وزارة التربية والتعليم حائرة بين التقليد والتحديث


تعقيبا على تصريح معالي وزير التربية والتعليم يقول فيه أن 38% من طلاب المرحلة الأساسية لا يجيدون كتابة وقراءة اللغة العربية، وبناء على ذلك قرر معاليه فتح رياض للأطفال في المرحلة التمهيدية في القرى والمناطق النائية لمعالجة الضعف.

ولكن عفوا: يا معالي الوزير الأكرم

هل تظن أن هذا الحل الذي تطرحه هو الأنجح والأمثل...؟؟؟ لرفع المستوى التحصيلي المتدني للطلبة سواء في اللغة العربية أو اللغة الانجليزية أو في جميع المواد الأخرى.

لكننا يا معالي الوزير نظن أن الموضوع هو اكبر وأعقد من ذلك بكثير وهو بحاجة إلى جهود جادة وجبارة، أكبر من تصريح ينمو عن تصلب في المواقف أو تشبث في الرأي أو إصدار بيان مقتضب وقرارات و إجراءات متناثرة هنا وهناك ، بل أن الأمور بحاجة ملحة إلى تغيير جذري من خلال خلخلة النظام التعليمي التقليدي النمطي برمته في المملكة،وذلك بإعادة النظر بهذا النظام التعليمي وبناء خطط واستراتجيات جديدة متطورة تقبل التطبيق، وتواكب متطلبات العصر الحديث والتكنولوجيا والتقنيات المتسارعة من حولنا ويتحقق هذا بتوفر شروط عدم تدخل القرارات الإدارية بالآراء الفنية والمهنية والاكادمية لتجنب الآثار السلبية .

بدءا من الطالب ،المعلم ،المناهج ،المدرسة وغيرها من المحاور الأخرى،والأولوية تبدأ بتغيير المناهج التلقينية المليئة بالمعلومات الهائلة التي تثقل عقلية الطلبة ولا تعتمد على الأساليب الحديثة ولا تأخذ بعين الاعتبار المستويات العليا للتفكير من التحليل والتركيب والاستنتاج والاعتماد على البحث لإثراء المعرفة من خلال التقنيات العصرية المتوفرة في المدارس مثل أجهزة ومختبرات الحاسوب،فقد تم حوسبة جميع المناهج التعليمية لكن للأسف الشديد لاتطبق هذه التقنية في المدارس بسبب ضعف الإمكانات المادية وضعف البنية التحتية في المدارس وسوء التطبيق من الإدارات المدرسية والمعلمين وقلة المتابعة من قبل مديريات التربية والتعليم والمعنيين بهذا الموضوع كثر، لكن المتابعة ضعيفة وأدى ذلك للعودة للطريقة التقليدية والنمطية في التدريس .

معالي الوزير الأكرم:

دعنا نعود إلى المعلم وهو المحور الأساسي في هذا الموضوع حيث يتم تعيينه وهو يمثل اللبنة الأولى في الكوادر الأساسية التربوية في الميدان،لكن دون تلقي التدريب الكافي في عملية التخطيط والتحضير وبعض استراتجيات التدريس والتقويم ، مباشرة يقف في الغرفة الصفية أمام الطلبة وهو غير معد ومؤهل وغير مدرب بما يكفي ويقف حائرا لا يستطيع أن يطبق استراتيجيات التدريس وإدارة الصف وإعطاء المنهاج ببساطة وسهولة تحقق الأهداف والنتاجات المرجوة .لكن في الحقيقة يحتاج المعلم قبل دخوله الغرف الصفية إلى دورات لا تقل عن ستة أشهر للمعلمين الجدد وكذلك الأمر للمعلمين الذين هم في الخدمة لتطوير مهاراتهم وزيادة كفاءاتهم وقدرتهم على مواكبة عملية التعليم والتعلم حسب التطور المعرفي والتكنولوجي الذي يواكب منظومة التعليم العالمي في الدول المتطورة .

معالي الوزير الأكرم :

لايخفى ولا يغيب عن بالكم أن المعلم هو الركيزة الأولى والمحور الأساسي في القطاع التعليمي، إذا فلا بد من العمل الدؤوب والجاد لإنصافه من خلال تقديم الحوافز والمكافآت الكافية التي تنهض به وتزيد من عطائه.

وهنا نتساءل هل إعادة هيبة المعلم داخل الصف تسهم في تحسين التعليم والتعلم والانضباط ...؟؟؟
قد أدرك معاليه نسبة الضعف والركاكة في الصفوف الثلاث الأولى من المرحلة الأساسية ، إذا فما بالك انه اغفل البحث والاستقصاء عن باقي الصفوف بدءاً من المرحلة الأساسية وانتهاء في المرحلة الثانوية العامة .

ففي السنوات الأخيرة يلاحظ أن هناك وهن وضعف أدى إلى إخفاقات متكررة أحدثت ضجة كبيرة حول امتحانات الثانوية العامة وحول الانضباطية التربوية للطلاب، دفع المسؤولين لاتخاذ إجراءات رادعة لمنع الغش، إلا أننا نرى أن هذه الطريقة التي اتبعت طريقة نمطية تقليدية بحته ونخص منها الغش باستخدام تقنيات الاتصالات الحديثة عبر الهواتف النقالة،مع العلم أنه كان بالإمكان السيطرة عليها بطريقة تقنية علمية من خلال التشويش كما كان مقترح إلا انه لم يتم ذلك فقد يكون السبب هو نقص في التمويل المالي أو غيرها إلا أنها تبقى مسؤولية الوزارة .

لكن للأسف الإجراءات التي اتخذت لم تعالج مشاكل الثانوية العامة، ألم يسأل معالي الوزير نفسه
هل غياب العدالة والرقابة هي السبب الذي يدفع بعض الطلبة إلى الغش كوسيلة للحصول على مقعد دراسي ....؟؟؟

ألم تكن المناهج فيها كم فائض من المعلومات المكثفة تفوق قدرات الطلبة وتثقل عقولهم ...؟؟؟

هل العملية التقليدية للحفظ والتلقين للمناهج التي يبدأ بها الطالب التوجيهي من أول يوم في المدرسة هي السبب.....؟؟؟

أما آن الأوان أن نتطور وننظر إلى الدول المتقدمة أو الدول العربية التي تنهج الأساليب الحديثة لأخذ التجارب والخبرة التربوية منهم ....؟؟؟

ألا يعلم معالي الوزير أن هناك مخزونا عند أهل التجربة والخبرة والاكاديمين يستطيع أن يسخر طاقاتهم ومعرفتهم لمعالجة الإخفاقات.....؟؟؟

هل أجراء اختبارات على بعض المناهج الجديدة قبل طرحها هو الأفضل بطريقة حديثة متطورة تخفف العبء عن الطالب والأهل وتحل مشاكل الثانوية العامة بطريقة سهلة بسيطة نقيس بها مدى تحقيق الأهداف المعرفية والتعليمية التربوية من خلال خطط يضعها الخبراء وأهل العلم والمعرفة التي يزخر بها الأردن على مستوى العالم العربي ....؟؟؟

إن منظومة التعليم في الأردن كانت مثلا ومطلبا أعلى يحتذا به على مستوى الدول العربية إلا أنها في الحاضر تراجعت وتأخرت عن الآخرين محاولة اللحاق بهم فمن هو المسؤول ياترى ....؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات