جامعات الأردن "تحتضن" فلسطينيي 48 و"ترهق" أسواق إسرائيل


جراسا -

ساهمت الجامعات الأردنية في السنوات الأخيرة في إشباع السوق الإسرائيلية بخريجي المحاماة من فلسطينيي أراضي عام 1948، الأمر الذي ساهم في خلق بطالة عالية في هذا المجال.

وتشير معطيات كثيرة إلى أن موضوع الصيدلة وصل أيضا إلى مرحلة شبه إشباع في الأسواق الإسرائيلية، وكان للجامعات الأردنية نصيب كبير في ذلك، وخريجوه أيضاً تتهددهم البطالة، سواء درسوا في الأردن أو في الجامعات الإسرائيلية نفسها أو غيرها، وسواء كانوا عرباً أو يهوداً.


وعلى ما يبدو فإن مواضيع العلوم الطبية المساندة ستكون "الضحية" القادمة بحسب بعض المعطيات.

وقال الباحث والمحاضر في كلية بيت بيرل د. قصي حاج يحيى في حديث لـ"العربية.نت": "أجرينا بحثا على عينة من 500 طالب درسوا في الأردن تبين لنا أن 48% منهم يدرسون صيدلة. وإن كان هؤلاء سيجدون عملا الآن فماذا مع خريجي المستقبل؟ فالحديث بالمجمل قد يدور عن آلاف الخريجين وهذا الأمر أرهق مجال الصيدلة في إسرائيل، علماً أن الخريجين العرب يندمجون في الأسواق الإسرائيلية ما ينذر ببطالة في هذا المجال، تماماً مثلما حدث في مجال مهنة المحاماة".
 
 
"سيف ذو حدين"

وأضاف: "الجامعات الأردنية في حالتنا سيف ذو حدين، فمن جهة تمنح أبناء مجتمعنا إمكانية تحقيق أحلامهم ودراسة المواضيع التي يريدونها في ظل التمييز الصارخ الذي يواجهونه في الجامعات الإسرائيلية، ومن جانب آخر تسهم في ازدياد أزمة البطالة في الأسواق الإسرائيلية عامة وخاصة في المجتمع العربي في عدد من المجالات".

وأوضح حاج يحيى أن المشكلة تكمن في طلاب مناطق الـ 48 أنفسهم؛ لأن جزءاً كبيراً منهم يركزون اهتماماتهم على موضوعات محددة يرون بأنها يمكن أن تضمن لهم منصباً اجتماعياً ومدخولاً مالياً عالياً، ولكنهم لا ينظرون إلى حاجة الأسواق الإسرائيلية، وتحديداً إلى النقص في المجتمع الفلسطيني في الداخل.

وقال الدكتور حاج يحيى"نحن نتحدث عن تسونامي من الشهادات والتي قد لا يجد أصحابها عملاً في المستقبل".

وبدأت قصة فلسطينيي 48 مع الجامعات الأردنية عام 1995 ولم يتجاوز عددهم في ذلك الحين 80 طالباً، غالبيتهم درسوا في مجال القانون والمحاماة، ولكن التدفق الكبير عليها بدأ عام 2002، إلى أن وصل عدد الدارسين فيها عام 2008 إلى 5400 طالب، ناهيك عن الخريجين الذين سبق أن انهوا دراستهم في فترات متفاوتة.

وأوضح حاج يحيى أنه إضافة إلى عوامل التمييز التي تحول دون التحاق طلاب 48 بالجامعات الإسرائيلية، هناك عوامل جذب تجعلهم يلتحقون بنظيراتها الأردنية كالمنح والمكرمات الملكية التي تقدمها الأردن لهم، إضافة إلى القرب الجغرافي وعدم الحاجة لتعلم لغة أجنبية، وسهولة شروط القبول والمستوى العالي للتعليم.

وفي حديث مع "العربية.نت" قال عنان دراوشة، مدير مكتب الارتباط للجامعات الأردنية - مؤسسة دراوشة" في فلسطين 48 "هناك اختصاصات وصلت إلى مرحلة إشباع، ومن هنا نحن نعير أهمية كبيرة لتوجيه الطالب قبل تسجيله لتجنب وجود فائض خريجين في مجالات معينة. هناك تخصصات كثيرة في الجامعات الأردنية ونحاول لفت الطالب لموضوعات يحتاجها مجتمعنا".

وذكر دراوشة أن أنظار الطلاب الجدد باتت تتجه أكثر إلى اختصاصات العلوم الطبية المساندة التي فيها نقص مثل العلاج الوظيفي، فني أسنان، إخصائي تغذية، واختصاصات أخرى.
 
 
آفاق جديدة للفتيات

وفي جانب آخر للموضوع منحت الجامعات الأردنية فتيات فلسطين 48 فرصة كبيرة للتعليم الجامعي. وذكر الدكتور قصي حاج يحيى إن الطالبات يشكلن نحو 30% من مجمل طلاب الـ48 الدارسين في الأردن.

وعلل ذلك بأن "الطلاب العرب كانوا يتوجهون في السابق للدراسة في عدد من الدول الشيوعية وبعض الدول الأوروبية، وكانت الدراسة تقتصر على الذكور ولكن الأردن فتح للفتيات آفاقا جديدة واحتضنهن بدفء في بيئة لها نفس عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا، وإرسال الأهالي لبناتهن إلى دولة عربية هو أسهل من إرسالهن إلى دولة أجنبية. وفي حين كانت معظم الطالبات تدرسن في الجامعات والكليات الإسرائيلية مواضيع تؤهلهن ليصبحن معلمات مدارس لأسباب كثيرة، أضحى الأردن محطة لتحقيق أحلامهن في دراسة اختصاصات أخرى مثل الطب والصيدلة وغير من المجالات الجامعية".

يذكر أن الجامعات الأردنية ساهمت خلال السنوات العشر الأخيرة بزيادة عدد الأكاديميين حاملي الشهادات الجامعية بشكل كبير في أوساط فلسطينيي 48 في شتى المجالات.
 



تعليقات القراء

خلود
علا اساس اسرائيل سائله فينا
23-08-2009 05:39 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات