مسيحيو الشرق للمرة الألف .. جريمة حداد وداعش الأردن!!


 في البداية الهدف من مقالي هذا ليس البحث في الأديان أو مناقشة أي دين ُيدخل أتباعه الجنة ، ولكن الهدف الرئيسي منه أن نحترم بعضنا بعض كجماعات وعشائر وأفراد مسيحيين ومسلمين لنكون مجتمع قوي قادر على التطور والعطاء وكلا منا عليه القيام بواجبه حتى يحصل على حقوقه.

فأنا أعرف ان بعض الفئات المسلمة أو المذاهب مظلومة في وطنها أكثر من بعض المسيحيين ، ولكني أردت أن أبحث في هذا المقال حال المسيحيين ليس في الأردن ولكن في الشرق الأوسط .

في البدايه الديانة المسيحية عمرها أكثر من ألفي عام وعدد أتباعها يفوق المليارين مسيحي ، لذلك لا يمكن لهؤلاء أن يتلاشوا أو أن يقتلوا من داعش أو غيرهم .

ما أردت أن أقول اليوم أن هذه التنظيمات الارهابية المتطرفة مثل داعش أو النصرة او القاعدة أو أي من التسميات ألاخرى التي قد تختلف بالإسم ولكن جوهرها وهدفها واحد ، فهذه لا تعنيني ولا تخيف أحداً فهناك أجهزة دولية عسكرية تقوم بواجبها باتجاههم .

ولكن الموضوع الخطير والذي هو أخطر من كل هؤلاء المتطرفين هو بعض الأفراد أو الجماعات الإسلامية الذين يعيشون بيننا وهم أقرب بالفكر الى داعش وغيرهم .

فهم يعطوك حلاوة اللسان ويشعروك أنهم بعيدين كل البعد عن التطرف ، وما أن تلبث حتى ترى الوجه الأخر من لسانهم وتطرفهم .

مع تطور وسائل الإعلام أصبحنا نتابع على صفحات التواصل الاجتماعي كلام وفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ، فبكل بساطة وبالمختصر اهمها ان كل مسيحي كافر ، وعلينا أن نعيده الى الهداية لدين الإسلام .

ما جعلني أكتب هذا هو ما قرأته من تعليقات على أخبار تناقلتها وسائل الإعلام حول مقتل المهندس وسام حداد على يد زميلا له في العمل ، فالجريمة حصلت بسبب خلافات في العمل وليست لأسباب دينية أبداً .

ولكن البعض أصر على تحويلها لذلك ، حتى أن بعض التعليقات أغضبتني جداً ومنها على سبيل المثال لا الحصر بأنه لا يجوز أن نترحم على شخص مسيحي فالنار وجهنم بإنتظاره .

تخيلوا فوق مصيبة أهله أن يقرأوا هكذا تعليقات وغيرها ، المشكلة أن من يكتب هذه التعليقات هم شباب في بداية العشرينات من العمر ، وهذا من وجهة نظري مؤشر خطير جداً، وهو أننا نخلق ونربي جيلا إرهابياً أفكاره مسمومة أكثر من داعش ، و هذا الجيل يعيش بيننا .

وهذه هي الخلايا النائمة التي يجب على الدولة وذراعها الأمني ان تتنبه لهم ، فهذه الخلايا السرطانية لا تظهر إلا اذا وجدت البيئة المناسبة لتتمدد وتنتشر ، وبعدها يصعب علينا القضاء عليها بكل الأدوية والأسلحة .

الأردن كدولة تحترم كل الأديان وتحترم كل الشعائر ، ولكن مشكلتنا مع من نتعامل معهم كل يوم لا بل كل ساعة في حياتنا اليومية، ودعوني أختم في آية كريمة من القرآن الكريم من سورة المائدة الآية 46 (وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ)... صدق الله العظيم

وأقول إن أصول الشرائع التي جاء بها كل الأنبياء والمرسلين واحدة أوحى الله بها إليهم وأنزل عليهم بها كتبه، يوصى فيها سالفهم بالإيمان، باللاحقة منهم ، ونصره وتأييده ويوصى متأخرهم بتصديق من تقدمه منهم .

لذلك دعونا نحترم بعضنا بعض لأن الإحترام هو أساس العلاقة المتينة وأي علاقة ربما تنتهي بسرعة وأخرى قد تستمر مدى الحياة .



تعليقات القراء

ابن العشيرة
الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا


بكل اسف وبكل مشاعر الغضب والحزن والأسى وبكل استنكار وشجب للجريمة البشعة الذي كان ضحيتها ابن عشيرة آل حداد وأبن عشائر السلط وأبن الاردن البارالشاب المهندس صاحب الخلق الرفيع المرحوم وسام حداد هذا الشاب الذي مدت يد الغدر والحقد والكراهية لشاب لا يعرف ألا لغة واحده هي محبته لأهله وعشيرته ووطنه ، وثقتنا العالية جدا بنزاهة قضائنا حتى ينال المجرم الحقير عقابه ونتمنى ان يكون الاعدام حتى يكون عبره لغيره من المجرمين الحثالى

فليكن ذكره مؤبداً الى جنان الخلد يا وسام
22-06-2014 11:42 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات