الحراك والثلج


اعتقد جازماً، ان نقد الذات، واجب في هذه المرحلة، وإن لم نفعل، فأن المصائب ستتوالى، بل ستتسع وتكبر، ما تجعل الجميع يقف متفرجا، وهو يضع يده على خده، مرددا في نفسه بشي من الخجل "ولات حين مناص" !

لا شك الحكومة قصرت باتجاه المواطنين، وصمت اذنيها عن سماع استغاثاتهم، ما تطلب تدخل الملك مباشرة، زكانه يوصل رسالة مباشرة الحكومة واجهزتها، تدلل ضمنيا على فشلهم في إدارة الازمة.

مع أن الاصل ان لا يتدخل الملك بكل شاردة وواردة، فهذه الامور على عظمتها الا انها تدخل في اختصاص الحكومة واجهزتها.

وحتى تكتمل صورة الدولة التي تفتقد الى روح العمل الشعبي التكافلي، فانني هنا انتقد من وقف ساكنا، دون حراك، وفضل توجيه الانتقاد تلو الانتقاد للحكومة بسبب تقصيرها، مع انه كان يمتلك من الادوات ما قد تساهم في التخفيف على المواطنينن، بل وتدعم وتكمل عمل الاجهزة.

لنضرب مثالا واحداً، كنا نتمنى ان نراه مشاركا فيما حدث ويحدث، لا متفرجا، متحركاً لا ساكناً، لكنه للاسف أثر على نفسه الصمت، وكأن الأمر لا يعينه، لا من قريب، ولا من بعيد.

كنا نتمنى خلال العاصفة الثلجية وما بعدها - من قلب ورب كما يقال - رؤية الحراك الاردني وقد "شمر " على ساعديه، وتوجه صوب دعم المواطنين، من خلال تشكيل لجان لمساعدة، خصوصا في القرى الارنية فالشباب يعرفون مداخلها وتضاريسها اكثر من اجهزة الدولة وقادرين على ايصال المساعدات مهما كانت اليهم، حتى دون الاستعانة بالاجهزة. وبهذا يدعم الشباب عمل الاجهزة.

فالذي يقدر على طباعة الالف البوسترات ومئات الالفتات خلال المظاهرات مثلاً، قادر على ايصال كيلو خبز او جرة غاز الى عائلة تقطعت بها السبل.

من يستطيع استئجار الكراسي والخيم لعقد المهرجانات، حتما هو قادر على توفير الوقود للاسر المحتاجه، في مثل هذه الظروف الطارئه والاستثنائية.

لكن الحراك الشعبي - غالبيته - اعتمد التفكير بصورة انانية، وأثر على نفسه القبول بموقف المتفرج، غير مكترث بما ألت الية الامور، وكأن أجهزة الدولة عدوة له.

هنا لابد من القول : إن انكفاء الحراك الشعبي او ما تبقى منه بهذه الصورة وقبوله بدوه الذي رسم له خارج اطار اهتمام الناس المباشر، وتفضيله لغة الشعارات والمظاهرات والمناكفات فقط، دون الذهاب بعيدا باتجاه التواصل مع المواطنين اينما كانوا ومهما كانت رتبهم وصفاتهم، اسقطهم في شر اعمالهم، كما اسقط ورقة التوت التي كنا نتامل بها خيرا ً !

حراك تنظيري !

الحراك الاردني متعلم ومثقف حسب علمي ويفكر جيداً، لكن هذه الصفات لا تتحد لتشكل كلاً متكاملاً يقوي حجتهم، بل ان المعرفة والتعليم في كثير من الاحيان تحولت الى من نعمة الى نقمة شرخته وفرقت شبابه، فإن لم ينفع العلم والفكر والثقافة الانسان في هذه الظروف، لدعم اهله واخوانه ووطنه، متى ينفعه ؟.

كنت اتمنى رؤية الحراك في الشارع، اعتقد أن فعله هذا لو تم، لكتسب مزيداً من التعاطف الشعبي معه، لكنه لم يفعل، ولن يفعل بالمدى المنظور.

اخيراً: أرفع القبعة لشباب مخيم سوف في جرش، الذين شكلوا لجانا شعبية من تلقاء انفسهم، لمساعدة الناس داخل المخيم، فهذا يوزع خبزا، وذلك يوزع غازاً، واخر يلبي حاجيات البيوت التي تقطعت بها السبل، كلا حسب مقدرته.



تعليقات القراء

ابومختار
دائما ....مبداع
19-12-2013 11:45 AM
ميسون
اشكرك.. عساهم يقرأون المقال لعلهم يفهمون.
20-12-2013 01:48 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات