لكن دماج لا بواكي لها


قتل حمزة فبكت النساء قتلاها لكن حمزة لم يجد أحداً ليبكي عليه فقال عليه الصلاة والسلام : (لكن حمزة لا بواكي له ) إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يأس لحمزة أن لا يجد نائحة تنوح عليه فقد حرم النياحة لكن المعنى أين هم من يهمون لشأنه ويحزنون لفقده ، أين هي قضية دماج على المستوى الدولي وفي المجتمع العالمي، أم أين هي حقوق الإنسان المزعومة في مجتمع دولي يتشدق بالإنسانية في كل حين ، وفوق هذا كله أين هم أنصار قضية دماج على مستوى العالم الإسلامي ودوله خصوصاً أهل السنة منهم ، فها هم أبناء دماج يهجّرون في عصر التطور والحقوق الإنسانية مخلفين ورائهم ذكريات الماضي المليئة بالعطاء وترانيم التلاوة ومدارسات العلم وحفظ المتون الشرعية وفهمها ، والتي كانوا يبذلون لها أكفاً نديةً ونفوساً زكيةً تتذل لطلاب العلم من أنحاء المعمورة لتصير اليوم بلا داع أو مجيب كأن لم تكن منارة علم وصرح حكمة ، لكن هذه الحادثة الأليمة لا بد أن تعلّم أبناء السنة وأبناء الدعوة السلفية خاصةً دروساً لمستقبل الأيام ، تجعلها أقوى في مهاجمة الأعداء وأصلب عوداً وأقدر على البقاء ومن هذه الدروس :

1-العلم سبيل الرفعة ،وما نقم الأمركيون من أهل دماج إلا حرصهم على العلم وتمسكهم به،لكن مع هذا فلا بد للعلم من قوة تحميه وتحمي أهله ، لقد اعتنى الحوثيون بأسباب القوة المادية طوال الفترات السابقة مما جعل لهم كلمة الفصل واستطاعوا اجتثاث السنة من قريتهم مع ضلالهم وجهلهم، ولا أعني بالقوة قوة السلاح فقط بل القوة الإعلامية ، وقوة التواصل مع الناس، والقوة في الدعوة إلى الله ، فلماذا مركز دار الحديث بل مراكز دار الحديث في كل مدينة وقرية، فضلاً عن حسن التواصل مع الناس في أنحاء الجمهورية كاملة وبناء علاقات التواصل مع مراكز القوى وغير ذلك.

2-الإيمان بفكرة معينة والصدق لها مع تسخير الطاقات والإمكانات مع تظافر الجهود شيء يفتقده أهل السنة في مقابل الشيعة الروافض ، لقد ظلّت إيران تحاول زرع الحوثيين بنقل الفكر الإثنا عشري وتأثيره في الفكر الزيدي ثم بكل وسائل الإغراء المالي والدعم الحربي ليصير الحوثيون قوة مماثلة لقوة حزب الله في لبنان ، إن أبناء الشيعة الخليج يذهبون بمسمى السياحة للبنان وإيران للتدرب على أنواع السلاح والقتال ثم الرجوع إلى بلادهم مع السعي الحثيث للتوصل لكل مراكز القوة التي تتيح لهم التمكين ولهم دولة حامية ، لحقوقهم مراعية لقضاياهم بلا اعتبار للمسافات والأصول والحدود ، فهلا تعلم أهل السنة من خصومهم مثل هذا الصدق وهلا تبنت ولو دولة واحدة ثرية قضايا أهل السنة بصدق كحال إيران.

3-سياسة التهجير التي استعملها اليهود سياسة إيرانية رافضية بإمتياز فها هو مسلسل التهجير في إيران لأهل السنة وفي العراق وقد بدأ في اليمن لتصير لهم محافظاتهم الخاصة التي تخص بكل أشكال الدعم مع اختيار المواقع الحساسة لهذه المحافظات ليتم إبتلاع البلاد أو تقسيمها على المدى البعيد.

4-لم يقنع أمريكا سلمية دماج على مر تاريخها ، ولم يقنعها اعتزال أهلها السياسة وانشغالها بالعلم ، لتقف من جديد كما هو حالها دائما مرجحةً كِفة الشيعة على أهل السنة ،كل ذلك يكشف زيف العداء بين أمريكا والشيعة ، ويدفع أهل السنة والسلفية لمراجعة أولوياتهم من جديد والبحث عن مصادر القوة لبناء كيانات قوية تفرض نفسها وتقنع الآخرين بها ، إن الصورة القديمة لمركز دار الحديث كان ينبغي أن تتحول منذ زمان بعيد للصورة الرسمية الحديثة كجامعة مرخصة لها فروعها في البلاد فما تذرعت به أمريكا من جلب دار الحديث للطلاب الأجانب لم يكن لها لو كانت جامعة دولية تعترف بها الجامعات والدول ، أعني بهذا المثال أننا لابد أن نحصن أنفسنا بكل القوانين التي تتيح لنا الإعتراف من خصومنا وتغلق عليهم أبواب الفزاعات المتمثلة بالقاعدة أو غيرها.

5-كم هو عظيم شأن الإسلام الذي ذم التطرف ، فكم جرت القاعدة وفكرها من ويلات على الإسلام وأهله فهلّا عرف المسلمون خطر التطرف ، وهلّا عاد أصحاب هذه الأفكار للنظر في ثمار هذا الفكر على بلاد المسلمين وقضاياهم على مر السنوات الفائتة فصدق من قال : من ثمارهم تعرفونهم.

وأخيراً أقول لأهل دماج :كم من محنةٍ صارت منحةً ، اصبروا فإن الصبر سبيل التمكين ، إن تعلم الدروس الممزوجة بدموع المقل ونزيف الدماء وغربة الأوطان تثمر إن شاء الله تعالى أنموذجا فريدا من القدوات ، وتمكن للإخلاص ، وتصرف القلب عن غير الله من الأسباب ، وتنشؤ العمل الجاد كثير الصواب وكما قال سبحانه : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ، إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ) والحمدلله رب العالمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات