الغرايبة يكتب : هوبرة اعلامية لضبط ايقاع الجماعة


خاص - ادهم غرايبة يكتب : تاليا .. هو دفاع عن المصلحة الوطنية أولا و اخيرا , و ليس دفاعا عن " الجماعة " . لأقل انه درء للمفاسد على إعتبار أنه أولى من جلب المصالح على الأقل .

أعلم لو أن اليسار الوطني كان معافا و على خير ما يرام و طرحت فكرة حظرة لما أنبرى ملتحي للدفاع عن حق وجوده و لصوب سهم حقده و غرز خنجر تكفيره و رمى بمنجنيق إقصائه مباركا الخطوة .

اليوم تحديدا و في ظل ظروف داخلية أكثر منها خارجية نحتاج لتنحية عقلية الإنتقام و خلع اوزار الماضي و حظر التفكير الاقصائي و التفكير بروح المسؤولية عسى أن نعفي أنفسنا من موجة الجنون العام التي تنتقل بالعدوى من حولنا .

بالأساس أنا .. كيساري وطني , مؤمن بفصل الدين عن السياسه و ضد فكرة تحزيب الدين و إلا لكنا طالبنا بتشكيل "جماعة الإخوان المسيحيين " من باب حقوق المواطنة , لأن الناس عموما لا في مشرقنا فحسب يسبغون قدسيتهم الدينية على التنظيم السياسي و يهابون , ما لم نقل يحرمون , نقد التنظيم " السياسي " اكراما لنزعته الدينية !

لكن.. كيساري وطني أيضا و تحديدا , لا يحق لي أن اتجاهل طبيعة المجتمع و خصوصيته و " عقليته " ، و يحتم علي العقل العلمي ان أعترف بالواقع , دون أن استسلم له , لا أن أتعامل معه كما هو مفترض و متخيل !

فكرة الحظر , عموما , غير جدية أبدا و تعرف " الدولة " أنها لا تقدر عليها مثلما لا تقدر على مقاومة الضغوط و الاغراءات التي تأتي من الخارج لإتخاذها و لذا فأن خير الأمور يتيح طرح فكرة وسطيه أخرى !

كل ما يحدث , إذا , من " هوبرة " إعلامية فيما يخص فكرة طرح حظر جماعة الإخوان المسلمين هومحض " تهويش " هدفة ضبط إيقاعاتهم و ردعهم لضبطهم داخل الحدود المرسومة لهم و الفضفاضة نسبيا و المتفق عليها منذ ردح طويل من الزمن في الأردن .

تشعر أطراف داخلية أن حظر " الإخوان " في مصر و صورتهم في سوريا و بروز تحالف إقليمي متماسك ضدهم تسمح بممارسة التهويش بحقهم في الأردن سيما أن الحاضنة الإجتماعية للإخوان مرتبكة و غير صلبة لسببين أساسين . الاول , ان المجتمع الاردني " معتدل" دينيا تاريخيا و ما نراه من ظاهرة تشدد حاليا ما هي إلا ردة فعل على الإحباط من مخرجات الأعوام الماضية سياسيا و إجتماعيا و سرعان ما يتم تفكيك هذا الإحباط بإتخاذ إجراءات تصوب مسار الدولة . و ثانيا , لكون جماعة "الاخوان " بلا سند اجتماعي و شعبي عميقين فهي لا تقيم وزنا لمصالح الدولة الاردنية و تسعى لإحداث تغييرات سكانية مرعبة بدليل أنها وثيقة التحالف مع جماعات المحاصصة و لا تتبنى خطابا وطنيا صارما و تتحرج من مفردات واضحة بهذا الخصوص .

فيما تعتقد الجماعة بدورها أن لها جمهورها و بإمكانها هي الأخرى الإفادة من الإنتصارت المعنوية التي حققتها " حماس " و توظيفها شعبيا من جهة و الإفادة من دعم إقليمي يقوده و يعززه النموذج الاردوغاني الذي حقق إنجازات ملموسة للدولة التركية و من فكرة أن تغييب خطابها " المعتدل " سيعزز الخطاب الاكثر تطرفا و دموية.

يشعر بعض أهل الحكم في الاردن اليوم أن الفرصة سانحة تماما لإعادة رسم حدود حركة " الاخوان " و تضيقها أكثر في ظل تراجع الناس عن المطالبة بتغيرات داخلية جذرية ، كي أكون دقيقا أكثر يجب أن أقول تراجع " التعبير " عن مطالبهم و ليس مطالبهم ذاتها , و هذه مسألة جوهرية يجب ان تظل بالحسبان لأن ذلك يعني أن خيارات الناس باتت اليوم تخضع للتقية السياسية و تدفعهم طريقة إدارة البلد المستندة الى جماعات فاسدة نكلت بالبلد , و مع ذلك يريد البعض اعطائها فرصة اخرى ! , الى خيارات متطرفة مرغمين طالما أن " الدولة " تتجاهل الوقائع المعيشية تحديدا . لهذا فأن فكرة الحظر تبدو فكرة " أمنية " بحته الاولى بها " جماعة الفساد" .

يمكن استبدال الحظر ب " العزل " و أساس ذلك ان يبادر كل صاحب عقل , برغم ندرتهم , في الحكم بالتحشيد و الدفع لتبني خيارات جديده تتمثل بإجراء مصالحات اجتماعية عناوينها العامة ردع شلل الفساد و تطوير القطاع العام و تعزيز سيادة القانون و صيانة الامن الداخلي و تطوير مدن و قرى الاطراف و اجراء مراجعات دستوريه في ظل حكومة وطنية جديدة من شخصيات نظيفة . تلك مطالب " جماعة الشعب " و هي , عموما , أكثر مسؤولية و عمقا من مطالب " جماعة الإخوان " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات