السنيد يكتب: اسرائيل تسعى لتدمير حماس بموافقة الانظمة العربية


جراسا -

خاص - كتب النائب علي السنيد ظهر جليا ان الاسلام السياسي هو البديل الموضوعي للانظمة القائمة في المنطقة العربية على اساس من الظلم والاقصاء، واستبعاد الشعوب عن حقها في الحكم الرشيد، وقد فاحت رائحة فسادها، ودكتاتوريتها، ومتاجرتها بالشعوب، وتلاعبها بمصير الملايين، وتهربها عن مسؤوليات الحكم، وعجزها عن احداث التنمية، وعن موائمة روح العصر، وتحويلها الدول الى ما يشبه الممتلكات الشخصية للحكام، ولابنائهم، وكان واضحا ان ثورة عربية تعتمل في قلب المنطقة العربية المجروحة في كرامتها، وتنذر بانفجارها على خلفية استحالة اجراء عملية التغيير المطلوبة بالتوافق ما بين الانظمة المستبدة ، والشعوب الباحثة عن حرياتها، وكرامتها الوطنية.

ومرت الموجة الاولى من الربيع العربي ، وقد اودت بالعديد من اصنام المنطقة الذين واجهوا حساب الشعوب القاسي، وثوراتها المدمرة، والتي اسفرت عن اخراجهم من الحكم في غضون اشهر صاغرين ، ومنهم من امضى ثلاثين عاما فيه، وتفرقوا ما بين قتيل، وسجين ، او من جرى احراقه، او الفار من دولته الذي لا يلوي على شي، او من يواجه انتفاضة شعبية قد تطيح به في اية لحظة.

وبدأت دول المنطقة المهددة بخطر الصوت الاسلامي، والتي يطرق ابوابها التغيير باتخاذ موقف الهجمة المرتدة لصد الربيع العربي، وذلك من خلال استخدام امكانياتها المالية الضخمة باشاعة الفوضى والاضطرابات في المناطق التي سقطت فيها الانظمة، ومنعها من ان تتحول ديموقراطيا، واستغلال ظروفها الصعبة بعد زوال الحكم فيها، وعدم تبلور حكم شرعي جديد، وتركها مسرحا للمليشيات التي تكونت بلمح البصر، وهو ما ينذر بتفاقم الصراع في هذه الدول وصولا الى معاقبة الشعوب التي تحركت فيها ضد حكم المستبد، والسياسات التي تسبب بالمعاناة الشعبية.

ومن جهة ثانية تمكنت للاسف من التأثير على مجريات الربيع العربي، والذي افرز الاسلام السياسي كخيار شعبي عربي فجرى اسقاط التجربة الاسلامية التي قادتها جماعة الاخوان المسلمين في مصر، ، وتم ارجاع الحكم الى يد العسكر، وضخت المليارات، واغتيلت الديموقراطية في مهدها، ومن ثم تلاحقت الاجراءات في حق التنظيم الاسلامي لمسحه من ذاكرة الشعوب العربية، وتحويله الى تنظيم ارهابي تجب مطاردته وانهائه من الحياة السياسية العربية، فجرى حظره في عدد من دول الخليج العربي، وتم في الاردن تشريع قانون لمكافحة الارهاب – وليس من قبيل الصدفة تزامنه مع اقرار اربع قوانين مماثلة في دول عربية – وذلك على عجل لوضع التنظيم الاسلامي في دائرة الجماعات الارهابية، وتجريم العمل السياسي الاردني على العموم.

واليوم تشن "اسرائيل" غاراتها الغادرة على قطاع غزة في اطار مؤامرة اقليمية تستهدف الاسلام السياسي المتمثل بجماعة الاخوان المسلمين، وحيث تعد حماس فرعا للتنظيم الاسلامي في غزة. وهو ما يفسر حالة الصمت الرسمي المطبق عربيا، او ما يصدر عن بعض الاصوات التي تطالب دولة العدو الصهيوني لاجتثاث حماس ، وقد توافقت ارادة بعض الانظمة العربية في الاقليم مع العدو الصهيوني على ضرورة اخلاء المنطقة من الاسلام السياسي وتجلياته في اية بقعة.

الحكام العرب مالوا للحياد المخجل، ولم يحركوا ساكنا ، وهم يأملون كما يبدو ان تنهي الدولة الصهيونية المهمة التي يطلبونها باسرع وقت ممكن، وغضوا ابصارهم عن جثث الاطفال والنساء العربيات والشيوخ الذين يقضون تحت الانقاض، وعلى اثر القصف المتواصل يوميا في غزة وكأن "اسرائيل " للاسف تحقق بعض اهدافهم.



تعليقات القراء

ابوالرائد
بقاء حماس مصلحة اسرائيلية ولن يتم القضاء عليها
15-07-2014 02:46 PM
ابن العبيدات
نعم صحيح
16-07-2014 02:20 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات