نعم .. لحل نقابة المعلمين من أجل المزيد من العبيد


فهد الفانك كاتب ومحلل وخبير واستشاري اقتصادي منذ ما يقارب 65 عاماً، وهو مقرب من الحكومات يمدها بالمشورة والرأي ويشاركها التخطيط والطبخ، ومع ذلك لم تعرف المديونية –إبان جهوده وعمله- إلا زيادة مضطردة، والعجز في الموازنة إلا تضخماً، والفساد الاقتصادي إلا تراكماً، والمواطن المواطن إلا فقراً. ولا ندري ما هي إنجازاته على مدى هذا العمر الطويل الذي أوشك على نهايته؟؟ وماذا قدم للأردن وهو الخبير والمحلل الاقتصادي الذي لا يُشق لك غبار؟ لم نسمع إلا جعجعة ولم نر طحناً!
الفانك بعد أن فرغت جعبته الاقتصادية، تحول إلى الشأن التربوي بمقالته الغرابية (حل نقابة المعلمين)، وليته سكت وكف قلمه عن الخوض فيما لا يعنيه ولا يفهم فيه. فللتربية رجالها ومفكريها والمعنيين بها، ولا أخاله إلا متطفلاً، لا يفقه ما يقول أو يكتب. يا فهد ... رحم الله امرءاً عرف حده، فوقف عنده.
الفانك الخبير الاقتصادي الذي يُفترض أن يعتمد على تحليل الأرقام ومدلولاتها، ينخدع بالأرقام المضللة التي أوردها وزير التربية والتعليم التي تكشف جانباً من الحقيقية وتخفي جوانب كثيرة تهرباً من المسؤولية وتسمية الأسماء بمسمياتها. إن أبسط تحليل لأرقام وزير التربية تؤكد أن الرجل مغرض، يقود حرباً استباقية ضد المعلمين ونقابتهم، ولو صدق لتحمل هو مسؤولية ما أعلنه من أرقام، ولكن يأبى الصلف إلا أن يُحمِّل غيره المسؤولية وهو منها براء. إن ضعف الرقابة وعدم تفعيل المساءلة والترهل الإداري والسياسات التربوية المتخلفة وغيرها هي التي أنتجت هذه الأرقام التي يزعمها الوزير، وهو وأسلافه يتحملون المسؤولية دون غيرهم، والأصل أن يحاكموا على ما اقترفت أيديهم، ولكن سنة الحكومات وكل المغرضين على مر التاريخ أن تُعاقب البرذعة، ويُطلق للحمار العنان!
الفانك يتباكى على مصلحة الطلبة التي ستتضرر بسبب إضراب المعلمين المزمع تنفيذه، وأؤكد للفانك أن النائحة المستأجرة ليست كالثكلى، ومهما بلغ من اهتمامه وحرصه فلن يبلغ معشار اهتمام وألم أقل معلم انتماءً ووطنية، وأطمئنه أن المعلمين ملتزمون بواجبهم تجاه الطلبة كاملاً غير منقوص، ولكن بإرادتهم الحرة. فلا يضرب بسيف لا يستطيع له حملاُ، وهو ليس له بأهل ولا ينبغي له ابتداءً.
الفانك متواضع جداً إذ يصف نفسه بأنه معلم عريق لأنه خدم تسع سنوات-حسب زعمه- في سلك التعليم، وهو وصف لم أجرؤ أن أطلقه على نفسي بعد خدمة 24 سنة، ومعظم المعلمين مثلي وزيادة. ومن عجب أنه خلال تسع سنوات من العمل معلماً تنقل في خمس مناطق، ولا أدري هل كان يُعلِّم أم يتنقل طلباً للنزهة والاستجمام أو الراحة والهدوء، ولو كان التعليم عنده رسالة أو له أهمية لما طلقه عند أول فرصة تلمع.
الفانك يَصِمُ المعلمين الذين سيضربون بعديمي الشرف، فمن خولك يا فهد أن توزع صكوك الشرف على المعلمين؟! وإذا كان الشرف لا يمنح إلا منك، أو هذا مقياسك، فإنا به زاهدون. ومن المعيب أن يخرج هذا الكلام من رجل ناهز الثمانين. وقد كان له في قول زهير عبرة وعظة: "سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ... ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ" ولكنه تنكب الطريق، وخالف السنن.
يبدو أن الفانك وهو الخبير الاقتصادي، لا يُدرك أهمية الأمن الوظيفي، ودوره في جودة الخدمة المقدمة وتطويرها وزيادة الإنتاجية. الفانك يريد معلمين عبيداً لا رأي لهم ولا دور إلا تنفيذ أوامر الأسياد. ولو كانت حكومته صادقة لسعت للحوار مع المعلمين منذ أمد بعيد، خاصة وأن موعد الإضراب معلن منذ نيسان الماضي. ولكنها سياسة التطنيش والتأزيم وخلق المشكلات التي تتبعها كل الحكومات، فلتتحمل وزرها، وما اقترفت يداها، فعلى نفسها جنت براقش.
الفانك يعلن استعداده للتطوع مدرساً لإفشال الإضراب وحفاظاً على مصلحة الطلبة، وأنا أتحداه أن يصمد يوماً واحداً في التدريس.... وهذه دعوة مني له لقضاء يوم دراسي في مدارس الزرقاء، بشرط الالتزام بالتعليمات والدوام (ممنوع الضرب والصراخ والإيذاء النفسي والتدخين والتأفف و...) وأنصحه إن صدق باصطحاب فريقه الطبي ليكون قريباً منه حفاظاً على حياته الغالية.
الفانك يزعم أن نقابة المعلمين في الخمسينيات لم تلجأ إلى الإضراب لاستخلاص مكاسب شخصية. وأقول للفانك أن أعد إلينا نقابة وأيام الخمسينيات وعليها وجهك أن لا نلجأ للإضراب. أما التطوع لخدمة الطلبة، فيبدو أنك لا تعرف المعلمين ولا معدنهم. ألم أقل لك أنك تجهل هذا الميدان فاخرج منه إني لك من الناصحين.
الفانك يدعي أن النقابة مسيسة ويسيطر عليها تنظيم جُبن أن يذكر اسمه صراحة، وأسأل الفانك الحزبي القيادي العريق العتيق ما العيب أن يسيطر حزب ما على النقابة من خلال انتخابات نظيفة لا خلاف عليها؟ وهل النقابات إلا تجليات للعمل الحزبي وميدانه الرحب؟ إنك بذلك تسيء لكل من انتخب وأعطى ثقته للهيئة المركزية، فلا تهرف بما لا تعرف!
وأخيراً أنصح الحكومة أن تأخذ بتوصية الفانك بحل نقابة المعلمين، إن كانت تريد للتعليم خراباً وفساداً وتدميراً، وللبلد تخلفاً وتراجعاً.. "إذا كان الغراب دليل قوم .. سيهديهم إلى دار الخراب"
وإنه لإضراب؛ من أجل رفعة الوطن ومصلحة الطلاب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات