أخيراً .. الحل بالباص السريع
في عام 2009 كنت في زيارة لمدينة دبي، وكانوا قد بدأوا التخطيط والعمل لشبكة "المترو"، وبكل صدق كانت محل تندر مني ومن كثير من الأصدقاء.
"مترو" في دبي، من سيستخدمه، وكيف سيتنقل الناس من محطاته الأساسية المحدودة إلى أماكن سكنهم وعملهم في ظل حرارة عالية، وقلنا في ذلك الوقت أنه مشروع للبهرجة ولن يكون عملياً ومجدياً!.
وبعد أربع سنوات وحين اطلعت على النتائج التي حققها "مترو" دبي، وكيف ساهم مع حلول أخرى في معالجة أزمة المرور الخانقة، وكيف استطاعوا وضع شبكة خطوط باصات تنطلق من محطات المترو لتقل الركاب إلى وجهاتهم الداخلية، وهم الآن يخططون لإطلاق "القطار الخفيف" ليصل إلى كل المواقع في دبي، أصبح واجباً علي أن أعتذر لهم لإصدار أحكام مسبقة، وزدت قناعة اليوم أكثر من أي يوم مضى بأن المواصلات العامة هي الحل الوحيد لأزمتنا في عمان، بل وفي كل الأردن.
استرجعت ما حدث مع مترو دبي وأنا أطالع قرار حكومتنا الأردنية بالعودة إلى مشروع الباص السريع بعد أن أوقف لأكثر من عامين، بين اتهامات شعبوية وحكومية بعدم جدوى المشروع، والتشكيك في إمكانية إنجازه، وليس انتهاء بوضع علامات استفهام بالفساد لمنفذي المشروع وعلى رأسهم أمين عمان الأسبق عمر المعاني.
منذ البدء في الحديث عن الباص السريع، وحتى الآن، ولم أغير موقفي بالدفاع عن المشروع وتبنيه حتى لو كان به بعض نقاط الضعف، فحاجتنا إلى شبكة مواصلات عامة تسمو ولها الأولوية على ما عداها، وحين نريد إنجاز خط الباص السريع فنحن لا نخترع العجل، فهذا التوجه جرب في مدن كثيرة بها اكتظاظ أكثر من عمان، وبه تضاريس صعبة، وأكتفي بإعطاء مثالاً واحداً، وهي مدينة اسطنبول.
أكثرية من عارضوا المشروع سواء من الحكومة أو حتى من المواطنين أصبحوا خبراء بهندسة الطرق، وكلهم كانوا يطلقون الفتاوى والأحكام بعدم إمكانية تنفيذ خط الباص السريع عند بعض التقاطعات، فيتصدى أحدهم بالقول .. وكيف سيمر الباص عند تقاطع المدينة الرياضية مثلاً؟!.
حسب علمي فإن الأمانة وضعت تصورات وحلول، وحتى أنها أنجزت فيلماً لمسارات الباص بصورته النهائية، وربما تكون بعض الحلول مكلفة وغير عملية، وقد تحتاج إلى تطوير والمزيد من الدراسات، لكن المعيب كان الحكم بإعدام المشروع، وباغتيال صاحبه، حتى دون قراءة أو تمحيص!.
عادت الحكومة إلى رشدها، وأعلنت عن البدء بتنفيذ المشروع مع تفاصيل عن خط سيره وكيفية مروره، وكنت أتمنى لو لم يوقف المشروع، لكنا قد استخدمناه على الأقل في مواجهة كارثة العاصفة الثلجية التي سجنتنا في بيوتنا لأننا لا نملك مواصلات عامة آمنة تنقذنا من استخدام سياراتنا وسيارات التاكسي.
متحمس للباص السريع ليرى النور، ليس فقط ليحل مشاكل النقل والازدحام المروري، الكابوس المرعب لعمان في السنوات القادمة، بل لأنه يغير أنماط السلوك، ويخلق ثقافة عامة جديدة بين الناس وتواصل مجتمعي أفضل.
وحين نتحدث عن المواصلات العامة في الأردن، فإن الأمل لا يتوقف عند حدود الباص السريع، وإنما نطمح إلى إنجاز شبكة سكك الحديد بين المدن، عمان إلى إربد، عمان إلى العقبة مروراً بمدن الجنوب، عمان ـ الزرقاء المشروع المتعثر منذ سنوات.
صحيح أن هذه المشاريع مكلفة، لكنها الحل لمستقبل الأردن، والحل للتغلب على مشاكل الطاقة والفاتورة النفطية، والحل للمشاكل البيئية، والحل لنزوح الناس إلى عمان لعدم توفر المواصلات، والفرصة مواتية للاستفادة من المنحة الخليجية في تقديم مشروع له الأولوية القصوى، ويمكن ربطه بشبكة سكة حديد عربية مع السعودية ودول الخليج.
حتى ينجح مشروع الباص السريع، على الأمانة أن تتبع أقصى درجات الشفافية في التمويل وفي العطاءات، وأن تقدم للناس المعلومات أولاً بأول، ماذا تفعل، وكيف تتقدم، وما هي الفوائد التي نرجوها من مواصلات عامة آمنة ومريحة ومنتظمة ونظيفة؟.
أتذكر الآن كيف استطاع مشروع المترو في الرباط والدار البيضاء في المغرب تغيير ملامح المدينة، وتغيير الحالة النفسية للناس وسلوكهم.
في عام 2009 كنت في زيارة لمدينة دبي، وكانوا قد بدأوا التخطيط والعمل لشبكة "المترو"، وبكل صدق كانت محل تندر مني ومن كثير من الأصدقاء.
"مترو" في دبي، من سيستخدمه، وكيف سيتنقل الناس من محطاته الأساسية المحدودة إلى أماكن سكنهم وعملهم في ظل حرارة عالية، وقلنا في ذلك الوقت أنه مشروع للبهرجة ولن يكون عملياً ومجدياً!.
وبعد أربع سنوات وحين اطلعت على النتائج التي حققها "مترو" دبي، وكيف ساهم مع حلول أخرى في معالجة أزمة المرور الخانقة، وكيف استطاعوا وضع شبكة خطوط باصات تنطلق من محطات المترو لتقل الركاب إلى وجهاتهم الداخلية، وهم الآن يخططون لإطلاق "القطار الخفيف" ليصل إلى كل المواقع في دبي، أصبح واجباً علي أن أعتذر لهم لإصدار أحكام مسبقة، وزدت قناعة اليوم أكثر من أي يوم مضى بأن المواصلات العامة هي الحل الوحيد لأزمتنا في عمان، بل وفي كل الأردن.
استرجعت ما حدث مع مترو دبي وأنا أطالع قرار حكومتنا الأردنية بالعودة إلى مشروع الباص السريع بعد أن أوقف لأكثر من عامين، بين اتهامات شعبوية وحكومية بعدم جدوى المشروع، والتشكيك في إمكانية إنجازه، وليس انتهاء بوضع علامات استفهام بالفساد لمنفذي المشروع وعلى رأسهم أمين عمان الأسبق عمر المعاني.
منذ البدء في الحديث عن الباص السريع، وحتى الآن، ولم أغير موقفي بالدفاع عن المشروع وتبنيه حتى لو كان به بعض نقاط الضعف، فحاجتنا إلى شبكة مواصلات عامة تسمو ولها الأولوية على ما عداها، وحين نريد إنجاز خط الباص السريع فنحن لا نخترع العجل، فهذا التوجه جرب في مدن كثيرة بها اكتظاظ أكثر من عمان، وبه تضاريس صعبة، وأكتفي بإعطاء مثالاً واحداً، وهي مدينة اسطنبول.
أكثرية من عارضوا المشروع سواء من الحكومة أو حتى من المواطنين أصبحوا خبراء بهندسة الطرق، وكلهم كانوا يطلقون الفتاوى والأحكام بعدم إمكانية تنفيذ خط الباص السريع عند بعض التقاطعات، فيتصدى أحدهم بالقول .. وكيف سيمر الباص عند تقاطع المدينة الرياضية مثلاً؟!.
حسب علمي فإن الأمانة وضعت تصورات وحلول، وحتى أنها أنجزت فيلماً لمسارات الباص بصورته النهائية، وربما تكون بعض الحلول مكلفة وغير عملية، وقد تحتاج إلى تطوير والمزيد من الدراسات، لكن المعيب كان الحكم بإعدام المشروع، وباغتيال صاحبه، حتى دون قراءة أو تمحيص!.
عادت الحكومة إلى رشدها، وأعلنت عن البدء بتنفيذ المشروع مع تفاصيل عن خط سيره وكيفية مروره، وكنت أتمنى لو لم يوقف المشروع، لكنا قد استخدمناه على الأقل في مواجهة كارثة العاصفة الثلجية التي سجنتنا في بيوتنا لأننا لا نملك مواصلات عامة آمنة تنقذنا من استخدام سياراتنا وسيارات التاكسي.
متحمس للباص السريع ليرى النور، ليس فقط ليحل مشاكل النقل والازدحام المروري، الكابوس المرعب لعمان في السنوات القادمة، بل لأنه يغير أنماط السلوك، ويخلق ثقافة عامة جديدة بين الناس وتواصل مجتمعي أفضل.
وحين نتحدث عن المواصلات العامة في الأردن، فإن الأمل لا يتوقف عند حدود الباص السريع، وإنما نطمح إلى إنجاز شبكة سكك الحديد بين المدن، عمان إلى إربد، عمان إلى العقبة مروراً بمدن الجنوب، عمان ـ الزرقاء المشروع المتعثر منذ سنوات.
صحيح أن هذه المشاريع مكلفة، لكنها الحل لمستقبل الأردن، والحل للتغلب على مشاكل الطاقة والفاتورة النفطية، والحل للمشاكل البيئية، والحل لنزوح الناس إلى عمان لعدم توفر المواصلات، والفرصة مواتية للاستفادة من المنحة الخليجية في تقديم مشروع له الأولوية القصوى، ويمكن ربطه بشبكة سكة حديد عربية مع السعودية ودول الخليج.
حتى ينجح مشروع الباص السريع، على الأمانة أن تتبع أقصى درجات الشفافية في التمويل وفي العطاءات، وأن تقدم للناس المعلومات أولاً بأول، ماذا تفعل، وكيف تتقدم، وما هي الفوائد التي نرجوها من مواصلات عامة آمنة ومريحة ومنتظمة ونظيفة؟.
أتذكر الآن كيف استطاع مشروع المترو في الرباط والدار البيضاء في المغرب تغيير ملامح المدينة، وتغيير الحالة النفسية للناس وسلوكهم.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |