهات والزفاف حيث يتم تركيز الصور على العروسين وبطانتيهما وعلى رئيس الوزراء الذي طلب ورئيس الوزراء الذي أعطى ويتم التهميش والتعتيم على باقي الناس الذين تجشموا عناء السفر والحضور
الحكومة تضلل نفسها وتخدع قيادتها السياسية العليا والأهم من ذلك أنها تخدع شعبها بإظهار الأشياء على غير حقيقتها. بعض كتاب الأعمدة الدائمين في الصحف الرسمية وشبه الرسمية يتم توجيه بوصلتهم من قبل الحكومة وأموالها وجزرها وعصيها، وهم بذلك وللأسف يقبلون أن تكون أقلامهم مستأجرة وموجهة لمن يدفع أكثر.إنهم ذات الكتاب الذين تراهم يستحوذون على شاشات التلفزيون الأردني الرسمي يغردون ويعزفون على لحن الحكومة ويرقصون على أنغامها في حين أن كثيرا من كتاب المواقع الالكترونية يطرحون موضوعاتهم وتحليلاتهم بحرية أكثر ومصداقية أعلى .لا غروا إذن أن تجد دوما روايات مختلفة للأحداث وقراءات متباينة لسياسات الحكومة وتصرفاتها وإنجازاتها وعلاقاتها الخارجية مع مصر واسرائيل وحماس وفرنسا وليبيا وقطر ناهيك عن إنجازاتها المزعومة والموهومة في تقليل عجز الموازنة والمديونية والبطالة والفقر . والإصلاح ومحارة الفساد.
يسهم الكتاب الصحفيين بشكل كبير في صياغة الرأي العام حيال القضايا المختلفة من خلال قراءاتهم وتحليلاتهم ونقدهم لما يحدث على المشهد السياسي المحلي والإقليمي .إنهم يسهمون في صياغة التفكير العام وتوعية الجمهور بخصوص ظواهر ومواقف وسلوكيات رسمية وغير رسمية وتثقيفه بشكل يجعل من مشاركة المواطنين وآرائهم مستندة الى معلومات ومعرفة كافية بالقضايا المطروحة ، كما أن الكتاب والإعلاميين يسهمون بشكل فاعل في حشد رأي المواطنين باتجاهات يعتقدون أنها تخدم المصالح العليا للمجتمع .الكتاب والإعلاميين يشبه عملهم عمل المصور الحاذق الذي يعمل على التركيز على جوانب محددة من مجمل الأداء الحكومي أو الأداء الفردي لوزارة أو دائرة أو وزير بعينه ويعمل على إيصالها للناس واصفا وشارحا ومفسرا ومحللا لهذا الأداء أو القرار أو السلوك .نعم عمل الكتاب في صحفنا الرسمية وغير الرسمية يشبه عمل المصور الذي يحدد ما هي الصورة التي يريد نقلها ،وما هي خلفية الصورة التي يختارها ،وما هي الجوانب التي لا يريد أن تظهر في هذه الصورة.
كتاب الصحف الأردنية الرسمية ربما ينطبق عليهم وصف مصورين الأفراح والأعراس الذين يصورون كما يريد اصحاب المناسبة من العروسين وذويهما .إنهم يكتبون ما تريد الحكومة منهم أن يكتبوه وإلا فإنهم سيخسرون مكافآتهم الشهرية وامتيازاتهم الهائلة. كثيرون من كتاب الصحف الرسمية لا يكتبون بدافع الكتابة الصحفية الحرة والمهنية بقدر ما أنهم يستكتبون من قبل الحكومة ويدفع لهم رواتب مقابل ذلك. هؤلاء الكتاب لهم سقوف مسموحة ،وحدود في الكتابة ، واتجاهات مرسومة مسبقة يسيرون وفقها .إنهم يصورون ما تريد وترغب الحكومة في تصويره من لوحات ومناظر يبدوا عليها الفنية والمهنية في حين أن مكونات الصورة الحقيقية والقصة الواقعية لم تنقل للناس وعليه فلا غرابة أن تجد أن المواطنين لا يقرأون صحفنا الرسمية ولا يرغبون في الاطلاع عليها إلا من أجل معرفة الوفيات والإعلانات. مصداقية متدنية للصحف الحكومية ولمجالس إدارتها التي تعينها الحكومة ليس على أساس المهنية والمصداقية وإنما يتم اختيارهم للتنفيع والمكافئات السياسية، وقصة خلع رئيس مجلس إدارة إحدى الصحف الرسمية في عهد رئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونة وتعيين بديلا عنه من أحد أصدقاءه المقربين والذي بدوره تم خلعه مرة أخرى بعد شهور قليله من تعيين رئيس وزراء لاحق وتعيين شخصية أخرى عرف عنها قربها من الدوائر الأمنية لهو خير دليل على أن طريقة اختيار كتابنا ليست ببعيدة عن اختيار رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير في الصحف الرسمية.
أما الصحف غير الرسمية فهي أيضا تتأثر كثيرا برأي الحكومة وتسلطها عليها من خلال قانون المطبوعات والنشر الجهنمي الذي يجعل من هذه الصحف عبارة عن دمى بيد الحكومة. فالصحيفة التي تستقطب كتابا ومقالات لا تعجب الحكومة ولا تمالئها ولا تغازلها ولا تسبح بحمدها بكرة وأصيلا تعيش ظروفا من عدم التأكد وحرمان من أجور الدعايات التجارية والرسمية ، وللحكومة ذراع طويل يصل حتى للشركات والمؤسسات الخاصة حيث يطلب منها أن تنشر دعاياتها في الصحف المرضي عنها حكوميا وعدم النشر في أخرى تغرد خارج سرب الحكومة. من جانب آخر فإن الصحف الإلكترونية تكاد تكون الأكثر تعبيرا عن وجدان الجمهور والأكثر صدقا في تصويرها للحقائق على الارض .نعم صحيح أن لدى بعض الصحف الالكترونية غلو أو مبالغة في النقل أو التحليل أو النقد ولكن هذه الصحف وكتابها في المجمل أكثر مصداقية في نقل الهم العام من الصحف الرسمية. وحتى الصحافة الإلكترونية تحاول الحكومة التحكم بها من خلال قانون المطبوعات الذي يتيح للحكومة أن يغلق هذه الصحف ويغرمها ويحرمها من الإعلانات الرسمية أو الخاصة التي يسيل لعاب هذه الصحف عليها من أجل تمويل نشاطاتها.
مرة أخرى أقول بأن أربعة عشر كاتبا في الصحف الرسمية أو شبه الرسمية يصورون الأحداث بالطريقة التي تأمرهم الحكومة بتصويرها وهؤلاء الأربعة عشر كاتبا أو \"كتيبا \"يتقاضون رواتب فلكية مقابل نقل الصورة الحكومية للأحداث والأداء الحكومي مثلهم في ذلك مثل مركز استطلاع الرأي العام في الجامعة الأردنية الذي يرينا دوما شعبية عالية للحكومات وقرارتها غير الرشيدة في الوقت الذي يتم شتم هذه الحكومات جهارا نهارا من قبل كافة شرائح المواطنين.
الحكومات في الغرب تستمع لصحافة المعارضة وتدعمها وتدرس تقاريرها وتعدل من قراراتها ونهجها اذا ما ثبت لهم صحة تقارير هذه الصحافة. صحافة المعارضة تمكن الحكومة من أن ترى الجانب أو الجوانب الأخرى لصورة الحدث أو الموقف الشعبي أو السياسة العامة التي انتهجتها. حكومتنا تريد أن لا ترى إلا نفسها ولا تحاور إلا ذاتها فلذلك فإنها تشبه العرسان في مناسبات الجاهات والزفاف حيث يتم تركيز الصور على العروسين وبطانتيهما وعلى رئيس الوزراء الذي طلب ورئيس الوزراء الذي أعطى ويتم التهميش والتعتيم على باقي الناس الذين تجشموا عناء السفر والحضور
الحكومة تضلل نفسها وتخدع قيادتها السياسية العليا والأهم من ذلك أنها تخدع شعبها بإظهار الأشياء على غير حقيقتها. بعض كتاب الأعمدة الدائمين في الصحف الرسمية وشبه الرسمية يتم توجيه بوصلتهم من قبل الحكومة وأموالها وجزرها وعصيها، وهم بذلك وللأسف يقبلون أن تكون أقلامهم مستأجرة وموجهة لمن يدفع أكثر.إنهم ذات الكتاب الذين تراهم يستحوذون على شاشات التلفزيون الأردني الرسمي يغردون ويعزفون على لحن الحكومة ويرقصون على أنغامها في حين أن كثيرا من كتاب المواقع الالكترونية يطرحون موضوعاتهم وتحليلاتهم بحرية أكثر ومصداقية أعلى .لا غروا إذن أن تجد دوما روايات مختلفة للأحداث وقراءات متباينة لسياسات الحكومة وتصرفاتها وإنجازاتها وعلاقاتها الخارجية مع مصر واسرائيل وحماس وفرنسا وليبيا وقطر ناهيك عن إنجازاتها المزعومة والموهومة في تقليل عجز الموازنة والمديونية والبطالة والفقر . والإصلاح ومحارة الفساد.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |