إن كانت عمّان أمنا .. يا ليُتمنا


من عاش في عمان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ولا زال حتى تاريخه يلمس الفرق في عمان..تحفة الشرق الحجريه وجبالها ونظافة شوارعها وأبنيتها وضمير إنسانها,, كانت مضرباً للمثل على مستوى المنطقه ولربما العالم ,,فلا الأبنيه الشاهقه دليل حضاره ولكن وعي الانسان وانتماءه هما الشاهدان على مدنية المدينه ورقيها..

لقد تجرأ على عمّان من جاءوا بالبرشوت وتسلموا أمانة المسؤوليه ولم يكونوا على قدر الأمانه فانحدرت الخدمات وتقيأت المناهل وفاضت, وقطّعت اوصال شوارعها بعدما تصادف مطباً فحفره فمطب فحفره وفي نهاية النفق تفاجىء ببقايا شارع.. في العام تُجرى اكثر من حفريه في الشارع الواحد اضافة الى الحفريات بقصد ايصال المجاري للعمارات الجديده والتي تقطع الشارع عرضياً لتترك نُدب وحفر وهبوط عن المستوى مع اول شتوه وهكذا..

أرصفة عمان هي بقايا أرصفه طالعه نازله اذا ما غزتها بضع أشجار غُرست بطرق عفويه وأتى عليها أمين فجعل من ألوانها الفسفوريه الداله على طرف الشارع اضافه للّمسه الجماليه دبغها باللون الفيراني القميء الذي تعافه النفس, ليس فقط بل ايضاً انتقلت اليها الحفريات ولم تُعاد الى سابق عهدها, فأضحت حفر يسقط بها الاطفال او من يحاول استخدام الرصيف..

اما واجهات المراكز التجاريه فقد كانت لوحات مضاءه بكافة الألوان كما في طوكيو ومنهاتن وشنغهاي,,قرر أحد الأمناء في ليله مظلمه إزالتها لصالح تجار السكراب وتحت طائلة المسؤوليه لمن يرفض بازالتها على حسابه الشخصي وغرامات,, فعادت واجهات المراكز التجاريه بلهاء بلا هويه,, متسخه بفعل مخلفات عادم السيارات, جزء نظيف وجزء متسخ,ولم يعد بالامكان الوصول الى عيادة طبيب او مكتب محامٍ الا بالنزول والترجل من السياره والبحث في مداخل المراكز التجاريه,,فتسبب ذلك بفوضى مروريه حيث لا اماكن لركن السيارات ناهيك عن قطع الارزاق..

احترم حماس الأمين وتعهداته لكن يد واحده بالتأكيد لا تصفق ناهيك عن ان الرجل قد بلغ من العمر عتيا وغير قادر على الابحار في بحر متلاطم من الفساد والافساد, فالامانه تركيبتها الوظيفيه واعداد موظفيها تعاني من حموله زائده اضافة الى الاتكاليه في توزيع المهام والواجبات,,فهي ادارياً بالمعنى المطلق فاشله وتعاني من نقص في الكوادر الخدميه في الشارع والتفتيش,, فالنظافه غائبه, والانقاض في كل مكان, واللمسات الجماليه والحدائق غائبه , والمواصلا ت المنظّمه كذلك ,,فعمان تحتاج الى همة انسان منتمي وفريق يتحمل اعباء المسؤوليه,, فالحاليين اقترح احالتهم على التقاعد المبكر وانشاء فريق عمل من الشباب المنتمي للوطن لاعادة الألق الى عمان وشوارعها وانارتها وتجميلها.. فالزائر الى دبي وابو ظبي والرياض لا اريد ان اذهب بعيداً الى مدن اوروبيه وأسيويه جميله يلاحظ الفرق,, فلا تخضير في عمان ولا ورود ولا شوارع على استقامه ومنسوب واحد,, عمان تحتاج لا الى الدعم المالي فحسب فايراداتها تكفي وتزيد لكن يجب كف الايادي التي تسرق اموال دافعي الضرائب والضرب بيد من حديد على ايديهم,,اكرر اشكر جهد الأمين الحالي لكن نحتاج الى ما هو اكثر..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات