المقاومة هي الخيار الوحيد للنصر والتحرير


بعـــد الســنوات العجــاف التي مـرت علينـــا منــذ إحتــلال الصهاينـــة لفلســطيــن ، وما تخـللهـــا مــن حـــروب ومعــارك بيـنهــا وبيـــن الـدول العربيـــة المحيطــة بها ، ومـا ألـت أليــه نتائــج تلـك الحــروب من مزيـــد من الخسـائــر في الأرض ، كمـا هــو حــال الضفــة الغربيــة التي أصبحــت جميعهــا تحــت الإحـتـلال ، بالإضافــة الى أراضي من ســوريــا ولبنــــان ، وإعــادة الأراضـي المصـريــة المحتلـــة ، بعــد إتفاقيــات ومعاهــدات ذليلــة والمعروفــة باتفاقيــات كــامــب ديفيــــــد .

وبعــد ما سـمي بالربيــع العربي ، وإخفاقــه في تحقيـق الأهــداف المرجــوة منــه ، بإستبــدال الأنظمــة التي كان وجودهــا ســببا في ضعف البلاد العربيــة، استفــرد الصهاينــة بمزيــد من التوســع وتسميــن المسـتوطنــات المنتشــرة في الضفــة الغربيـــة ، كما تم للقــوى الرجعيــة من حــرف الثـورات عن مســارهــا ، مما أدى الى الإقتتــال بيــن الشـعـب الواحــد ، وتفـتيــت وتقســيم البـــلاد وما زال الإقتتــال جاريــا لغايــة الآن فــي عـــدة دول عربيـــة ، لا يحصــد ثماره الا الصهاينــة ، الذيــن يشـعلونــه من جــديــد كلمــا شــعــر وا أن لهبــه قـــد خفـــت .

إن المعـارك التي خاضتهــا المقاومــة بالذات في غــزة ، أثبـتـت ان الخيــار الوحيــــد لإعــادة الحقــوق إلى أصحابهــأ ، هـو فقـط في المقاومـة وليس في أي طريــق آخـــر ، وما المعــارك البطوليــة التي تخوضهــا المقاومـة حاليــا الا دليــل على صحــة ذلـــك ، خاصــة ان من يقاتــل منذ ثلاثيــن يومـا تقريبــا لغايــة الأن، هي مقاومــة بســيطــة العـــدد والعـــدة في أرض محاصرة من جميـع الإتجاهـات ، ويمنــع عليهــا الإمـدادات والمسـاعـــدات ، وليس لهــا ظهـــر تسـتنـــد إليــــه .

السـؤال الذي يتبـادر الى أذهــان جميـع العرب الآن ، لـو أن الجيوش العربيــة قــد وحــدت بعض من خيــرة قواتهــا ، ودفعتهــا للمعركــة كما يجـري الآن في غــزة، وليس كما كان يجـري في السابق بانتظــار ضربــة سـريعـة من الصهاينــة ،غيـر مستعديــن لهــا ، وغيــر مخطط لهــا إن حدثت وبأي صــورة تتــم، ماذا سـتكــون النتيجــة ؟ خاصـة وأن لديهــم من الإمكانيــات الماديــة والبشــريــة ما يجعل الصهاينــــة تفـــر هاربــة من اراضي إحتلتهـــا بالظلـــم من الدول الكبــرى وتواطــأ المجتمـع الدولي آنــذاك معهـــا ومنهـــم بعض العـــرب .

إن فئــة مؤمنــة بإرادتهــا وحقهــا وبأن الله معها ، تقـف نـــدا بنـــد للصهاينــة ، وتشـل حركتهــــم وتجعلهــم يلهثــون من أجــل وقــف إطلاق النــار ، بتدخــل المحسوبيــن عليهــا ، ومباركــة الأمـــم المتحــدة التي تحركهــا شـريكتهــا في الإجــرام وهي الولايــات المتحدة الإمريكيــــة ـ تثبــت للعالـــم أن القــــوة هـــي الخيــار الوحيـــد للعــرب بعــد تجاربهــم السـابقــة مع الصهاينــة ، لنيـــل الحقــوق وإعــادة المغتصـــب من الأرض .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات