جراسا -

نهاد الطويل- إذا ما دخلت بعض الأحياء الشعبية في عمان فإنك ستشاهد ظاهرة مونديالية غريبة،حيث عمد الكثيرون إلى وضع "طنجرة" أو صدر حديدي استغنوا عنه وتم وضعه على نوافذ منازلهم بينما تتم ربطه بسلك خاص تم توصيله بالتلفاز وذلك للحصول على إشارة محطات أرضية تبث مباريات كأس العالم بالمجان كمان هو الحال بالنسبة للقناة السورية الأرضية.

ومن إحدى المنازل شكلت حمى المونديال ومشاهدته الحاجة لابتكار اساليب عديدة وذلك دون الحاجة إلى تحمل أسعار الاشتراك الباهظة وشراء بطاقة البث والرسيفر الخاص لتقديم المباريات.

إلى ذلك لجأ الكثيرون إلى ابتكار خلطة جديدة لمتابعة المونديال بشكل مجاني حيث تدمج الخلطة الإذاعية الشعبية بين الاستعانة بقنوات أجنبية ناطقة باللغة الانجليزية في التعليق على المباريات وبين محطة إذاعية تقدم تعليقا بالعربية،إلا أن ذلك لا يخلو مشكلات فنية تتعلق بعدم اتساق الصوت مع الصورة فيما يسبق الصوت الصورة.

فيما تعتبر هذه التقنية أو الخلطة الإذاعية أفضل الحلول لتمكين كل الأردنيين من مشاهدة المونديال.

وينقل لنا أحد المتابعين للمونديال أنه اضطر للجوء إلى القمر الاسرائلي ( Amos 1) وذلك لتنزيل قناة إسرائيلية تبث المونديال بالمجان للجمهور الإسرائيلي،فيما لم يأبه إلى التعليق باللغة العبرية،فما يهمه الصورة ومتابعة مجريات المباريات بقطع النظر عن لغة التعليق.

لكن فكرة اللجوء إلى القمر الإسرائيلي " اموس" لم ترق للكثيرين من وجهة نظرهم السياسية،على اعتبار أن استضافة قناة عبرية إسرائيلية صورة غير مباشرة للتطبيع مع الاحتلال باعتباره "ضيف" مرحبا به في البيوت الأردنية.

في السياق،لجأ آخرون إلى قنوات فرنسية وايطاليا والمانية وتركية،رغم عدم الوصول إلى المتعة الرياضية الناجمة عن متابعة الحدث العالمي الذي ينتظره عشاقه بفارغ الصبر.

وتبلغ تكلفة الاشتراك في الأردن ما يقارب الـ 250 دينار وهي تكلفة كبيرة جدا بالنسبة للسواد الأعظم من الشارع الأردني وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وتكاليف المعيشة هنا في بلد يعاني مواطنه من وضع اقتصادي لا يحتمل.

ومهما يكن فإن الصورة الكاملة تؤكد أن غالبية الأردنيين نجحوا في مشاهدة مونديال البرازيل حتى اللحظة متجاوزين كلفة الاشتراك الباهظ وشراء بطاقة البث من الشركة المحتكرة لإذاعة المباريات بالمنطقة العربية،وجنوب إفريقيا.