الْجَزِيْرَةُ نُوْرٌ فِيْ اْلأَجْوَاْءِ تَأَلَّقَ


لقدْ لَعِبَتْ فضائِيةُ الجزيرةِ دوراً بارزاً في صناعِةِ النَصرِ الأسطورِيَّ ،الذي حَقّقهُ أبطالُ المُقاوَمَةِ على أرضِ غزةَ هاشمَ ،وصِيتاً ذائِعاً لدَى الجماهيرِ ،ولربّما كانتْ الوسِيلةُ الوحيدةُ التِي بثّتْ وما زالتْ تبثُّ الحدَثَ لحظةٍ بلحظةٍ مِن علَى أرضِ الواقعِ .

كمَا أنّها تتميزُ بوطنِيتِها الصادِقةِ ،ووعْيِها العميقِ بقضايا الأمةِ والدفاعِ عنْها ،وتوضيحِ مضامِينِها وأبعادِها ،وحِرصِها المُخلِصِ على النهوضِ بِها مِنْ خلالِ مُساعدتِها للمستضعفينَ مِنْ أبناءِ الأمّةِ المنكوبين ،تؤازرُ كلَّ مظلومٍ ، وتقفُ معَه في مِحنتِهِ ،وتُخصِصُ فتراتٍ مفتوحةٍ ، تنقلُ مِن خِلالِها صرْخاتٍ المكلومينَ ومعاناتِهم إلى جميعِ أرجاءِ الأرضِ ،حتّى دخلَتْ قلبَ كلِّ مواطنٍ شريفٍ ،وكانتْ في كلِّ أزمَةٍ لها موقفٌ مشرِّفٌ ، يشهدُ لها به القريبُ والبعيدُ ، والعدوُّ والصديقُ ،وقدْ كانَ همُّها الذي يعيشُ معها وما يزالُ ،هو همُّ المواطنِ العربِيِّ ، الذِي يجدُ فيْهَا ما يخففُ عن نفسهِ آلامَ الواقعِ القاسِي ومتاعبِه ،ويمسحُ دموعَه ،ويحملُ الكلَّ عنه ، ويسألُ عنْ أحوالِه ومشاكلِه ، فهي للأمةِ العربيّةِ بمثابةِ الماءِ للضمآنِ ، تنيرُ لهمْ دروبَ الحياةِ المظلِمةِ الموحشةِ .

هكذا هي فضائيةُ الجزيرةِ ،التِي لمْ تكنْ محطةً تلفزيونيةً فقطْ ، بلْ كانتْ قلبَ أمٍّ حنونٍ ، ينبضُ بالمحبةِ ، والإخلاصِ ، والحنانِ . جعلها تتربعُ في قلوبِ الجماهِيرِ.

وانطلاقاً مِنْ هذا المفهومِ ، فإنَّ دورَ فضائيةِ الجزيرةِ في قضايا الأمَّةِ ،كانَ دورًا هاماً ، وبارزًا ، وإيجابيًا ،رغمَ أصواتِ القوى الغادرةِ ،والغاشمةِ مِنْ مافيا المُثبِّطِين والمتقاعِسين والمشكِّكِين مِمَّن لا يروقُ لهم أنْ يَسمعوا كلِمةَ حقٍّ وصدقٍّ بِحقِّهم .

إنّ العملّ في فضائيةِ الجزيرةِ ، يسيرُ على قدَمٍ وساقٍ بمهنيةٍ واحترافيةٍ عاليةٍ ،بإمكاناتٍ أذهلتْ الكثيرين ،حيثُ تواصلُ أعمالَها ليلَ نهارَ بمختلفِ البرامجِ والفِقْراتِ التِي تتصلُ اتصالاً مباشراً مع الناسِ ، تحملُ همومَهم، وتبحثُ في الحلِّ لهم .

كلُّ هذا بسببِ إصرارِ وإرادةِ العاملين فيها ،التي تتواصلُ خُطاها في أسوأ الظروفِ ، وأقسَاها ، لتثيرَ دهشةَ الجميعِ ، إنَّها ضريبةٌ وطنيةٌ سخيةٌ ، يدفعُ ثمنَها هؤلاءِ الأبطالِ خلفَ الشاشَةِ ، وقدْ دفعُوهَا.

فَمِنَ المؤكدِ: أنَّ أيّ عملٍ لا يمكنُ أنْ يحقِّقَ النجاحَ إلّا بوجودِ العنصرِ البشريِّ الناجحِ ، ونجاحُ هذا العنصرِ لا يمكنُ أن يكونَ مبشِّراً في نجاحِهِ ، وسهلاً في مَردوداتِهِ ، إلّا بالكفاءَةِ اللازِمَةِ ، وبالإخلاصِ ، والتفانِي والحبِّ المُطلَقِ للعملِ والمهمَّةِ المنوطةِ بحامِلِها ، وهذا ما يتمتعُ بهِ نشامَى ونشمياتِ فضائيةِ الجزيرةِ ،أبقاها اللهُ إلينَا قويةً وثابتةً على الحقِّ رغمَ كلِّ الصعابِ .

وإنّنَي أشكرُكمْ جزيلَ الشكرَ على الجهودِ العظيمةِ ،التِي تبذلُونَها في خدمةِ أمّتِكم وفَّقكم اللهُ ،وسدَّدَ على طريقِ الخيرِ خُطاكم.

عاشتْ أمَّتُنا العربيّةِ المجيدةِ ، حرَّةً واحدةً ..عاشتْ فِلَسطينُ ، حرَّةً عربيّةً ..عاشتْ غزّةُ كِتاباً ، ورايَةً ، وسيفاً ..ونوراً يَهدِي مَن يُريدُ الهُدى ،وناراً تحرقُ الظالمِين وأعداءَ الأمَّةِ ،مِنَ الخونَةِ والعملاءِ والمارِقينَ والمتواطِئينَ ،بعدَ أنْ أطفأَ المجاهدونَ ،بإذنِ اللهِ ،نارَ الصّهاينةِ، ونارَ كلِّ طاغيةٍ جبّارٍ ،أرادَ أنْ يُخرِجَ غزّةَ خارجَ رَحِمِ أمّتِها ، ويُخرِجَ أمّتَه ، لتكونَ كأنَّها غريبةً عن صُلْبِهِ ،أولئكَ المجاهدونَ الذينَ بذروا البذرةَ الطيّبة ، حتّى أورقتْ وأزهرتْ ، وصارَتْ دوحةً وارفةً الظلالِ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات