جراسا -

خاص- في صورة مفصلة للترهل الاداري الحاصل في جامعاتنا الحكومية، بين تقرير مختص من قبل احد المتابعين لشؤون الجامعات ما تشهده من تجاوزات والتفافات في تحد سافر وصارخ للقانون ودون اي مساءلة اي كانت تجاه أولئك المتنفذون في قطاع جامعاتنا الحكومية، متناسين انهم يرأسون اهم صروح الوطن التعليمية، ولا يبالون بتدني الاداء الجامعي، ومعززين بالوقت ذاته منهج الوساطة والمحسوبية البغيضة في اساءة واضحة ضد الوطن لا يمكن السكوت عليها.

وتناول التقرير ما يحدث في الجامعات الحكومية من تجاوز لقوانين الابتعاث الرسمي بالخارج، وكذلك اختراق قوانين الترقيات، بالاضافة الى جملة من الالتفافات التي تجيء لحساب "حيتان" المناصب الجامعية وزمرهم باتجاه هدر اموال تلك الجامعات ولا انتهاء بالواسطات التي تجيء على حساب الطلبة لصالح طلبة محظيين بدعم رئيس او وزير او نائب.

فهل يقف وراء حيتان المناصب الجامعية اجندات خارجية غريبة دخيلة تريد لوطننا الاردن ان يكون مرتعا للأمية الوطنية والاكاديمية يا حكومتنا الرشيدة ؟؟

وتاليا نص التقرير ننشره للأهمية:


الباحث : د. عبدالله الخرابشه

السادة وكالة جراسا الاخبارية
تحية طيبه وبعد :

ايماناً بحرية الرأي والرأي الاخر أرجو نشر مقالي التالي في زاويتكم (رساله الى المسؤول ) شاكراً لكم تعاونكم سلفاً .

جامعاتنا الى اين ؟

المراقب والمحلل للساحة التعليمية في الاردن ، وبقليل من التدقيق ، سيجد ان حال جامعاتنا ليس على ما يرام . فجلالة سيد البلاد ما انفك يوما الا ودعى الى استقلالية الجامعات وتطويرها وتقديم الدعم المادي والمعنوي للجامعاة واداراتها ، وتثقل الجامعات كاهل الحكومه في ما يصرف عليها كل عام ، وتمنح الحكومه الاستقلالية للجامعات ، وانا من فوهة احدى الجامعات انقل لكم وبأمانه ما يجري على الساحة التعليميه والله من وراء القصد .
تعاني جامعاتنا مما تعاني ، واكثر مما تعاني منه جامعاتنا هو أداراتها المتتالية التي جاءت الى هذه الجامعه وتعلم ان مدة عقدها لاربع سنوات وقد يجدد لاربع سنوات اخرى وقد لا يجدد ، اذاً امام رئيس الجامعه اربع او ثمان سنوات بحدها الاعلى بعدها يعود كما كان في جامعته الام رئس قسم اكاديمي او عميداً على ابعد تقدير ، وبالتالي فان ادارة هذه الجامعه اقرب ما يطلق عليه (المرتزقه ) والذي لا يوجد على اجندته الا المصالح الشخصية ، والتعيينات للاقارب ، وتشكيل زمرة باغيه من المقربين الذين لم يكونا شيئاً في عهد من سبقه ، ليصنع منهم حاشية تدين له بالفضل ، وترضي غروره في تقديم (البرستيج) والولاء و (هز الذنب ) ، طبعاً لهذه الحاشيه كل الدعم ، فكلامها مصدق ولا يحتاج الى برهان ، وذنبها مغفور ، وميزات الجامعه هي رهن اشاراتهم ، طبعا اذا ما وجدت مثل هذه الحاشية فأن الرئس ليس بحاجه الى اي زيارة ميدانية لاي من دوائر الجامعه ، فهذه الحاشية تعكس له الصورة بامانه ، وان الجامعه في عهده قد ازدهرت ، وان الطلبة ينعمون بتعليم مثالي ، وان الاجواء العليمية على خير ما يرام . اما الطريق الذي يسلكه موكب الرئيس من والى مكتبه ، فهو ذو عنايه فائقه ، ومزروع بكافة اشجار النخيل والانجيل الطبيعي والازهار ، اما باقي الجامعهه فهي ( العوض بسلامتك ).

الابتعاثات تكون لابناء الذوات في المحافظه ، وبحاجه الى لقبين معالي وثلاث القاب سعادة وخمسه عطوفه كي تحصل على حقك ، واذا كان لك حق فيطلب منك مدير مكتب الرئيس شخصيا بالقول ( شوفلك واسطه اله ) . اما المناصب الاداريه فهي تسير وفقا للاهواء الشخصية لرئيس الجامعه ، فالخبرة وسنوات الخدمه والعمر والمؤهل العلمي والواسطه كلها لها اعتبار عند ادارة الجامعه ، واذا ما حضرت الواسطه فانه لا داعي لتحقيق اي من الشروط السابقه ، فتارة نسمع عن مدير عين قبل 3 سنوات مراسلاً ، واخر يحمل السادس الابتدائي ويعمل مساعد عميد ، واخر حصل على الدكتوراة من احدى الجامعات السودانية بالانتساب وهو الان عميدا لاحدى الكليات واخر حصل على ابتعاث لنيل درجة الكتوراة بلندن وهو لم يحقق اي من شروط الابتعاث ، وعندما يسأل الرئيس عن السبب فيقول (الي فوق بده )، وها هو الرئيس شارف على الانتهاء من فترة رئاسته الثانية ولم يعرف احد حتى الان من هو الي فوق .

اما ابنائنا الطلبه فيطول الحديث عنهم ، ولا ينتهي ، فالشعبة التي بها 120 طالباً ، والقاعات التدريسية المتناثرة هنا وهناك ، وصعوبات التسجيل والشعب المغلقه التي تفتح لغيرة ولا تفتح له ، والدكتور الي بحب الواسطه ، والدكتور الي بحب النسوان ، والدكتور ووووووووووووووووووو ، (ويا حسرتي عليك يا هالطالب شو تتحمل تا تتحمل ).

اما العداله ، فهي في السماء ، ولا وجود لها على الارض برأي ادارة الجامعه ، فالموظف الذي انت مسؤل عنه اليوم هو مسؤول عنك غدا ، وبلا شروط وووووووووووووووو

وكالة جراسيا الاخبارية ، جامعاتنا تستغيث، ولم انهي حديثي الا ان القلب يعتصر الماً وان العين لتبكي
 على جيل قادم هو ثمرة هذه الاداراة السيئة الذكر .

وانني اذ ارسل نداء استغاثة الى صاحب القرار لأقول له ( اتقوا الله فينا وبالاجيال القادمه ) ، ولننادي بصوت عال : يا اداراة جامعاتنا المرتزقه ، ماذا تريدون ؟ التعيينات لكم وبلا ضوابط ، والابتعاثات لكم وبلا رقيب ، وكل شيء لكم ، ولكن اجيالنا وطلبتا وجامعاتنا الى اين ؟!!!!!!