ضباب ازرق فوق عمان


يجلس على كرسي خشبي , ينظر إلى تلال عمان الجميلة, يالها من فسيفساء رائعة ... المباني ... الشوارع ... الأضواء السيارات ... السماء ... النجوم ... كم اٌحبك يا عمان , ولكن لحظة ما هذا الشئ الأزرق إنه يلتهم المباني والشوارع والسيارات , إنه يلتهم عمان , لا ... لا ... لا
7:00 صباحا
- فيصل ... فيصل ... إستيقظ , إنها السابعة هيا سوف تتأخر .
يفتح عينيه ويرى وجه أمه الملئ بالحب ... الحمد لله ... مجرد حلم .
- صباح الخير يا غاليه.
- صباح الخير بني , هيا القهوة جاهزه.
8:00 صباحا
يحلس على مقعد صغير ينظر من نافذة الحافلة المتوجهة الى غرب عمان
- ما هذا الحلم الغريب ... ما ذلك الشئ الأزرق ... يالهي إحمي مدينتي عمان .
9:00 صباحا
- صباح الخير بلال .
- أهلا فيصل ... ماذا ؟ هل عاد من جديد؟
- لا أدري يا بلال إنه لا يدعني أنام .
- لا عليك إنه مجرد حلم , هيا الطاولة 13 بإنتظارك ومدام ليلى تسأل عنك .
- وكأني بحاجة لمزيد من الإشمئزاز .
يأخذ الصينية ويتوجه مبتسما الى الطاولة 13 .
- صباح الخير مدام .
- صباح الخير فيصل تعال دعني اُعرفك , هذا فيصل الذي حدثتكِ عنه , شاب جامعي من عائلة معروفة لا يخجل من العمل في هذا المفهى إنه مثال جيد لشباب هذه الأيام ... فيصل هذه صديقتي مدام كارمن .
- أهلا مدام تشرفنا .
- أهلا فيصل .
- الطلب المعتاد مدام ليلى أم ترغبين بشئ آخر اليوم؟
- أجل لو سمحت ومثله لمدام كارمن .
- حاضر ... بالإذن
10:00 صباحا
- لو تعرفي يا عزيزتي كارمن مدى سعادتي أخيرا عاد الفرح لعيني صغيرتي ريم .
- نعم وكذلك صغيري سمير إنه دائم الحديث عن ريم , بالأمس أخبرني بأنه لم يعد يفكر بالعودة الى كندا .
- الحمد لله , أرجو أن تنجح علاقتهما فقد حدثت زرجي عن سمير وقال لي إن وظيفة ممتازة تنتظره إذا تزوج من إبنتي .
- أرجو ذلك , بالمناسبة هل بات الصغيران عندكم بالأمس ؟
- كلا , حسبت أنهما كانا عندكم .
- لا عليك لا بُد أنهما قد أمضيا الليل بمكان جميل .
- نعم ... هذان الشقيان الصغيران .
15:00 مساء
- مساء الخير أمي .
- أهلا فيصل هل عُدت ؟
- أم م م ... كم اًحب هذه الرائحة , هل الطعام جاهز ؟
- نعم يا بني هيا إذهب وإغسل يداك ؟
16:00 مساء
يجلس بنفس الحافلة المتوجهة الى غرب عمان
- كم أنا محظوظ لدي عملان مريحان , قريبا سأتمكن من تسديد باقي المبلغ للجامعة وأستلم شهادتي المحجوزة وبعدها الى خالي العزيز في دبي .
17:00 مساء
- مساء الخير مراد .
- أهلا فيصل , إسمع لدي عمل هذه الليلة أتريد الذهاب معي ؟
- أين ؟
- إنها حفلة في إحدى السفارات وسنحصل على إكرامية كبيرة .
- حسنا موافق.
18:00 مساء
أصوات محركات ... ملابس سوداء ... تسريحات عجيبة ... مصافحات غريبة ... كلمات غير مفهومة .
- هاقد بدأ العرض (قال مراد).
- نعم هيا دعنا ننهي هذا العمل (علَّق فيصل).
- صباح الخير ريم لقد إستيقظتم باكرا اليوم .
- صباح الخير فيصل ... تعال اُعرفك بصديقي الجديد .
- السيد سمير كما أظن .
- أجل كيف عرفت ؟
- هل نسيتي مدام ليلى زبونة المقهى الذي أعمل به بالصباح , اليوم جاءت معها مدام كارمن أظنها والدة السيد سمير .
- أجل .. أجل .. لقد أصبحت فردا من العائلة .
- شكرا ريم .. الطلب المعتاد؟
- أجل ولسمير نفس الطلب .
- البنت كاًمها (يتمتم فيصل وهو يمشي مبتعدا).
22:00 ليلا
- مراد لماذا لم تقل لي أن الحفلة في هذه السفارة ؟
- وما الفرق ؟ إننا هنا لنعمل .
- كيف وما الفرق هل جًننت ؟
- يا صديقي فيصل لا تبالغ إنها مجرد ليلة واحده سنقوم بعملنا ونأخذ أجرنا ونمضي ,هيا خذ هذه الكؤوس الضيوف ينتظرون.
ينظر الى عيني صديقه ويحمل الصينيه ويلتفت متوجها الى قاعة الضيوف , ولكن من هذا .. أليس هذا هو .. نعم إنه د طارق لقد درسني بالجامعة, وهذا أيضا إنني أعرفه إنه حسان الإعلامي المعروف , وهذا أيضا أظنه كاتب أو سياسي .. وهذا وهذا يالهي ماذا يفعل كل هؤلاء هنا .
- فيصل هل لي بكأس لو سمحت .
- عفوا هل تعرفينني .
- أنا كارمن إلتقينا بالصباح أتذكر.
- نعم.. أجل.. عفوا.. تفضلي.
- أنت فعلا شاب مجتهد.
- شكرا سيدتي .
- قل لي يا فيصل لماذا تُتعب نفسك كثيرا بالعمل؟
- سيدتي , أنا أجمع باقي رسوم الجامعة لأتمكن من التخرج.
- فهمت , وماذا ستفعل بعد ذلك؟
- ساُسافر للعمل مع خالي في دبي.
- فيصل إسمعني ..عمان هي الأهم ..هي الأقوى ..المستقبل هنا , أنظر حولك عليك أن تفكر كيف تكون كأحد هؤلاء ..لا أن تهرب الى دبي.
وقبل أن يجيب إرتفع صوت المُضيف قائلا:
- سيداتي سادتي رحبو معي بضيفنا العزيز البروفيسور " يوري سليمانوفيتش "
وبعد تصفيق طويل يبدأ البروفيسور خطابه
" ... شكرا لكم أصدقائي الأعزاء , كم يسعدني أن أكون بينكم اليوم لأرى هذه الوجوه المُخلصة التي عملت ولعقود على ترسيخ علاقات الصداقة والمحبة ودعم السلام بين شعبينا الحبيبين , إنني فخور جدا بوقوفي اليوم هنا في عمان .. عمان مدينة الأصدقاء لأقول لكم أنه وبفضل إخلاصكم وعملكم الجاد , ستنعم الأجيال القادمة من شعبينا بالسعادة والرخاء , وأنا أكيد أنه سيأتي ذلك اليوم الذي سيقف فيه أنباءنا جنبا الى جنب .. صفا واحدا .. بوجه التخلف والرجعية والتعصب والإرهاب , ليبارك الرب جهودكم وشكرا لكم ..." .
24:00 منتصف الليل
- تفضل يا فيصل هذا أجرك , هل تريدني أن اُوصلك بطريقي؟
- لا شكرا مراد , ساتمشى قليلا ثم أعود للبيت بالتاكسي .
2:00 صباحا
يجلس على كرسي خشبي ينظر الى عمان يتذكر تلك الأمسية الغريبة تلك الوجوه , كلمات مدام كارمن , ذلك الضيف , وبينما هو شارد يفكر إرتفع ضباب غريب .. ضباب أزرق .. إرتفع حتى غطَّى أحد أطراف عمان ثم بدأ ينتشر ويمتد حتى غطى باقي المدينة - إنه الحلم ... لقد تحقق .. الان فهمت .
7:00 صباحا
- فيصل .. إستيقظ يا صغيري .
- صباح الخير امي .
- صباح الخير بني , هيا القهوة جاهزة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات