االفيصلي والوحدات ما بين مطرقة الاستمرار وسندان الايقاف 



تمريرة جميلة، يستلمها اللاعب يناور بها، يمررها،يقذفها صاروخ عابر للحارس،جوووول، تتقافز الجماهير فرحاً، وأخرى تصاب بإنقشاع كما غيمة رمت حملها في الطريق، هذه حال الدنيا يقول أحد الظرفاء ضاحكاً.
يطلق الحكم صفارة النهاية، يتصافح أعضاء الفريقان بروح رياضية، تنتهي المباراة.
يبدأ مباشرة شوط إضافي من قبل الجمهور لا تحكمه قوانين، لا ربح، لا خسارة، صاحب القول الفصل فيه من يكُسر أكثر، من يخرب أكثر، من يسئ للبلد أكثر، أي بمعنى أخر " من يملك منسوبا من الزعرنة أكثر "!
اللعب كان وفق خطة 4-4-2 القائمة على الإعلاء من شأن الجهل، وقلة العقل والتسرع، والعنجهية.إلا أن التمريرة استقرت في قلب الوطن، لا قلب الشباك.
حرب حامية الوطيس نتائجها سلبية، المتهم فيها الوطن، والدرك، لا الجهال من كلا الطرفين، والذين يفتقدون لاصول الروح الرياضية، واخلاقها.
أصيب الوطن بجرح عميق، يضاف الى جراح سابقة، لم يتخذ بحقها اجراء قانوني يحول دون تكرارها، ما منح سكين الجهل والتسرع والتعصب مكاناً لتشحذ حقدها الاعمى، ،دون ادنى رحمة أو رائفة على مرأى ومسمع الجميع.
تتحول أجواء الفرح، والبسمة، لدمعة حارة، إذ تتحول المباراة من رياضية لجاهلية. تتدخل فيها القوات الدرك، لفض لمنع حصولها، فيتحول هؤلاء الى متهمين، فقط، لانهم لم يجعلوا الباب مفتوحا على مصرعية، لجهال التشجيع الرياضي بل والرياضيين انفسهم، لنشر سمومهم وروائج عفنهم.
منذ عام 1998، وبعد سنون عجاف أمضيتها في التشجيع اعتزلت، حقاً أنني كنت مدمنا! حضرت شلالاً من المتشات، عدة أمور قادتني إلى إتخاذ مثل هذا القرار، لعل أهمها على الإطلاق هو التشجيع السلبي الذي يرافق كل مباراة في أغلب الاحيين، والذي وصل للأسف الشديد وطال مرجعيات عليا ، فالمباريات اضحت مكانا لاطلاق الشعارات السياسية، بل وتحولت إلى قواعد إرهابية ومنصات لإطلاق هتافات والعبارات، تؤثر في عصب الوحدة الوطنية.
ومع كل هذا، ومع توالي المشاكل الناتجة عن هذه لمباريات، تغيب الحكومة منذ عشرات السنين عن أيجاد حل لهذه المشاكل، ما كان له كبير الأثر في انتشار سرطانها واتساع رقعتها وازدياد خطرها.
افة روابط المشجعين
في مباراة ذات صيف دوري حار، التقى عين الفريقان وما أن انتهت المباراة حتى ابتدأ الشوط الإضافي تحت عنوان التكسير والتخريب والتطبيش، وما لذ وخاب من هتافات خادشة للحياء العام، تتخطى حدود المحرمات بأنواعها، يشعل نيرانها روابط المشجعين في كلا الفريقين، في ظل غياب للعقل والعقلاء!
ماذا فعلت الحكومة آنذاك، لا شيء، ذات السيناريو هو هو، شجب، استنكار، تنديد، دعوات للتهدئة، لكن النتيجة الفعلية هي أن القضية سجلت وتسجل دوماً، ضد مجهول، ما أشبة ليوم بالأمس.
السبب الأكثر إحراجا يعود إلى غياب المطبخ السياسي عن الواقع الأردني، وكأنه يستمتع في هذه الأحداث، لاثبات للمواطنين، ان غيابه قد ينتج انواعاً من الفوضى، فما الذي اختلف.
الدور الأكبر آنذاك كان صادراً عن قادة الروابط التشجيعية، للناديين، حيث قاد هؤلاء جوقة الهتافات الجاهلية، تلقفتها العقول الخاوية وسايرت خطاها.




الذي تم صورة لجهل الأندية، ودليل على عدم مقدرتها وايامنها بضرورة تطوير تفكيرها، يعتمد مبدا البناء لا الهدم، في حمله للواء الفعل الرياضي في البلد.

بناء عليه، تمادى هذه الفئات في غيهم،لاعتمادهم على أرضيات ثلاث وهي حامية لهم، وهي:
1- العشائرية ( لا العشيرة ) التي تحكم بعض الأندية
2- أفكار جاهلية صبيانية منحلة أخلاقيا وأسرياً تجد في الملعب مكانا للتنفيس عن عقدهم ،لا تفهم معنى الروح الرياضية باعتبارها تسمو بالنفس لا تحط منها.
3- تلكؤ حكومي، وعجز لإيجاد حل لعلاج الملف الذي وصل الى عمر المراهقة غير المسؤولة، بسبب صمتها المأساوي الذي يندرج في خانة الرضا عما يجري.
الأردن أهم من الناديين، وأهم من العشائر، والمدن، والقرى، والمخيمات، واستقرار الأردن أهم من استقرار رؤساء الأندية على كراسيهم، بقاءه، أهم من بقاء الفيصلي والوحدات.
الأردن أعز على قلوبنا من نتيجة مباراة لا تغني ولا تسمن من جوع في ميزان الأمن الوطني.
لذا بات لزاماً على الجميع أتخاذ قرارات مصيرية، آن أوانها، ستذكرها الأجيال القادمة بفخر ، تقوم على أساس تنظيم اللعبة، ومراقبتها، وعقاب كل من يسهم في الخروج عن النص الوطني، ويسهم في إيصال الأمور إلى منحدر انتحاري خطير.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات