الجيش الحر .. حقيقة أم وهم!


تنتشر على الأراضي السورية العديد من القوى المسلحة التي إنخرطت في القتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن تحولت تلك الإنتفاضة أو الثورة من الحراك السلمي الى العسكري، في ظل إنشقاقات عسكرية لقادة وعناصر من قوات النظام السوري والتي رفضت توجيه سلاحها ضد أبناء شعبها، ما حدا بتلك العناصر المنشقة الى تأسيس نواة ما يعرف بالجيش السوري الحر.

الجيش الحر وهو مسمى كان يطلق على أي مجموعة من المنشقين التي تحارب النظام قد نشأ تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقراً له، ولم يكن الجيش الحر في يوم من الأيام ذي تنظيم موحد بل كان يتكون من جماعات مسلحة وألوية وكتائب عدة لا تتبع القيادة المركزية أو تنفذ أوامرها إلا في بعض الأحيان فلم يكن الجيش الحر إلا إسماً على ورق ولا يمت للجيوش النظامية بصلة.

بدوره حاول الائتلاف أن يبقي الجماعات التي تنطوي تحت ما يسمى بالجيش الحر تحت إمرته لإستخدامها كورقة سياسية في أي مفاوضات مع النظام، لكن تلك الجماعات التي رفضت النهج السياسي للائتلاف ما لبثت إلا أن عصت أوامرالقيادة العسكرية للجيش الحر وظهر ذلك جلياً في عدة مواقع ومنها على سبيل المثال معركة القصير في ريف حمص.

وتنقسم القوى العسكرية على الأرض في الوقت الراهن بين عدد من المجموعات وأبرزها، الجبهة الإسلامية التي تضم لواء التوحيد المتواجد بقوى في الشمال السوري، ولواء أحرار الشام وجيش الإسلام المتواجد بشكل رئيسي في مناطق دمشق والغوطة الشرقية وتنضوي الجبهة الاسلامية تحت قيادة زهران علوش وتعد الأكثر إعتدالاً من بين القوى الأخرى والأكثر قوة على الأرض.

وكان عدد من الألوية المنضوية تحت مظلة الجبهة الاسلامية يتبعون في وقت سابق تحت قيادة الجيش الحر.

بالمقابل يشكل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المنشق عن تنظيم القاعدة أكثر التنظيمات تطرفاً ويقوده الملقب بأبي بكر البغدادي ويتكون التنظيم بشكل رئيسي من عناصر غير سورية، كما تسيطر على الأرض جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة بقيادة المسمى أبو محمد الجولاني وأغلب عناصرها من السوريين، ومؤخراً أعلنت عدد من القوى اطلقت على نفسها جبهة ثوار سوريا تنظيماً يضم نحو خمسة عشر لواءاً وتشكيلاً إلا أنها الأسوأ سمعةً من بين المجموعات الإسلامية الموجودة في سوريا بعد تنظيم داعش حيث يتهمها البعض بأنها عبارة عن مجموعة من المرتزقة واللصوص وقاطعي الطرق.

ويبدو أن قيادة الجيش الحر التي يترأسها سليم إدريس تعيش مأزقاً حقيقاً خاصة بعد الهجوم الأخير على مبان تابعة للمجلس العسكري الأعلى التابع للائتلاف في منطقة باب الهوى على الحدود مع تركيا، فيما وردت أنباء عن فرار إدريس قائد هيئة الأركان للجيش الحر الى قطر بعد تلك الأحداث وهو الأمر الذي نفاه الائتلاف فيما بعد!! ازدياد نفوذ الجبهة الإسلامية وغيرها من التنظيمات الإسلامية على حساب كيان الجيش الحر الغير موجود على أرض الواقع وضع الائتلاف في وضع حرج، حيث يبقى النفوذ والسيطرة على الأرض هما ورقة التفاوض الأهم في أي محادثات سياسية مقبلة ويبدو أن الائتلاف يحاول ومن خلال دعواته الأخيرة التهدئة مع الجبهة الإسلامية عن طريق دعوتها بإرسال ممثلين عنها لحضور جنيف اثنين ضمن الوفد المشارك، بالاضافة الى دعوته لإعادة هيكلة كل القوى المحاربة على الأرض تحت كيان الجيش الحر.

وعلى ما يبدو أن الإئتلاف يلفظ أنفاسه الأخيرة ويلهث وراء الحفاظ على وجوده خاصة بعد فشله في الحفاظ على كيان الجيش الحر الذي كان ومنذ ولادته وهم بوهم!! حيث أصبحت الجماعات الإسلامية الأخرى هي المسيطرة على الأرض ولا يملك الائتلاف فيها ناقة أو جمل.



تعليقات القراء

جماعات ارهابيه
...
16-12-2013 01:39 PM
سرحان ابو رحال
شو هالجيش الحر اللي بتدعمه امريكا
17-12-2013 06:05 PM
الحسين
لولا دعم اسرائيل وايران للطاغية لم يلبث اسبوع واحد على ارض سوريا
17-12-2013 11:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات