الحمود: الأزمة الاقتصادية والواقع الجيوسياسي يلقيان بظلالهما على تطور الديمقراطية في المنطقة


جراسا -

يحل علينا اليوم ضيف سنوي عزيز، إذ يصادف الخامس عشر من سبتمبر من كل عام "اليوم الدولي للديمقراطية"، والذي يعد أحد مواليد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المتبنى بدوره من قبل هيئة الأمم المتحدة.
ويقول الدكتور نصير شاهر الحمود المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام" - المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وسفير النوايا الحسنة، إن هذه المناسبة تأتي فيما تباينت جهود الدول في إشاعة مفاهيم الديمقراطية والحكم الرشيد لديها خلال عام مضى، إذ تباطأ هذا النشاط من جراء انشغال المؤسسات الرسمية لبعض الدول في علاج تداعيات الأزمة المالية العالمية، فيما تذرعت دول أخرى بهذه الأزمة لوقف مقدار التطور الحاصل على صعيد مساعيها لإشاعة تلك الثقافة.
وقال في بيان صحافي "نقف اليوم على بعد عام من بدء العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وحينذاك من الواجب أن تسود مفاهيم الديمقراطية في مزيد من الدول لتلازم المفهوم مع ممارسات تؤدي لتحقيق تنمية اقتصادي شاملة".
وأكد في هذا السياق "نهضت دول عديدة نتيجة إدراكها لأهمية تلازم التنمية الاقتصادية والسياسية معاً".
وعلى الرغم من التقهقر الذي بدأت تلوح مظاهره في دول تتبني دساتيرها مفاهيم ديمقراطية، حيث أن تفرزه الممارسة العملية غير ذلك، فلا يزال الحمود يستشرف تحسنا في مؤشرات الديمقراطية في المنطقة حال تخلصها من براثن تحديات فرضتها الأزمة المالية العالمية، وأخرى مرتبطة بالجانب الجيو سياسي.
وقد ربط الحمود استشرافه لممارسة ديمقراطية أفضل اعتبارا من مطلع العقد المقبل بمؤشرات التعليم ومحو الأمية في العالم العربي، إذ أن الدول العربية تحث الخطى لرفع سوية التعليم ومحاربة الجهل، بيد التحدي الجاثم على صدرها يتمثل في تفاقم نسبة البطالة من جراء تداعيات الأزمة المالية العالمية، وهو ما ترتب عليها ضياع فرض عمل في القطاعين، الأمر الذي قلص من مستويات الإنتاجية وزاد من درجات الإحباط التي تضفي للسلبية تجاه الحياة السياسية.
وعلى صعيد المنطقة أيضا، حذر الحمود من أثر الاحتلال الإسرائيلي على تراجع الحياة الديمقراطية السياسية العربية من جراء تثبيط الأنظمة الرسمية لهذه التجربة – حديثة العهد-، داعيا لدور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية في تعميق الممارسات الديمقراطية، كما حث على أهمية غرس الديمقراطية في المدارس والجامعات والمعاهد العربية.
وقال " التاريخ والثقافة الإسلامية تقومان على المشاورة، كما أن القرآن الكريم جاء على ذكر أهمة الشورى واحترام رأي الأقلية في غير موضع من الكتاب المقدس".
وأضاف الحمود في هذا الصدد" أخذ الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم برأي الصحابي الجليل سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة المنورة في معركة الأحزاب، وهو ما يعطينا دلائل كافية على رسوخ ثقافة تواصل القائد مع تابعيه".
واستند الحمود إلى تعريف الأمم المتحدة في شأن الديمقراطية قائلا إنها تمثل إحدى القيم والمبادئ الأساسية والعالمية غير القابلة للتجزئة، إذ أنها تستند إلى إرادة الشعب المعرب عنها بحرية، كما أنها تتصل بشكل وطيد بسيادة القانون وممارسة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
من الجدير ذكره أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبرت في الثامن من نوفمبر من عام 2007، بأن يوم الخامس عشر من سبتمبر من ذات العام هو اليوم الدولي للديمقراطية ليكون على أساس سنوي، ودعت الدول الأعضاء ومنظومة الأمم اﻟﻤتحدة وسائر اﻟﻤنظمات الإقليمية والحكومية الدولية وغير الحكومية منذاك إلى الاحتفال بهذا اليوم الذي يعد فرصة لاستعراض حالة الديمقراطية في العالم.



تعليقات القراء

جيفار الصريح
ديمقراطية معتبة منتهية الصلاحية
كلام طلا سم واحجيات مشفرة
وهكذا عدنا الى المربع الأول ولنبقى على نفس مسافة البعد بين الاركان الايلة للسقوط في مستنقع
التوعية الاهوتيه المشعبة الزوايا
15-09-2009 01:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات