المشاركون في جلسة "الاعلام مابعد تحولات الربيع العربي" يدخلون منعطفات المشهد السياسي وتحدياته


جراسا -

افتتح ملتقى المدافعين عن حرية الاعلام اولى جلساته العامة بعنوان (جلسة الاعلام مابعد تحولات الربيع العربي، المشهد والصورة )، عرض خلالها المشاركون للتحديات التي تواجهة الاعلام العربي في ظل التحولات والمنعطفات السياسية التي تمر بها المنطقة جراء الربيع العربي.



ويسّرت الجلسة الاعلامية ريما كركي، إذ بدأت بطرح تساؤل على المحامي والناشط الحقوقي نجاد البرعي من مصر يستفسر عن كوننا "نعيش ربيعا" أم لا، الامر الذي قال في سياقه البرعي ان الربيع العربي اقرب مايكون الى "الجحيم "– على حد وصفه – مبينا ان هنالك حالة من التراجع في الاداء الاعلامي العربي بشكل عام وسيطرة الانظمة في نقل الخبر للمتلقي، مؤكدا ان الحرية "سلاح لابد ان يعطى لمن يستحقه".



بينما قال الاعلامي زاهي وهبي ان هنالك اجندات سياسية تمارس على الاعلام العربي، وانه اداة للسلطات والانظمة الحاكمة، في الوقت الذي تمارس عليه سطوة المال السياسي وبات مملوكا لرجال السلطة وانظمتها.



واضاف إن الحديث عن اعلام خاص او مستقل بحاجة الى حوار مطول يشمل الصحفيين والاعلاميين يناقش فيه اسباب تراجع واقع الاعلام العربي.



وشدد وهبي على ان حرية الراي هي حرية الفرد، نسعى من خلالها الى الوصول لمرحلة من التفاعل مع جميع الاراء والتوجهات في ذات الوسيلة الا ان الامر اصبح مستحيلا في ظل تبني بعض الوسائل الاعلامية وجهة نظر خاصة تحيد عن الموضوعية في نقل رسالتها.



واكد وهبي ان دخول خطاب الكراهية والمذهبية في الاعلام جاء لحرف نضالات الشعوب لاجل حرف الحرية عن مسارها، في حين ان الوقت الحالي نحن بأمس الحاجة الى خطاب تنويري يحدث التغيير، في ظل اخفاق المثقف العربي وتقصيره بحق اعلامه.



ورأت الناشطة والمدونة والسورية رزان الغزاوي ان هنالك خيبة أمل في الاعلام العربي ومازال الكثير من المدونين يعانون من الانتهاكات كالقتل والحبس وحرمانهم من انشطتهم بسطوة النظام، ولايوجد اعلام في حال سيطرة رجال المال السياسي عليه.



واكدت الغزاوي ان للاعلام دور جوهري في مايجري، الا انه اصبح اعلام اقرب مايكون اعلاما للعلاقات العامة ، متخليا عن مسؤوليته الاخلاقية لتغطية الحدث في الوقت الذي نجد حاجة الى استضافة الافكار المختلفة في المحطات الاخبارية ، وشددت على أن هناك حقا للشعوب المنتفضة لتمارس حريتها في مختلف الوسائل والاعلامية غير ان الحرية منحت للشارع اكثر.



وطالبت الغزاوي باستقلال الاعلام من الاستبداد والظلم لخلق هوية بعيدة عن الطائفية وليست مرتهنة للسياسات.



وسلط الامين العام للمجلس الوطني لحقوق الانسان في المغرب محمد الصبار الضوء على التجربة المغربية في اعلام حر من خلال سن وتشريع عدد من القوانين نحو اعلام تطور ملحوظ ومتسع نسبيا، جاء نتيجة الحراك المغربي، دون احداث ازمات في الشارع، مبينا ان القانون لا يسمح للملك التدخل في مراجعة قانون حرية الصحافة والنشر ويعمل على تطويره بما مايناسب القوانين والاعراف الدولية في منح الحرية للصحفيين.



وقال الصبار ان القانون المغربي اليوم قلّص مهام الملك وقصر دور التشريع على مجلس النواب المغربي، معتبرا الوضع بات افضل إلا ان حرية الاعلام تحتاج المزيد من العمل والمثابرة إذ ما تزال "التابوهات" موجودة وما يزال الوعي العام ضعيفا، مشيرا الى المطالب المنشودة لإطلاق سراح المسجونين السياسيين.



من جانبها، شنّت الكاتبة والإعلامية البحرينية لميس ضيف هجوما على دور الاعلام في الثورة البحرينية، معتبرة ان "معظم الاعلام تآمر على ثورة بلادها، إما بالصمت والتهميش أو بتلميحات سلبية تسلب الثورة طابعها الحقوقي".



وطالبت ضيف باحداث التغيير في العالم العربي من سطوة الحكام العرب الا ان رياح التغيير التي مرت على المنطقة ادت الى تراجعها لمئات السنين وبات يشكل "خريفا محبطا " لارادة الشعوب الهادفة الى التغيير، معتبرة ان الاعلام لم يمتلك النزاهة الكافية خلال العامين السابقين وقدم شعارات مختلفة اغلبها احادية الجانب بعيدة كل البعد عن الموضوعية في نقل الحدث.



وقالت ان الربيع العربي اختبر ثلاثة مناحي في الدول، معددة: "اختبار نزاهة القضاء واختبار مهنية الاعلام واختبار التزام الجيوش بدورها"، مبدية انحيازها لفكرة "عدم وجود مصداقية ومهنية لدى الاعلام اصلا".



وتحدث الحقوقي نجاد البرعي لاحقا عن كون الحرية التي حصلت عليها الشعوب العربية جاءت في الوقت الخطأ، الأمر الذي استهجنه الاعلامي زاهي وهبة بقوله "لا يوجد شعب لا تليق له الحرية".

وهبي تطرق أيضا لجدلية المثقفين مع الثورات، معتبرا الثورات العربية جاءت مفاجئة للمثقفين الامر الذي لم يمكنهم من وضع "مانيفيستو" أو برنامج للتنمية والاصلاح لما بعد تحقيق اهداف الثورة، الأمر الذي ترك المجال مفتوحا لسرّاق الثورات للركوب عليها وصنع ثورات مضادة.



وهبي عد الخطاب التثقيفي التنويري اهم من سواه لتحقيق الحرية بالطريقة المنشودة، مشيرا الى اهمية التزام المثقفين ذاتهم بالخطاب التنويري المطالب بالعدالة الاجتماعية والحقوق الاساسية بدلا من "التحاقهم بمربط خيلهم الطائفي والجهوي".



الاعلامي زاهي وهبي وفي رده على سؤال لمشاركة فلسطينية، قال إن الاعلام عليه التعلم من الاخطاء والفجوات التي حدثت معه، معتبرا ان تنوع المرجعيات في وسائل الاعلام يشكل حالة صحية ان هي ابتعدت عن المخاطبة بطريقة مذهبية ومثيرة للنعرات.



وأكد أهمية ان تبقى فلسطين نقطة بداية وبوصلة للثورات جميعا دون ان تكون شماعة تعلق عليها اخفاقات الشعوب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات