الطالب الجامعي ما بين القمع .. والإبداع .. ؟!
قال أحد المفكرين:(( إن عدم الثقة بالنفس؛ هو السبب في أكثر ما يصيبنا من الفشل, فإن في إيقان المرء بقوته قوة له, والذين لا ثقة لهم بأنفسهم, أو بقواهم, هم أضعف الناس مهما كانوا أقوياء)) .
نعم أيها المفكر, إنهم أضعف الناس مهما كانوا أقوياء؛ فعدم الثقة بالنفس من النتائج الحتمية للقمع, حيث يضعف الشخصية, وبتكراره يمسحها مسحا, فلا يبقي لها أثرا, بل لا يجرؤ على قول(لا) حتى ولو كان المطلوب منه أن يقول (لا). والقمع أحبتي موجود في كل مكان, وهو صورة من صور الفساد , وانتهاك لحقوق الإنسان, وهو حلقة من سلسلة حلقات متصلة غير منفصلة, تؤدي إلى نتيجة واحدة حتمية هي: خلق إنسان عاجز فاشل عالة على نفسه وعلى بيته وعلى المجتمع.
والقمع الجامعي ( الأكاديمي) للطالب هو شكل من أشكال القمع العام, ويؤدي إلى نفس النتيجة, حيث يتخرج في كل عام آلاف الطلبة لينخرطوا في مؤسسات المجتمع, والكم أكثرية, والنوع أقلية, مع إمكانية الهجرة والبحث عمن يقدر النوع, فلا يبقى إلا الكم من طوابير العاطلين عن العمل, أو ممن تسعفه الواسطة فيحظى بوظيفة مهمة, لتبقى عجلة القمع والطمس مستمرة.
وأنا أرفض لغة التعميم, ولذلك أنحني احتراما وتقديرا لأعضاء هيئة التدريس العلماء, الذين كلما ازدادوا علما زاد تواضعهم, وأخذوا بأيدي طلابهم لسلم العلم والمعرفة, وزرعوا بذور الثقة, وأسسوا مشاريع علماء المستقبل, فكانوا الشمعة التي احترقت لتنير دربهم, انحني للذين اتخذوا ميادين العلم ساحة لهم, وسخروا علمهم في خدمة الأجيال والأمة, فافتخرت بهم شهاداتهم, وشرفت بهم تخصصاتهم.
أما القمع فلا يكون من هؤلاء, بل يأتي ممن يشكل حملا ثقيلا على الشهادة التي تحمله , وعبئا على العلم الذي ينتسب له وهو منه براء, يأتي من الذين يقولون للطلبة مرارا وتكرار: (أنتم لا شيء), يأتي من أصحاب مقولة:( الطالب لازم يظل مدعوس عليه), يأتي من الذين يتوعدون الطلبة بالرسوب من محاضرة التعارف الأولى التي يدخلونها لضمان الخضوع والطاعة؟! يأتي ممن يصيح بالطالب الذي يجتهد ليفند رأي أحد العلماء, بقوله (صارخا فيه وبسخرية): ( ومين حضرتك حتى تنتقد هذا العالم...؟؟!!) يأتي من الذين لا يعطون سوى عدة محاضرات على مدار الفصل في التخصصات العلمية, فيقول للطلبة: (عملي ومصلحتي أولى منكم...؟! ) يأتي من الذي يطرد الطالب من المحاضرة لمجرد أنه تجرأ وطلب منه توضيح موضوع لم يفهمه (لأنه لا يستطيع توضيحه) يأتي من الصنف الذي يأتي إليه الطالب فرحا بنشاط أنجزه, يريد منه التوجيه والتعزيز, فيقوم برميه مع عبارات التحقير والسخرية (مصدق حالك إنك بتكتب) دون النظر فيما كتب, فتكون كلاماته كالمطرقة على رأسه, فيهد من عزيمته, ويقتل الهمة عنده. أي إبداع سيثمر من مدرس يشرح مادة علمية خلال الفصل الكامل شفويا, وهو جالس في المقعد الأخير (خلف الطلبة تماما ؟!) وهي المادة التي تحتاج إلى التجارب ووسائل الإيضاح, فلا يرونه, بل يسمعون طلاسمه وهرطقاته القادمة من الخلف فقط , فلا يجرؤ الطالب على تقديم شكوى بحقه خوفا من الرسوب؟! تأتي من الصنف الذي يتعامل بقسوة مع الطلبة, ليبقوا مرعوبين, صامتين, فيتفاخر بالصمت الرهيب في محاضراته (حتى يسمع الأخ صوت الإبرة, عند رميها ؟؟!!) نعم, إن هذه الفئات موجودة ومتغلغلة في جامعاتنا, إن الذي يقمع الطالب الجامعي, ويرعبه, ويخيفه, ويتعامل معه بعنصرية, وإرهاب...ليدرك في قرارة نفسه, أنه لا يستحق ما يحمل من ألقاب ورتب, وما القمع والترهيب إلا وسيلة يستخدمها الفاشل, والضعيف, والمريض؛ ليخفي هذا الضعف والفشل.
فأي إبداع سيأتي من طالب درس وتخرج على أيدي هؤلاء, الذين لا يعرفون سوى سلاح القمع, والترهيب, والتهديد, تحت سيف العلامة والرسوب والحرمان.
rawwad2010@yahoo.com
قال أحد المفكرين:(( إن عدم الثقة بالنفس؛ هو السبب في أكثر ما يصيبنا من الفشل, فإن في إيقان المرء بقوته قوة له, والذين لا ثقة لهم بأنفسهم, أو بقواهم, هم أضعف الناس مهما كانوا أقوياء)) .
نعم أيها المفكر, إنهم أضعف الناس مهما كانوا أقوياء؛ فعدم الثقة بالنفس من النتائج الحتمية للقمع, حيث يضعف الشخصية, وبتكراره يمسحها مسحا, فلا يبقي لها أثرا, بل لا يجرؤ على قول(لا) حتى ولو كان المطلوب منه أن يقول (لا). والقمع أحبتي موجود في كل مكان, وهو صورة من صور الفساد , وانتهاك لحقوق الإنسان, وهو حلقة من سلسلة حلقات متصلة غير منفصلة, تؤدي إلى نتيجة واحدة حتمية هي: خلق إنسان عاجز فاشل عالة على نفسه وعلى بيته وعلى المجتمع.
والقمع الجامعي ( الأكاديمي) للطالب هو شكل من أشكال القمع العام, ويؤدي إلى نفس النتيجة, حيث يتخرج في كل عام آلاف الطلبة لينخرطوا في مؤسسات المجتمع, والكم أكثرية, والنوع أقلية, مع إمكانية الهجرة والبحث عمن يقدر النوع, فلا يبقى إلا الكم من طوابير العاطلين عن العمل, أو ممن تسعفه الواسطة فيحظى بوظيفة مهمة, لتبقى عجلة القمع والطمس مستمرة.
وأنا أرفض لغة التعميم, ولذلك أنحني احتراما وتقديرا لأعضاء هيئة التدريس العلماء, الذين كلما ازدادوا علما زاد تواضعهم, وأخذوا بأيدي طلابهم لسلم العلم والمعرفة, وزرعوا بذور الثقة, وأسسوا مشاريع علماء المستقبل, فكانوا الشمعة التي احترقت لتنير دربهم, انحني للذين اتخذوا ميادين العلم ساحة لهم, وسخروا علمهم في خدمة الأجيال والأمة, فافتخرت بهم شهاداتهم, وشرفت بهم تخصصاتهم.
أما القمع فلا يكون من هؤلاء, بل يأتي ممن يشكل حملا ثقيلا على الشهادة التي تحمله , وعبئا على العلم الذي ينتسب له وهو منه براء, يأتي من الذين يقولون للطلبة مرارا وتكرار: (أنتم لا شيء), يأتي من أصحاب مقولة:( الطالب لازم يظل مدعوس عليه), يأتي من الذين يتوعدون الطلبة بالرسوب من محاضرة التعارف الأولى التي يدخلونها لضمان الخضوع والطاعة؟! يأتي ممن يصيح بالطالب الذي يجتهد ليفند رأي أحد العلماء, بقوله (صارخا فيه وبسخرية): ( ومين حضرتك حتى تنتقد هذا العالم...؟؟!!) يأتي من الذين لا يعطون سوى عدة محاضرات على مدار الفصل في التخصصات العلمية, فيقول للطلبة: (عملي ومصلحتي أولى منكم...؟! ) يأتي من الذي يطرد الطالب من المحاضرة لمجرد أنه تجرأ وطلب منه توضيح موضوع لم يفهمه (لأنه لا يستطيع توضيحه) يأتي من الصنف الذي يأتي إليه الطالب فرحا بنشاط أنجزه, يريد منه التوجيه والتعزيز, فيقوم برميه مع عبارات التحقير والسخرية (مصدق حالك إنك بتكتب) دون النظر فيما كتب, فتكون كلاماته كالمطرقة على رأسه, فيهد من عزيمته, ويقتل الهمة عنده. أي إبداع سيثمر من مدرس يشرح مادة علمية خلال الفصل الكامل شفويا, وهو جالس في المقعد الأخير (خلف الطلبة تماما ؟!) وهي المادة التي تحتاج إلى التجارب ووسائل الإيضاح, فلا يرونه, بل يسمعون طلاسمه وهرطقاته القادمة من الخلف فقط , فلا يجرؤ الطالب على تقديم شكوى بحقه خوفا من الرسوب؟! تأتي من الصنف الذي يتعامل بقسوة مع الطلبة, ليبقوا مرعوبين, صامتين, فيتفاخر بالصمت الرهيب في محاضراته (حتى يسمع الأخ صوت الإبرة, عند رميها ؟؟!!) نعم, إن هذه الفئات موجودة ومتغلغلة في جامعاتنا, إن الذي يقمع الطالب الجامعي, ويرعبه, ويخيفه, ويتعامل معه بعنصرية, وإرهاب...ليدرك في قرارة نفسه, أنه لا يستحق ما يحمل من ألقاب ورتب, وما القمع والترهيب إلا وسيلة يستخدمها الفاشل, والضعيف, والمريض؛ ليخفي هذا الضعف والفشل.
فأي إبداع سيأتي من طالب درس وتخرج على أيدي هؤلاء, الذين لا يعرفون سوى سلاح القمع, والترهيب, والتهديد, تحت سيف العلامة والرسوب والحرمان.
rawwad2010@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
وصدقا دكتور مش مجامله انا بشكرك وبتمنى انو الدكاتره يحسو زيك بالطلاب ويعرفوا قيمة العلم اللي بدرسوا لطلابهم
كتير من دكاترة و طلاب بحاجة الى مقالك
الدكاترة عشان يتعلموا من حضرتك عنجد بدونك بضيعوا
و الطلاب عشان يصيرو اوعى
استاذ لو سمحت لا تنساهم لانهم بحاجتك عشان يتعلمو الاتيكت و العلم و الوعى من حضرتك
و شكرا
وبصير اكتر من هيك بالجامعات وما منعرف الحق عمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والي بينظلم من وين يوخذ حقه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهدول الناس الي بيتصرفو بهالطريقة وين ضميرهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.
يقولون في اللغة العامية "كلمة بتهد وكلمة بتبني"
ولكن يبدو انهم لم يتعلموا سوى الكلام الي بيهد... ونفسيات الضحايا للجحيم المهم ارضاء الغرور الناتج عن عدم ثقة بالنفس مثل ما حضرتك ذكرت وضعف شخصية وعقد نفسية تانية اللهم عافينا