اسرائيل تسعى ليهودية الدولة


برغم المفاوضات الحالية ما بين الفلسطينين والاسرائيليين الا ان الاسرائيلين سيصرون على ممارسة الضغوط على الفلسطينين من اجل انتزاع اعتراف بيهودية الدولة وهذا الشرط شرط لا غنى عنة لدى المفاوض الاسرائيلي وهو يصر ان ذلك هو مفتاح حل الصراع.

اليهود يعتبرون يهودية الدولة حق لهم لانشاء وطنهم في فلسطين وذلك للحفاظ على هويتهم الوطنية اليهودية للدولة ومن اجل توفير الملاذ الامن لليهود من شتى اصقاع الارض لضمان بقائهم على قيد الحياة .

اليهود منذ الآلاف السنين يشعرون بعقدة الاضطهاد والتمييز والطرد، وبلغت ذروتها في دعاية المحرقة النازية ، ولذلك ان الغالبية العظمى من اليهود في إسرائيل وخارجها تطالب بيهودية الدولة من اجل البقاء على قيد الحياة.

اسرائيل تدرك انها لا تستطيع ان تكون دولة ديمقراطية لانها اذا اختارت الديمقراطية ، فإن إسرائيل كدولة يهودية سوف تزول من الوجود.

فالخطر الديموغرافي يهدد الاسرائيلين اذا استمر بهذا التسارع لصالح الفلسطينين ، ويصبح اليهود اقلية في ارض فلسطين التاريخية ، فمعدل الخصوبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة (1948) مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة في الجانب الإسرائيلي، ويعود ارتفاع مستويات الخصوبة إلى الزواج المبكر خاصة للإناث، والرغبة في الإنجاب، بالإضافة إلى العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني. وتمثل الزيادة الطبيعية عاملا مهما في النمو السكاني الفلسطيني فالتهديد الديموغرافي لدى الاسرائيلين مشكلة .

واسرائيل تدرك ان هناك عدد هائل من الإسرائيليين الذين هاجروا من إسرائيل. حيث تشير الإحصاءات إلى أن ما يصل إلى مليون إسرائيلي (13 في المئة من السكان) يعيشون في الخارج، وعدد قليل منهم يخطط للعودة الى اسرائيل لأنهم يبحثون عن فرص عمل أفضل، والبعض الآخر سئموا من استمرار الصراع مع الفلسطينيين. كثير من لديهم مخاوف بشأن الأمن، والبعض الآخر يعترف صراحة أنهم يريدون حماية أبنائهم من الخدمة العسكرية الإلزامية.

ان الهجرة إلى إسرائيل اصبحت ضئيلة ، وحيث ان اكبر خزان من اليهود موجود في الولايات المتحدة الامريكية وتليها اوروبا ، ونظرا لاستمرار الصراع مع الفلسطينيين وخيبة الأمل المتزايدة من الشبان اليهود الأمريكيين والأوروبيين من الاحتلال الإسرائيلي، حيث ان احتمالات تدفق هائل من الوافدين الجدد من هذين المراكز اليهودية الكبرى آخذة في التناقص.

ان إصرار نتنياهو على أن إسرائيل دولة الشعب اليهودي ، أو وطن الشعب اليهودي يكشف أن الاعتراف بيهودية " دولة إسرائيل" ليس مجرد اعتراف بهويتها اليهودية،وإنما يمس الأرض نفسها، بمعنى أنها حق للشعب اليهودي وملك له ، لا ينازعه في ذلك الفلسطينيون والعرب والمسلمون.

وبهذا تصبح ارض إسرائيل إلغاء لفلسطين ولأرض فلسطين ولحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية.

إن منح يهودية إسرائيل لة أبعاداً قانونية وسياسية واعترافاً فلسطينياً وعربياً سيقضم كل الحقوق الفلسطينية والعربية بما في ذلك حق العودة وتقرير المصير، وهي حقوق بقيت مضمونة حتى الساعة بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، فعلى المفاوض الفلسطيني ان يدرك خطورة ما يسمى بدولة يهودية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات