المجالي: وراء الأكمة ما وراءها


جراسا -

 خاص - قال النائب عبد الهادي المجالي في كلمته خلال جلسة النواب التي عقدت الأحد لمناقشة مشروع كيري إن الأردن وفلسطين في مواجهة تهديد وجودي، مشيراً الى أن مفاوضات السلام تجري بسرية تامة ولا أحد يعلم حقيقة مشروع كيري ومخططات أميركا واسرائيل.

وأضاف المجالي بأن أميركا واسرائيل مصممتان على تنفيذ مشاريعهما ومخططاتهما في المنطقة، دون مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني أو مراعاة الأردن.

واليكم نص كلمة النائب عبدالهادي المجالي:-

"نقفُ اليوم، في جلستِنا هذه، عندَ موقفٍ مفصليٍّ حساسٍ وخطر، لا يحتملُ المزاودةَ والصمتَ المفضي إلى الضياع، ومن يقول غيرَ ذلك، لا يقرأُ التطوراتِ والمآلات، ولا يمعنُ النظرَ في عناوينِ وتفاصيلِ ما يُتحدثُ عنه صراحةً أحيانا، وتلميحاً أحيانا أخرى، عرابُ السلام، وزيرُ خارجيةِ أميركا المنحازةِ دوماً وأبداً للصهيونيةِ وخططِها.

نقفُ اليوم، في ذهول، عند الغموضِ الذي يحيطُ عمليةَ السلام، ونسألْ: أهوَ غموضٌ مقصود؟ أم نتيجةُ الغيابِ عن التفاصيلِ بانتظارِ أمرِ التنفيذ..؟ غموضٌ يحيطُ ما يصرحُ به الإخوةُ في السلطةِ الوطنيةِ الفلسطينية، ويحيطُ ما تصرّحُ بهِ حكومتُنا المهتزّةُ المهزوزة.. ونسألْ: هل هناكَ قنواتُ مفاوضاتٍ سريةٍ موازيةٍ لتلكَ العلنية..؟ نسألُ ونحن نحسِبُ أنَّ وراءَ الأكمةِ أشياءٌ وأشياء.

فأميركا وإسرائيلُ تصممانِ خطتَهُما لفرضِ الحدودِ التي تريدانِها، وتريدانِ فرضَ الاعترافِ بـ"يهوديةِ الدولة"، ونعلمُ جميعاٌ الأبعادَ الخطرةَ لهذا الاعترافِ وتداعياتهِ الآنيةِ والآجلة، وتريدانِ توطيناً لمن لجأَ ونزح، وترتيباتٍ استيطانيةٍ وأمنيّةٍ تنتقصُ من سيادةِ الدولةِ المفترضة.

واشنطن تريدُ حلاً للصراع- جوهرِ صراعاتِ المنطقة- وترى في ضعفِ الأمةِ الماثلِ للعيانِ وانقسامِها وتشرذُمِها وضياعِها فرصَتَها السانحةَ للانقضاضِ على الحقوقِ بفرضِ رؤيةٍ أحادية.

هنا، أقولُ قولاً واحدا، أننا في مواجهةِ تهديدٍ وجوديٍّ لفسلطينِنا وأردنِّنا، يضعُنا جميعاً أمام مسؤولياتٍ تاريخية، والتاريخُ لا يرحم، والمسؤوليةُ التاريخيةُ على الفلسطينيِّ والأردنيِّ والعربي، ألا نُفرِّطَ بالحقوقِ أو نقبلَ حلولاً مجزوءةً تنتقصُ من حقوقٍ حددتْها الشِّرعةُ الدوليةُ وقراراتُها على رُغمِ ما فيها من ظلمٍ وإجحاف.

والمسؤوليةُ أن نكونَ عوناً لأهلِ فلسطين، ندعمهُمْ ولا نفرضُ عليهِمُ القبولَ بما لا يُقبل.. أو نجبرُهُم على التفريطِ بحدودِ 1967، والحقّينِ معاً (العودةُ والتعويض)، والقدسُ نريدُها عاصمةً لدولةٍ كاملةِ السيادةِ على أمنِها وحدودِها ومياهِها..

الزميلات والزملاء..

لا نعلم، على وجهِ الدقة، في أيِّ الزوايا تقبعُ الحقيقةُ بسببِ غيابِ الشفافيةِ والمكاشفة، ونخشى من النوايا غيرِ الوطنية.. وبِتنا نتابعُ شأنَنا، في الأردنِّ وفلسطين، ونقرأُ ما يدورُ بشأنِنا من وسائلِ إعلامٍ أميركيةٍ وإسرائيلية، تدسُّ السمَّ وتحرِّفُ وتؤلِّف، تسرِّبُ لجسِّ النبضِ وهزِّ البدن، وللأسف، ليس بينَنا من يفنِّدُها ويحفِّزُ الاطمئنانَ فينا وينتزعُ القلقَ والخشيةَ من ثنايانا.

نقفُ حيارى، قلقُنا على فلسطينَ لا يوازيهِ إلاّ قلقُنا على الأردن، قلقٌ يتضاعفُ يوماً بيوم، ونخشى أنَّ القادمَ أسوأ، يستجلبُ الأخطارَ ويفرضُ التحديات.

وأقول، بأسف، جبهتُنا الداخليةُ ليست على مايرام، فلا هيَ بالتماسكِ والصلابةِ التي تمكِّـنُنا من النفاذِ والإفلاتِ من دائرةِ الأخطار، لا اجتماعياً ولا سياسياً ولا اقتصاديا.. ونشعرُ أنَّ الأمورَ تائهةٌ مُتوِّهة، بلا سِياق.

وأعلمُ يقيناً أنَّ هذا القول، لن يُعجبَ البعض، وقد يستفِزَّه، لكننا أمامَ لحظةٍ تاريخيةٍ فارقةٍ لا تقبلُ أنصافَ الآراءِ ولا أنصافَ المواقف، بل الرأيَ كاملاً صادقاً صريحا، والمواقفَ كاملةً بلا تشوهاتٍ أو اختلالات.. وكما قلتُ من قبل، التاريخُ لا يرحمُ وليسَ مِنا من يقبلُ على نفسِهِ أن يصوغَهُ التاريخُ بين دفتيه، مفرطاً بفلسطينَ والأردن.

ولأنَّ الوقت، وقتُ الصراحة، وتثبيتِ المواقف، أجِدُنا اليومَ أكثرَ يقيناً أنَّ حكومَتَنا هذهِ من الضعفِ وانعدامِ الإمكاناتِ بما لا يجعَلُها قادرةً على التعامُلِ مع الاستحقاقاتِ وتحدياتٍ تفرضُها "خطةُ كيري" الغامضة.

حكومةٌ باتت عبئاً لا عونا.. متذاكية، متباكية.. يجبُ أن ترحلَ لتحُلَّ محلَّها حكومةُ إنقاذٍ وطني، أو سمُّوها ما شئتُم، لكن نريدُها حكومةً وطنيةً قادرةً ومقتدرة، تقومُ بما يمليهِ عليها الوطنُ ومصالحُه.

لنتفقْ جميعا، أنَّ أولويَّـتَـنا أن تُقامَ الدولةُ الفلسطينيةُ على الترابِ الوطنيِّ الفلسطيني، دولةً كاملةَ السيادةِ بكاملِ الحقوق.. تتحمَّلُ الأمتانِ العربيةُ والإسلاميةُ حيالَها المسؤوليات، لا أن تُلقي أحمالَها على هذهِ الدولةِ أو تلك.

الحذرَ الحذرَ.. مِنْ ضياعِ الحقوقِ والأوطان".

والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه



تعليقات القراء

قبل الحدي عن كيري عليكم بعدم الهروب من سيل الاسئلة القادمة من كل الشعب -- ويكيليكس
مع قرار الحكومة بتوزيع دونم لكل من يحمل رقم وطني على مواطني معان - طبعا انا مابنتقد هذي المكرمة العظيمة من الملك لكن المشكلة هذي ستظهر مشاكلها بعد شوي واهم هذي المشاكل 1- ضغط رهيب وكبير في شغل المؤسسات والدوائر الحكومية الاراضي والري- ااحوال المدنية - الزراعة - الضمان - الاشغال --- الخ فانت تتحدث عن مدينة كبيرة وعدد سكان كبير من معان الله يحفظهم وبالتالي هذا الخبر رغم افتخار الاردنين بمكرمات مليكهم به لاا انه يعتبر جوهره كابوس للنسور لان معه ستبدأ مشاكل كبيرة 2- ستبدأ المحافظات الاخرى السلط - عمان - الكرك - الطفيلة ---الخ كل مواطن اردني سيسال لماذا وهل فلان احسن من فلان مع خشية تزوير هويات وغيرها من المشاكل ثم كيف ستواجه الحكومة كابوس الضغط والشكاوى واين سيصبح حال الموظفين الذين سيطالبون بعلاوات اكبر تبعا لحجم العمل الجديد--- يمكن للحكومة ان تخصص في كل شهر تخصيص دونم ارض كل شهر لمحافظة او كل ثلاث اشهر لمحافظة لان الصراعات والمطالبات بالمعاملة بالمل قادم لامحالة - كما ان الحكومة مطالبة بان ترد على سيل استفسارات المواطنين القادمة ومطالبة حكومة النسور التي تدعي العدل والحيادية ان توضح للناس هل الاثرياء بمعان هم ايضا سيحصلون على دونم ارض وهل هم بحاجة اليه الا يتناقض هذا مع وعود الحكومة بان تكون الاشياء مرتبطة بالدخل وهل "لم "تبرعات لمهرجان جرش مثلا اولى من جمع هذه التبرعات للزعتري وللاهداف الخيرية ؟؟؟استعد ياعبدالله النسور لسيل الاسئلة وسيل المشاكل وعليك ان تكون بحجم الموقف الذي وضعت فيه نفسك امام الشعب رغم انفه وشكرا
02-02-2014 06:42 PM
أبوموسى الممعن
كلام يستحق الستماع إليه والتفكير به
02-02-2014 06:54 PM
ابو شاكوش الحقيقي
........
رد من المحرر:
نعتذر.....
02-02-2014 06:58 PM
بياع كلام;;
المزايدون كثر وخاصة من اصحاب. المصالح الشخصيه وهم يستخرمون الوطنيه مطية لهم;;
02-02-2014 07:15 PM
مبارك
مبارك لمن حظي بدونم ارض مجاناً وعقبال عندنا أهل عمان قريباً.........مبروك والف مبروك بس ان شاء الله يتم استثمارهم وعدم التفريط بهم وبيعهم
02-02-2014 07:15 PM
معاني وافتخر
الى رقم 1 الم مصاري لزعتري ليش ياحبيبي هو احنا.... فقراء لاردن اهم......لم لاردنيين يشبعو الخبز بعدين بنفكر بغيرنا......
02-02-2014 07:30 PM
يسمين العلي
يعمي رجعو رئيس وزراة او رئيس برلمان الزلمة .......
02-02-2014 07:33 PM
نهاية رجل شجاع
..........
رد من المحرر:
نعتذر
02-02-2014 10:45 PM
زياد القراله
في هذه الضروف الصعبه والدقيقه نحتاج الى حكومة انقاض وطني تضع مصالح العباد والبلاد في المقدمه لا حكومة كسب الوقت للبقاء عبء على صدور الاردنيين
03-02-2014 10:04 AM
الى الباشا الاكرم
يا عطوفة الياشا الاكرم تعلم ونعلم بان الصهيونية عندما وضعت اهدافها وخطتها في مؤتمر بال وضعتها امام الجميع وبدأت بتنفيذها وما زالت فهم يعرفون ما يريدون ويسعون لذلك ونحن ما زلنا نميز بين الاخ والاخ والاخ والاخت والابيض والاسود فالامور واضحة عين الشمس سواء اجريت مفاوضات او لم تجري ما يريدونة ونحن هكذا سيفعلونة والله الساتر
03-02-2014 10:55 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات