دولة الشهيد وصفي التل .. هل تستقبلنا؟


لعمرك ابا مصطفى...كم ظلمناك,
وكم مرة قتلناك,
وكم نافقنا على حسابك,

وكم أرخصنا دما كان لك فافتديت به جحودنا ودفعته ثمنا لتركة لم نحافظ عليها كما الرجال؟

لم يقتلك يا صاحب الدولة طائش في سيارة مسرعة, ولا شريك بزنس, اعتقدَ انك تخص نفسك ببعض ما يستحق, فقد كنت مترفعا عن الإمارة لا تسعى لها, ومبتعدا عن التجارة راضيا بالكفاف, ولا فاسدا اختلفت معه على قسمة متاع الدنيا, فقد كنت بكل متاع الدنيا من الزاهدين, ولا قتلك من يعتقد انك ظلمته او حرمته او منعته من حق له, فقد كنت أحرص الناس على إنصاف الناس وتمكينهم من حقوقهم.

ولكنها نظافتك ونزاهتك ووطنيتك, هي التي اجتمعت عليك فقتلتك,

إنها شجاعتك وصلف الرجولة فيك, إنه ايمانك بالأرض والتراب والأردن,
إنه "اخو عليا" فيك يا وصفي الذي حرمنا منك.

وأشباه الرجال يا وصفي لا يريحهم هدير الرجال وصولات الزلم, وأنصاف العبيد يا وصفي لا يستمرؤون وجود الأحرار, والكذبة والدجالون لا يحتملون يا وصفي من يشير الى مواطئ الخلل فيهم ويدل على كذبهم, صراحة ومباشرة.

نظام عربي مهترئ فاشل متخاذل, أوقع شعوبه في حبائل التحرير الكاذب, والوقوف الدائم على جسر النضال الدرامي من خلف الميكروفونات وشاشات التلفاز, لم يحتمل صوت الحق والإرادة الحقيقية

للنضال والتحرير وحرية الإنسان, فامتدت اليك يا وصفي بالغدر ليخلو له الجو ويستأنف النعيق والزيف.

أيا كانت الأدوات, فقد كان هذا هو المشهد وهذه هي الصورة وهذا هو الواقع.

ونحن معه من قتلك وخذلك يا وصفي, وما زلنا...

ولقد خذلناك ايها الوصفي الشهيد, خذلناك وأنت تتكلم عن هزاع الشهيد كسابق وأنت لاحق, خذلناك وأنت تحذر وعينا ولا وعينا بأن الرصاصة التي غيبت هزاع في الأمس قد تصيبك غدا او بعد غد, خذلناك يا وصفي, وأنت تؤكد على أنه: ان مات منا سيد قام سيد.

خذلناك ونحن نصمت على استمرار الجحود وغياب العدالة والمسائلة والحساب لمن اعتقدوا انهم فعلوها, لا بل وللتوافه الذين احتفوا بهم وفتحوا لهم بيوتات العزاء, هنا فوق ترابك المرويّ بدمك الزكي, ووطنك الذي قضيت من أجله.

لقد خذلناك وقتلناك ألف الف مرة, ونحن نصمت على بيع تركتك وتوزيع الغنائم من عزيز أرضها وبحرها وفضائها.

فعلناها الف الف مرة ونحن نسكت على ظيم بيوعات الوطن ومشاعيته وفتح حدوده أمام احتلال جديد بغيض أهان أهلك وسحب من تحتهم بساط المواطنة في وطنهم, وقدّر عليهم لقمة عيشهم وحرمهم من أبسط حقوقهم ومستلزمات حياتهم.

فعلناها أيها العزيز ونحن نقبل ان نُسام صنوف الذل والمهانة في وطنك الذي افتخرت به وزهوت بانتمائك له.

فعلناها ونحن نمسح الجوخ ونجامل ونقف حراسا على أبواب التوافه والأنذال وسراق الأوطان من حولنا.

لقد قتلنا القتيل يا وصفي ومشينا في جنازته, وسوف نزوره في ذكرى فعلتنا, فهل ستستقبلنا أيها الحبيب؟

سنأتي اليك يا وصفي ونعرف انك منا في عتب, ولكن قهوتك ستسبق عتبك...سنأتي...سنأتي يا وصفي.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات