جراسا -

جراسا - خاص – احمد شريف
اما وقد نجح منتخبنا الوطني في التأهل الى نهائيات كأس اسيا التي ستقام العام المقبل في استراليا بعد ان جمع تسع نقاط وحلوله ثانيا خلف المنتخب العماني الشقيق ودون الالتفات الى نتيجة الجولة الاخيرة التي ستجمعه في الخامس من الشهر المقبل مع سورية هنا في عمان فلا بد من التمعن والتأمل في مشوار المنتخب في التصفيات, ولا بد لاتحاد كرة القدم من اجراء عملية مسح شاملة لمشاركة المنتخب في التصفيات حتى تكون مشاركتنا في العام المقبل من اجل المنافسة على اللقب وليس فقط من اجل المشاركة لأجل المشاركة خاصة وان جمهورنا الحبيب بات سقف طموحاتها كبيرا ولا يرضى بمجرد التمثيل المشرف في كأس اسيا.

بداية لا بد من الاشارة الى ان تأهل منتخبنا الى النهائيات كان حتميا قياسا الى المستوى الكبير للاعبي منتخبنا والذي يفوق مستويات لاعبي عمان وسورية وسنغافورة ومسألة التأهل كانت مسألة وقت ليس اكثر.

وعليه فان ما حققه منتخبنا في التصفيات لم يكن مفاجئا على الاطلاق بل ان تخلفه عن المنتخب العماني بنقطتين ومعاناته في التأهل هي المفاجأة التي لا بد من دراستها جيدا حتى نتلافاها في المستقبل من خلال العمل المنظم والجاد الذي يرفع من سقف طموحنا الى طموح المنافسة على اللقب الاسيوي.

منتخبنا لم يعد مجرد رقما في القارة الاسيوية بل اصبح رقما صعبا ولاعبا اساسيا في كل البطولات التي يشارك فيها وهذا ما لمسناه منذ المشاركة الاولى للمنتخب في اسيا 2004 بقيادة المرحوم الكابتن محمود الجوهري وفي اسيا 2010 بقيادة الكابتن عدنان حمد ففي الصين وقطر اثبتت الكرة الاردنية انها تعيش ازهى ايامها وتمتلك نخبة من اللاعبين الشباب القادرين على كسب التحدي الاسيوي.

في ظل هذا الواقع الذي يؤكد ان سمو الامير علي بن الحسين واسرة اتحاد كرة القدم تسير في الطريق الصحيح في تطوير الكرة الاردنية لكن لا بد من اخذ بعض الملاحظات في عين الاعتبار عند بدء التقييم عقب اللقاء الاخير لمنتخبنا امام سورية في اذار المقبل.

العميد عنيد

لا يختلف اثنان على ان المدير الفني لمنتخبنا الوطني الكابتن حسام حسن لاعب عظيم , قاد الكرة المصرية الى اعظم الانجازات قاريا وعالميا, لكن هناك اختلاف كبير وانتقاد واسع لطريقته في العمل كمدرب سواء اثناء عمله مع منتخبنا الوطني او قبلها مع الاندية المصرية.

لا بد للكابتن حسام ان يتخلى عن عناده وعن كبرياءه في التعامل مع اللاعبين لا سيما النجوم ولا بد له ان يعي تماما انه من خلال عمله مع منتخبنا الوطني قد يصنع انجازات كبيرة تغني مسيرته التدريبية المتواضعة.

نحن مع ان يأخذ حسام حسن فرصته كاملة في العمل كمدرب لمنتخبنا لكننا ندعوه الى تغيير استراتيجية تعامله مع اللاعبين والاعلام الرياضي في بلدنا ونذكره ان بامكانه اليوم التغني ببلوغ نهائي بطولة غرب اسيا وبلوغ الدور العالمي من تصفيات كأس العالم والتأهل الى كأس اسيا التي اغنت سجله الخالي من الانجازات.

كما قلنا حسام حسن اسم كبير كلاعب لكن سجله كمدرب كان خاليا من الانجازات حتى عمل مع منتخبنا ولا بد له ان يستثمر الاجواء والظروف المثالية في منتخبنا حتى يسطر انجازات تؤكد جدارته في تبوأ منصب المدير الفني لأكثر المنتخبات الاسيوية تطورا, فالامير علي حريص كل الحصر على عدم التدخل لا من قريب او بعيد في شؤون المنتخب واتحاد الكرة يعمل باحتراف لتأمين كل متطلبات النجاح للجهاز الفني , وهذا بالطبع لم يكن يتوفر لحسن وجهازه الفني في الفرق التي عمل معها سابقا.

لا بد للكابتن حسام ان يغير استراتيجيته في التعامل مع اللاعبين سيما النجوم الذين حملوا راية المنتخب وحفروا في الصخر من اجل النهوض بالكرة الاردنية, فمن غير المعقول ان تسود اجواء المنتخب من حين لاخر مشاحنات بينه وبين اكبر نجوم المنتخب ولا بد للاستقرار ان يكون مثاليا حتى تكتمل صورة الانجاز.

اضافة الى ما ذكرنا فلا بد للكابتن حسن والجهاز الفني المعاون له التواجد في عمان اثناء مباريات الدوري للتعرف عن قرب وعلى ارض الواقع على مستوى اللاعبين وليس عبر التلفزيون والمشاهدة عن بعد فالمنتخبات الوطنية لا يمكن ادارتها بالريموت كونترول بل من الميدان كما كان يفعل الكابتن محمود الجوهري ومن بعده الكابتن عدنان حمد.

كما ان عملية الاحلال والتبديل رغم ضروريتها بين فترة واخرى الا ان منتخبنا لا يحتاجها في الوقت الحالي الا في الضرورة القصوى باعتبار ان لاعبي منتخبنا في معظمهم شباب وفي عز عطائهم واكتسبوا خبرة كبيرة في سن صغيرة وباتوا من افضل نجوم القارة الاسيوية, وكما نعلم فان عملية الاحلال والتبديل تلجأ اليها الفرق الكبيرة والمستقرة عند اصابة لاعب لا بديل له في صفوف المنتخب.

من هنا نود ان نوضح للكابتن حسام ان جمهورنا الكروي مثقف الى ابعد الحدودو ويدرك الغث من السمين ويدرك جيدا صواب قرارات الجهاز الفني من خطئها ومن منطق حبه لمنتخبنا وايمانه بأن هذا المنتخب يستحق ان يتوج مسيرته خلال سنوات الخير الاخيرة للكرة الاردنية في تحقيق انجاز اسيوي كبير.