جراسا -

خاص - بكل معاني الكلمة "تالا" ترنحت ما بين ثنائي العذاب " مستشفى الأميرة بديعة و المفوضية السامية للاجئين السوريين " ، هنا نلخص معاناة طفلة مع ذويها اضطرتهم الظروف السائدة في سوريا للجوء الى الأردن طلبا للأمن والعلاج ، لكن هذه الأمنية اصطدمت بجدار الاجراءات الروتينية القاتلة في مستشفيات وزارة الصحة وخطأ التشخيص أضف الى ذلك الاصطدام بتباطؤ المفوضية السامية للاجئين السوريين عن متابعة الاجراءات  .

وتتلخص القضية في أن زوجة المقيم السوري " فراس"  أنجبت الطفلة الرضيعة "تالا " بتاريخ 14-9-2014 وبحسب "فراس" فإن الطفلة تعاني من مرض نادر جدا بحسب ما وصفه الأطباء و هو تكسر في العظم قبل الولادة علا أنها كانت تعاني من تأخر في نمو الأطراف بـ 4 أسابيع حسب علم والدها .

ويضيف "فراس" الذي زار مكاتب "جراسا" أنه تم ادخال زوجتي للولادة الى مستشفى الأميرة بديعة في اربد وقام الطبيب عبدالفتاح الزعبي بتشخيص حالتها حيث أبلغنا أن الطفلة تعاني من تأخر في نمو الأطراف قبل 5 أسابيع من الولادة وليس 4 و قام بتحويلها الى قسم طوارئ الولادة ليتم اجراء الولادة بإشراف طبيب آخر .

وبين "فراس" أنه بعد الولادة تبين أن الطفلة مصابة بتكسر في العظام بشهادة مدير المستشفى عبدالله الشرمان الذي عاين حالتها وطلب ارسال استشارة طبية الى مستشفى الأميرة بسمة في اربد في نفس يوم ولادة الطفلة .

وبحسب "فراس" فإننا انتظرنا وصول الاستشارة ما بين يومين الى 4 أيام ولكنها الى الان لم تصل علما أن الطفلة لا تزال لغاية اللحظة في قسم الخداج في المستشفى على الرغم أنني راجعت مدير قسم الخداج محمد المغايرة الذي أوضح أن الاستشارة لم تصل الى الآن .

ويشير"فراس" الى انه قام بمراجعة الدكتور أكرم الخصاونة مدير مستشفى الأميرة بسمة عن طريق فاعلي خير لغايات التعجيل في الاستشارة وارسال طبيب من مستشفى الأميرة بسمة ليعاين حالة الطفلة ويقوم بعمل اللازم لها وهو ما تم بالفعل ، إلا أنهم رفضوا الافصاح لي عن حالة الطفلة .

وأوضح "فراس" أنه قام بمراجعة مدير قسم الخداج في مستشفى الأميرة بديعة بعد وصول الاستشارة للاستفسار عن حالة طفلته إلا أن رد المغايرة كان " ليه ما تيجي تستلم بنتك الاستشاري اللي أجى حكى انه خروج للبنت " ، طالبين مني اخراج طفلتي رغم صعوبة حالتها .

وأشار "فراس" الى أنه تلقى تهديدات هاتفية من قبل مدير الخداج تتضمن التهديد بتسفيره خارج الأردن وتقديم شكوى عليه الى المحافظ وقسم حماية الأسرة في الأمن العام مقابل أن يتسلم المواطن طفلته بدون تقرير يصف حالة الطفلة على الرغم من حصولي على تقرير يفيد بأن طفلتي لا تزال قيد العلاج في قسم الخداج .

ويفيد "فراس" وبحسب الوثائق المبرزة بأنه تلقى شكوى بتاريخ 22-9-2014 من قبل رئيس قسم الخداج محمد المغايرة تتضمن أن والد الطفلة رفض استلام ابنته بسبب وجود خلاف بينه وبين زوجته بسبب حالة الطفلة المرضية وأن والدها يرفض استلامها " مشيرا الى أنه قام بشرح القضية لدى قسم حماية الأسرة الذي تفهموا الموضوع وتعاونوا معي غاية التعاون .

ويضيف "فراس"أن رئيس قسم الخداج المغايرة قام بتقديم شكوى بحقه لدى المحافظ بعد تقديم حالة طفلتي الى وزير الصحة ، ولكن قسم حماية الأسرة تعاونوا معي بإيصال القضية الى المحافظ الذي اوعز برفع التعميم الصادر بحقي عني .

وأوضح "فراس"أن وزير الصحة الدكتور علي الحياصات أوعز الى مساعد مدير مستشفى الأميرة بديعة الدكتور موسى البرقاوي بالطلب للدكتور المغايرة بإعداد التقرير النهائي الخاص بالطفلة وأنه لا علاج لمرضها وتنسيق موعد لدى العيادات الخارجية للمراجعة يوم 1-10-2014 .

وبعد رحلة المعاناة في مستشفى الأميرة بديعة انتقلت المعاناة الى المفوضية السامية للاجئين السوريين الذي تواصل معهم والدها لتأمين ما يلزم للطفلة ، حيث أكدوا له أنهم سيقومون بصرف العلاجات اللازمة لها اضافة الى "فرشة طبية " ولكنها الى الان لم تقم المفوضية بصرف شئ ولازالت الطفلة حبيسة الخداج في المستشفى و بانتظار  ما ستصرفه المفوضية .