لهذه الأسباب نرفض فكرة "عاملة وطن" .. !


لعلي من أكثر الناس حماساً لتشجيع عمل المرأة، ورفع نسبة مشاركتها في سوق العمل، وبالتالي رفع معدل مشاركتها الاقتصادية في المملكة، لقناعتي بأن لا تنمية حقيقية ما دام استثمارنا بتعليم المرأة وتدريبها وتأهيلها للعمل يذهب معظمه أدراج الرياح، وما دام أكثر من ثلاثة أرباع النساء متعطّلات عن العمل إمّا بإرادتهن وإما لضعف مؤسسات الدولة في القطاعين العام والخاص عن توفير فرص عمل مناسبة لهن.

ومع ذلك، أعتقد أن التفكير بفتح مهنة "عامل وطن" أمام الإناث ليس قراراً حصيفاً ولا حكيماً، وذلك لعدة أسباب، أوجزها في الآتي:

1) مهنة عامل وطن تعد من أصعب المهن وأقساها على الإنسان، من ناحية الجهد البدني الذي تحتاجه، وهو ما لا يستطيعه إلاّ الرجال، نظراً لتكوينهم الفسيولوجي الأقوى، وهي مهنة لا تقوى عليها المرأة مهما حاولنا أن نجد من الأعذار والمسوّغات..

2) إن هذه المهنة تحتاج إلى عمل في الشوارع والطرقات والحارات والأزقّة، أي في أكثر الأمكنة عموميّةً، وهو ما لا يتناسب قط مع طبيعة المرأة وقدراتها، وحشمتها ووقارها وأنوثتها، أما الرجل فلا يهمّه إنْ عمِل في مثل هذه المواقع، ولن يكون محلاً لانتقاد من أحد..

3) إن عمل المرأة في مهنة عامل وطن، يُعدّ، من وجهة نظري، امتهان للمرأة ولمكانتها ودورها الأسري، ولا علاقة لهذا الموضوع بما يُسمّى بثقافة العيب، فليس العيب في المهنة بحدّ ذاتها، ولكن العيب في أنّ هذه المهنة تتعارض مع القيمة الاجتماعية للمرأة، وتُضعف من وضعها ومكانتها في المجتمع.

4) لأن هذه المهنة تنطوي على مخاطر عديدة، وغالباً ما يكون العاملون فيها معرّضون للإصابة بأمراض وأوبئة، فإذا عملت المرأة في هذه المهنة، فهي لا تُعر ّض حياتها للخطر فحسب، بل قد تُعرّض حياة غيرها للخطر إذا كانت حاملاً مثلاً، فما ذنب جنينها أن تتعرض حياته للخطر في هذه الحالة..!؟

5) إن هذه المهنة تتطلب البقاء لأوقات طويلة في الطرقات والشوارع، مما يُعرّض الإنسان العامل فيها لظروف جوية صعبة من الحر أو القر، وهو ما يصعب على المرأة تحمّله، إضافة إلى ما قد تتعرّض له العاملة في هذه المهنة من مضايقات وتحرّشات، قد تكون خطيرة ومؤذية..!!

قد يقول البعض، إن فتح باب هذه المهنة أمام الإناث، لن يكون على مصراعيه، بل يمكن أن يكون يقتصر الأماكن المغلقة في باديء الأمر، فما هي هذه الأماكن المغلقة، وكيف ستعمل المرأة فيها، وهل من شوارع أو طرقات مغلقة تستطيع المرأة أن تجمع منها القمامة دون أن يراها أحد..!!؟
أخيراً، أقول بأن تحفيز المرأة وتشجيعها على العمل أمر في منتهى الأهمية، لأن نسبة إعالة المرأة في الأردن تصل إلى 85% وهي نسبة عالية جداً وخطيرة، وعلى مخططي سياساتنا الاقتصادية والاجتماعية التفكير بجدية وعلمية لخفض هذه النسبة لأثرها المباشر على زيادة رقعة الفقر في المجتمع، ولكن بأساليب ووسائل تجذب المرأة لسوق العمل، وعبر ضمانات ملائمة لتوفير الأمان والاستقرار الوظيفي لها، ومن ذلك توفير بيئة عمل لائقة بالمرأة تتناسب مع طبيعتها الأنثوية، وليست بيئة "عامل وطن" قط ملائمة ولائقة لعمل المرأة، لهذا أقول وربما يتفق معي كثيرون ويقولون مثلي: لا لـ "عاملة وطن"..!!



تعليقات القراء

وين صار قانون الضمان يا جماعة
ياجماعه مافي حدى عندكم يسأل عن قانون الضمان وين صار كل القوانين بتصدر بسرعه الا هذا القانون كل ما انحلت عقده منه بطلع 50 عقده بعدها , اي منشان الله بكفي أعصابنا انحرقت , هل يتم تطبيقه من بداية السنه الجديده 1/1 ان شاء الله
28-12-2013 11:53 PM
ابن عباد
منذ متى اصبح في ثقافتنا وديننا عمل المرأة شيئ اساسي كما لو كانت رجل وكما لو كان يقع على عاتقها الانفاق على الاسرة وتحمل مسؤوليات وواجبات كما الرجل وهل التعليم والشهادات تعني بالضرورة الوظيفة والعمل للمرأة بإستثناء المهن المتصلة بالتعليم والصحة اعتقد ان النساء اصبحن كلهن او معظمهن ملعونات لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء) صدق الرسول الكريم ؟؟؟
29-12-2013 09:36 AM
غوري
السلام عليكم
ذهبنا الى بعض الدول الافريقيه واللاتينيه من اصول افريقيه رأينا النساء في الشوارعيعملن بمهنة النظافه -والمهنه بحد ذاتها ليست عيبا ولكن عندما يوضع بها من لاتليق به تكوينيا وبدنبا وانسانيا تصبح عيبا- المهم رأينا النساء هناك يعملن بها فريثينا لحالهن وحمدنا الله اننا نكرم نسائنا وبناتنا وامهاتنا واخواتنا ان يمكن بمثل هذه الحال لكن حكوامتنا العتيده ومفكرو البلد المقلدون للاخر بغير عقل وكأنهم يستكثرون على بنات هذا البلد الكرامه التي هي من اصول ثقافتنا العربيه والدينيه مسلمين وغير مسلمين فتارة يخففون القيود على العمل بالنوادي وتارها يشجعون المراه على العمل في الظائف غير الناسبه لطبيعتا ولصورتها الرقيقه الزاهيه فالله الله في نساء الوطن ايها المسؤلون ورفقا بالقوارير فما اهانهن الالئيم
29-12-2013 04:34 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات