المشروع النووي .. يتهاوى


(قبل فترة وجيزة, ذهبت في رحلة خاصة إلى محافظة ياماجاتا في الشمال الغربي من اليابان, وفي رحلة العودة الى طوكيو قررت سلوك الطريق الساحلي الواقع على الشمال الشرقي من المحيط الأطلسي مرورا بمحافظة فوكوشيما والذي اعتدت ان اسلكه قبل الكارثة الذرية في رحلات سابقة. عندما بدأت بالوصول الى المنطقة القريبة من محطة فوكوشيما الذرية وعلى بعد عشرات الكيلومترات منها, بدأت ملامح المنطقة التي اعتدت ان أشاهدها في السابق تتغير تدريجيا, فالمنطقة أمست غير مأهولة بالسكان والفلاحين والمزارعين موحشة ويخيم عليها الحزن والأسى والعزلة, المنازل والمزارع والحدائق والمحلات التجارية والمصانع وحقول الأرز والمرافق العامة مهجورة تماما منذ ثلاثة أعوام. وقفت مذهولا أمام حجم الكارثة والفاجعة التي ألمت بتلك المنطقة. لم استطع مواصلة رحلتي على الطريق الساحلي لأنه مغلق أمام العامة, فعدت أدراجي وسلكت طريق بديل.)

النشاطات المناهضة للمشروع النووي باتت تؤتي أوكلها, ولجنة الطاقة في مجلس النواب بصدد التوصية بإغلاق المشروع ، وستعارض إقامته في الأردن تجاوبا مع التوجه الوطني العام .ففي الوقت الذي كان يجري فيه بحث الشراكة الروسية الأردنية في مجال إنتاج الطاقة السلمية.. وجهت اللجنة رسالة الي المتباحثين مفادها ان ذلك لن يكون ،واستدعت الدكتور خالد طوقان للمثول بين يديها في وقت محدد.

التوقيت وطريقة الاستدعاء فاجأ طوقان وأثار استغرابه ،لأن الجبهة المعارضة للمشروع تنشط داخل مجلس النواب .وهو يعلم أن لدى الأردنيين القدرة على مطاردة المشروع ,ولديه تجربة سابقة مع قبيلة بني حسن حين اقتلعت وتحت طائلة التهديد فكرة إقامة المفاعل في الخربة السمراء الواقعة في أراضيها ،وكيف قاوم أهالي الرمثا المفاعل الذري البحثي في مدينتهم فحق عليه قولهم فدمّروه تدميرا.

لا يستطيع خالد طوقان ضمان عدم تعرض مفاعله الذري لما تعرض له مفاعل فوكوشيما ،وبالإضافة إلى الأسباب الكثيرة التي تقف وراء الرفض الوطني للمشروع هناك دافعين رئيسين اثنين ,الأول ذاتي ويرتبط بشخصية رئيس الهيئة الدكتور خالد طوقان الكريهة ,بسبب إقدامه مرارا وتكرارا على سب وشتم المناهضين للمشروع ،والإفلات من الإدانة القضائية تماشيا مع تقاليد الفساد الأردني المعتّق ،والثاني عدم إتباع الأصول التي تتطلبها المواثيق الدولية ,والتي تؤكد حق موافقة الأهالي القاطنين بعد مسافة الأمان ،وعلى رأسهم قبيلة بني صخر التي تخشى أن يصيبها ما أصاب سكان فوكوشيما الموصوف في الفقرة الأولى من هذا المقال ،المقتبسة من مقال المهندس أيمن خوري المنشور في جريدة الرأي قبل أيام تحت عنوان هاجس.. المفاعل الذري.



تعليقات القراء

ابوخلف
المشروع فاشل وهو مشروع من اجل اللهف الا يكفي الشعب الاردني ما عليه من دين خارجي وداخلي وما حصل من لهف وسرقه وفساد وبيع اصول الدولة واكل فلوس الخصخصه وزيادة الدين ووقف الدعم وغلاء الحاجات الضروريه وتاكل رواتب والاخ بده يعمل مشروع نووي اول امنوا معيشة الناس. وبعدين فكروا بالنووي واذا ظل اشي في هالبلد تنهبوه انهبوه ويجعل لا حدا عاش
11-04-2014 07:05 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات