حينما تبرئ مصر مغتصبها


جراسا -

خاص - نضال سلامه - السبت 29-11-2014 كان يوما تاريخيا في المشهد المصري أثبت خلاله أن قاعدة القاتل يقتل والتي أقرتها كافة الشرائع سيأتي يوم وتخرق وتنقلب الآية ليصبح المقتول هو القاتل في ظل انقلاب موازين العدالة التي أعادت مصر ملايين السنين الى الوراء .

فمن العجب أن تثبت وسائل الاعلام عبر كافة شاشاتها ومندوبيها وتوثق الجرائم التي لاتغطيها الشمس بغربال هوية القاتل ثم تطلع صباح يوم السبت مصر الرسمية لتبرأ القاتل من جرم شهد عليه الملايين من العرب والعجم وقبلهم شهد عليه خالق هذه الأنفس التي عشقت الحرية لمصر بعد أكثر من 30 عاما من الاضطهاد ، وللأسف ها قد جاء اليوم الذي أعلنت فيه مصر الرسمية أن الذين قتلوا في ميدان التحرير وثاروا على الظلم ليسوا بأبناء مصر بل ليسوا آدميين في عرف السيسي بل هم مجرد رعاع كانوا دخلاء على مصر بل على الحياة .

مصر العظيمة التي قهر شعبها الصليبيين حينما كانوا الغالبية العظمى من جيش صلاح الدين الأيوبي ، وحينما كان جنود الظاهر بيبرس الذي قهر المغول والتتار في معركة عين جالوت من أبطال مصر ، وليس تصدي مصر لحملة نابليون العسكرية التي اجتاحت الشرق العربي عنا ببعيد ، وختاما بطولات شهدائها في معارك احتلال فلسطين من الصهاينة عام 1948 ، كل ذلك التاريخ الناصع داسته بساطير العسكر ، ومزقته أكعاب الراقصات في ملاهي مصر اللاتي تصدرن الحكم والقيادة ، فأصبح كعب الراقصة هو من يخلع رئيسا ويثبت آخر .

كل هذا يجري ودماء شهداء ميدان التحرير لم تجف ودموع أمهاتهم الثكلى لم تكفكف وزاد من الجرم اجراما أن يرى ولي الضحية قاتل ابنه يسرح ويمرح بكل حرية في المقابل يرى من أراد لشمس الحرية المصرية أن تبزغ مكبلا بالقيود والسجون و هو صاحب الإرادة الشرعية المنتخبة .

الدموع حرّى على مستقبل مصر الذي أدخلته بساطير العسكر وأكعاب الراقصات بنفق مظلم لانهاية له وختاما والقلوب يعتصرها الألم نقول لمصر وشعبها مع الاحترام الشديد والمعذرة لقرائنا بقول الشاعر القبطان مكاحله : 

وقف الكلبُ يتلو بيان الحكمِ المقتضبْ..
الذئبُ برِئ!!!
قالها ولملم أوْراقه وانسحبْ..
الجميع مذهولٌ!!
إلا قطيع الذّئابِ
حيّوا عدالةِ الكلابِ
وتراقصُوا منتشينَ في طربْ..
تهامس الأنعام فيما بينهمْ
ياللعجبْ !!!..
أكُلُّ شئٍ فينا - حتى الدَّم - مستلبْ ؟!!..
أيرخُصُ فينا كلُّ غالٍ ؟!!
وليس لنا الحقُّ حتى في إِبداءِ الغضبْ ؟!!..
صغارنا حُرِمُوا حقوق الخرافِ
فالثغاء بحسابْ
والماءُ بحسابْ
حتى المواطنة في بلادِ الغابِ بحسابٍ
وكِبارنا يشْتكُونَ التَّعَبْ..
فِي لُجَّةٍ مِنْ أفكارِهمْ
مال الثعلب المولَّى أمرهم صائحا:
ألستم فرحين يا قلالاَت الأَدَبْ ؟!!..
وكعادة الأَنْعامِ..
نفضوا عن رؤوسهم ترهاتِ الحرية
وهزوا رؤوسهم في نصب..
وقدموا للذئاب أَحدهم عشاءاً
وشاركوهم الرقص والطرب..
سؤالي الذي أَثار لدي العجبْ:
ألم يذكّركم الأنعام..
ببعض العربْ ؟؟!



تعليقات القراء

جبير
"استخف قومه فاطاعوه" هذه ببساطة حكاية المصريين من زمن فرعون والى ان تقوم الساعة
30-11-2014 08:25 PM
ابو جلدة
وبالاردن مافي عدالة
30-11-2014 08:50 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات