الرجل والأفعى


لعل قصة الأفعى والرجل التي سوف أرويها لكم اليوم لاتختلف كثيراً عن سابقاتها من قصص أوردتها لكم ،ضمن مقالات وصفت بالمترابطة والمحزنة بنفس الوقت ،خاصة أنها تتحدث عن العرب عبر التاريخ ،بحيث أثرت تلك القصص في القارىء والمتابع، لما يدور حولنا من أحداث وقضايا تدمي القلب ،وتدمع العين ،وتجعل القارىء في حالة من الاستغراب والتشويش، خاصة إذا علم أن هذه القصص التي تقرأ هنا وهناك قصص حقيقية ،وليست مجرد قصص نذكرها لكم من أجل التسلية أو الشهرة ،أو أن يقال: هذا الكاتب أسلوبه جميل ،واستخدم كلمات رائعة ....الخ؛ إن هذا الكلام أكبر وأعظم من تلك المسميات .....وأنا في هذا المجال أقصد هنا قصة اليوم ، وهي قصة حقيقية حدثت معي شخصيا قبل أيام قليلة ومع ذلك العجوز الذي طلب مني عدم ذكر اسمه ،والتي أرغمت أن أقصها عليكم في هذا الوقت بعد أن "وصل السيل الزبى "!!!!

وقصة اليوم التي حدثني بها ذلك الشيخ العجوزالذي اشتاط غضباً ، لمجرد أني قلت له :إن قصتك ذكرتني بما هو أعظم ،وقادتني للحديث إليكم اليوم بنبرة حزينة ،ربما تختلف عن سابقاتها في المدح والذم والأسلوب، أو ربما بسبب ذلك العجوز الذي طلب مني مناداته بالعجوز ،وكأنه يريد نا أن نصل لشيء قد نعرفه من خلال سياق المقالة بعد أن جلست معه ساعات طويلة أرغمته من خلالها على موافقته ،لطرح القصة لكم ،كما أفعل في كل مرة ، لكنه وضع شرطا هذه المرة بألا أذكر اسمه أبداً ....

فقد جاء هذا الموقف عندما علم أن قصته قد استوحت تفكيري وخيالي ،وأنني سوف أرويها لكم نقلاً عنه بمقالة كما أفعل كل مرة ....ومن هنا بدأت القصة عندما اقتربت منه في المزرعة للتعرف على مملكة النحل، وكيفية عملها ،وطبيعة شكلها ،فقد أصابني فضول كبير في كشف حقيقتها....وما أن اقتربت من ذلك حتى غطى النحل رأسي و غطى جميع جسمي فصحت بأعلى صوتي طالباً منه النجدة، لكنه لم يحرك ساكناً ،واكتفى بالنظر إلي بعينيه اللتين كانتا تقدحان شراراً ،وبكلمة منه: لاتخف يا بني ."وإن كانت تلك الكلمات التي قالها، جعلتني أشعرتجاهه بغضبٍ شديدِ ،إلا أنه استدرك وقام بعد فترة قصيرة بإشعال النيران ،وجعلها تحيط بي من كل جانب مكثراً من أدخنتها حولي ،وبقي كذلك حتى ذهب النحل .

ليست هذه القصة فحسب ، بل انسحب ذلك الموقف إلى العجوز الذي عادت به ذاكرته للوراء قبل زهاء 50سنة ، حيث بدأ يقص الكلام وعيناه مغروقتان بالدمع ،يحدق بي ،وكأنه يريد أن يقول لي شيئا مهما ، فجلست بالقرب منه ،وبدأ وكأنه يعيد شريط حياته الى الوراء ،وأنا أتأمل في عينيه ...وما هي لحظات إلا وبدأ الكلام ... وأنا أستمع ..وأترقب..ماذا سيقول ذلك العجوز لي ؟ فاستبقني بالحديث، وقال :إن ماحدث معك اليوم حدث معي قبل عقود طويلة من الزمن ،حيث أنني في إحدى المرات وبينما كنت في مزرعة أبي ذلك الرجل الطاعن بالسن ،ألتفت يميناً وشمالاً ،وكأنني أحسست بخطرٍ محدق بي، وكم كانت دهشتي عندما شاهدت أفعى كبيرة لم أرى في حياتي مثلها، تلتف على جذع شجرة كبيرة ،وكأنها تحاول أن تقطعها من جذورها ، وكنت في تلك اللحظة ،أسمع صوت فحيحها المدوي الذي يختلف عن أصوات الأفاعي الأخرى التي كنت أسمعها سابقاً ،فقد كان صوتاً مخيفا...فما كان مني إلا الصراخ إلى أبي الذي كان يعتني بخلية نحل قريبة مني أصابتها الدبابير إصابات بالغة ، وعلى وجه السرعة حضر أبي ،وقلت له :انظريا أبي ،لكنه لم يحرك ساكنا، بل اكتفى بالنظر لتلك الأفعى ،وقال لي:لاتخف بابني ، كن أشجع من تلك الأفعى، وبعدها ذهب لأكمال عمله ،وكأن شيئاً لم يحدث !عرفت بعدها أنه يريدني أن أصل إلى معلومة!!!

وللأمانة لم أكن أفكر في كلامه في تلك اللحظات ،وما الذي قصده من ذلك التجاهل ؟؟!وبعد لحظات ليست بالبعيدة اقتربت الأفعى مني شيئا فشيئاً ،وكأنها تريد الانقضاض علي ،عرفت بعدها أنها شممت رائحة الخوف التي أحاطت بي من كل جانب ، فما كان من أبي غير المرة الأولى فقد جاء مسرعاً على غير العادة ،ومسك تلك الأفعى من ذيلها، وطرحها أرضاً ثلاث مرات كانت كفيلة بجعلها تفقد الوعي ،وسارعت برميها بالحجارة ،وأنا أرتجف خوفاً ورعباً من ذلك المشهد ،حتى تيقنت بموتها ، بعدها خجلت من أبي الذي ذهب ليصلي ،وانتهزت الفرصة بالذهاب إلى عمي في الحقل المجاور لمزرعة أبي ،الذي كان يحتوي على خلايا نحل كثيرة ...

وعندما اقتربت..حدث معي ما حدث معك اليوم ، فقد اقتربت طرود النحل مني كثيراً مع أنني لم أكن خائفاً منها ،فتجاهلني عمي في المرة الأولى كما فعلت معك ،وفي المرة الثانية عندما أحس أنني بحاجة لمساعدتها ،أشعل النيران من حولي، وأكثر من الأدخنة لإبعاد النحل الذي لم ترهبه صرخات عمي ، واختبئت بأشجار الحقل ،بعد ذلك سألني عمي عن سبب خوفي ؟ فقلت: لم أكن خائفاً ،فقال:كيف والنحل شم رائحة خوفك بمجرد دخولك الحقل؟؟ فقصصت له قصتي مع الأفعى، فعرف ذلك .وقال لي :اعلم يا بني ، إذا ساورك الخوف من أي حيوان ستصبح مطمعاً له ،بل عود نفسك أو حتى متظاهرا على عدم الخوف منه، وفعلا كان كلام أبي وعمي حقيقياً ..وها أنا لاأخشى شيئا إلا الله عزو جل ...وبعدها نظر إلي بإبتسامة وقال:ها هو نفس الموقف يحدث معك يا بني !!وأريدك أن تصبح كما أصبحت الآن، فقلت له بصريح العبارة: ولهذا السبب الغرب شمَ رائحة الخوف المنبعثة من أجسادنا ،فلم يحسب لنا حساباً ،فقال :أحسنت يا بني ،لقد فهمت المقصد، عندها غادرت المكان بعد أن طرحت عليه السلام ،عندها انتهت القصة ...وبدأت قصة جديدة لاتختلف كثيراً عن تلك القصة التي قصها علي ذلك العجوز ،التي أرى فيها أننا مقبلون اليوم أكثر من أي وقت مضى على فترة عصيبة من الأحداث والتغيرات التي لسنا بمنأى عنها...

وكذلك الحال في السياسة الأمريكية في العالم والشرق الأوسط على وجه الخصوص التي أخذت طابعاً إدراميتيكيا غريبا ،وربما أصبحت تلك السياسة أقرب إلى السياسة المجنونة غير المسؤولة بحكم ما نراه ونشاهده كل يوم .وكما هو متعارف عليه بين الدول وجود روابط ومعاهدات وأحلاف وإتفاقيات ومعظم تلك الدول تلتزم بها، لا بل تعتبره بعض الدول رابطا مقدساً لا يجب الإخلال به أو الانتقاص منه....

وإذا ما قورنت سياسة الولايات المتحدة سابقاً بسياسة اليوم نجد العجب العجاب مع اقناعنا ولو بشيء بسيط أن تلك السياسة السابقة كانت أقرب الى الموضوعية والحيادية ،إذا ما استثني الملف الأسرائيلي الفلسطيني ،الذي كما تعلمون في فترة حكم الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية اتخذ نوعاً من التوازن ،وربما عند قيام ذلك الرجل بالدفع قدماً لتلك المفاوضات المرثونية، من خلال الضغط على اسرائيل، وربما قيامه بتجميد تلك المليارات ....سرعان ما سقط سريعاً ،وأقصد هنا قضية "لوينسكي الشهيرة" التي كانت كفيلة بإعاقة مشروعها الرامي إلى قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل ،لكن كما يقال "أولاد الحلال ما تركوه يقوم بواجبه".

نحن هنا لسنا معنيين بالحديث عن ذلك الماضي لذاك الرئيس، ولسنا كذلك معنيين بتلك القصة التي أشارت التقارير فيما بعد وقوف اللوبي الصهيوني العالمي وراءها.

كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تجاهلت بصورة متعمدة قضايا العرب والشرق الأوسط ،بالإضافة الى تجاهلها لذلك الدور الحيوي والإستراتيجي لبعض الدول العربية في المساهمة في النزاعات العالمية ، لاسيما الحرب الإيرانية العراقية ،وحرب الخليج ،وحروب دول الإتحاد السوفيتي سابقاً ،وأفغانستان، والشيشان ،بالإضافة لقوات حفظ السلام العالمية ،والحرب الأخيرة على ليبيا ،التي كان لبعض الدول العربية مساهمة كبيرة ...لم تتوقف تلك المساهمات على الجانب المادي فقط ، إنما تعدته للجانب العسكري وكذلك في سوريا ،الذي سوف أتطرق له في سياق المقالة بنوع من التفصيل.

إننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى ، بقراءة التاريخ جيداً ،والتفكر بصورة جدية وموضوعية لخطورة الموقف الأمريكي والغربي في المنطقة ، وليس النظر لمجرد المتابعة فقط ، كما هو عليه الآن من سياسات أمريكية غربية في الشرق الأوسط لا تعرف إلى أين ستقود المنطقة ؟؟! ،بالإضافة للعالم ...فالعرب يجب ويجب ألا ينتقصوا من دورهم وتأثيرهم الإستراتيجي والحيوي في العالم ،وخاصة دول الخليج الذي يقع على عاتقهم ذلك الدور الحيوي والإستراتيجي فهم دول نفطية ،وهذا سلاح كبير ومهم في أيديهم يمتلكوه للتأثير على القرار العالمي ، بحيث أنهم لا يكتفون كالعادة بجني أرباح البترول والتنعم به فقط ...، الذي ربما سيصبح يوماً من الأيام نقمةً ووباءً عليهم .

كما أننا نلاحظ أن العرب يخشون بصورة كبيرة من تلك السياسة أو لمجرد التفكر والنظر إليها لا بل أعطوا انطباعاً للولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أنهم خائفون ويلتمسون العطف والحنان منهم في كل وقت وزمان ، وهذا ما تحدثت عنه في مطلع مقالتي عندما أوردت لكم تلك القصة التي انطبقت بشكل كبيرعلى ما أقوله لكم "الرجل والأفعى"....

بناءً على ماتقدم :

إن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول غربية فشلت فشلاً ذريعاً في تطوير وتعزيز علاقتهم بالعرب ،خاصة ما نشاهده اليوم من سياسة غير مسؤولة من الولايات المتحدة الأمريكية تجاه قضايا العرب ،لاسيما التقارب الإيراني الأمريكي الأخير الذي أخذ طابع الحميمية والجدية في ذلك ، وهذا ماتحدثت لكم عنه وعن مخاطرة في مقالات سابقة بعنوان "إيران وأمريكا في قصص ألف ليلة وليلة "والتقارب الإيراني والأمريكي وخطره على الخليج "،بالإضافة الى الأزمة السورية التي أصبحت وباءً على أصحاب القرار في واشنطن ، خاصة مع قيام الأخيرة بسحب قواتها وبوارجها العسكرية من قبالة السواحل السورية ،وما أثاره ذلك العمل من ردود أفعال من العرب تجاه تلك السياسة ، لا سيما السعودية ،التي تحاول جاهدة دعم المعارضة هناك بشتى الطرق ، وقد كنت قد عبرت لكم عن ذلك الغضب والموقف في مقالة سابقة حملت عنوان "العلاقات الأمريكية السعودية في مهب الريح".

كما أن القرارات الأمريكية الأخيرة المتعلقة بالشرق الأوسط ..."الأزمة السورية"..."البرنامج النووي الإيراني" ..."الإنقلاب في مصر"..."الربيع العربي "..."شرق أوسط جديد"... كما يقال في جلساتهم السرية والعلنية ،قد اتخذت بشكل متفق عليه في مراكز صنع القرار في واشنطن ،وليس كما يشاع هنا وهناك سهواً....

إن الولايات المتحدة ومعها دول غربية ينظرون إلى العرب من خلال تلك السياسة من منظور ضيق غير مدركين للخطر الذي ينتظرهم في حالة أستمروا على ذلك الموقف تجاه العرب ....فهم للأسف يعتبرون العرب لايدركون ذلك الدور السلبي وطبيعته المبنية على "المصلحة "وليس كما هو متعارف عند أهل النخوة والشهامة ...!!!!وأقصد"الأتفاقيات والأحلاف والمعاهدات"التي تحترمها جميع الدول العربية في حالة الإتفاق عليها مثلما حصل ويحصل الآن لإتفاقيات السلام الإسرائيلية العربية ....فهذه السياسة إن قدر لها أن تستمر كما هو متوقع لغاية هذه اللحظة سوف تجر العالم الى المجهول والوقوع بوحل ونفق مظلم صعب الخروج منه أبداً وليس كما هو معتقد "شرق أوسط جديد بتفصيل وترقيع أمريكي فقط"...!!!!!

كما أننا نلاحظ في الفترة الأخيرة تصاعد العداء مابين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ،فالأخيرة تتهم واشنطن بتجاهل قضايا الشرق الأوسط ،لاسيما الأزمة السورية والتقارب الأمريكي مع إيران والقضية الفلسطينية، وعدم تأييدها للسعودية في موقفها تجاه البحرين عندما شنت المنامة حملة على حركة مناهضة للحكومة عام 2011...!!!!ناهيك عن الإتفاق الأخير بين طهران والدول الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني ،الذي زاد من تلك الشكوك ،وهذا ما عبرت عنه قبل أيام بمقالة أسميتها "بلا عنوان "...!!!.

وهذا الموقف ربما كان في نظر المحللين السياسيين ليس بالجديد ، بل سبقه كذلك مواقف أخرى لاسيما ما تطرقت له في مقالة سابقة بعنوان "العلاقات الأمريكية السعودية في مهب الريح"، فالمتابع لتلك العلاقات على وجه الخصوص يلاحظ التدهور الكبير لتلك العلاقة ،التي مضى عليها أكثر من 50 سنة ...

كما أن الدول العربية يراودها اليوم أكثر من أي وقت مضى مخاوف حقيقية ،لاسيما دول الخليج..."الحصان الجامح الأمريكي"!!!، والسياسة المتبعة في ذلك ،التي أصبحت تلك السياسة في المنطقة أقرب الى الخيال ،لاسيما في المواقف التي ذكرت ضمن سياق المقالة ....!!!!

كما أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ودول الخليج متهورة وغير مبنية على صدق النوايا ، فأننا نجد في تلك السياسة بما لايدعو مجالاً للشك ،عند القارىء قبل المحلل ،عند الصغير قبل الكبير ،عند المتابع قبل الكاتب، أن سياسة أمريكا تجاه القضايا العربية تكيل بمكيالين، بحيث يبقى هذا التصور مغيباً عند البعض الذين تعودوا على استجداء واشنطن لدعم مشاريعهم الفاشلة في دولهم، الذي كشف الربيع العربي ذلك الدعم المزيف من قبل الأخيرة، لاسيما أن ما يذكره التاريخ ليس بالبعيد ، كيف أن واشنطن كانت تدعم ،وبكل قوة النظام العراقي السابق في الحرب الأيرانية العراقية؟؟ وكيف انقلب ذلك الموقف سريعاً ، لا بل أصبحت إيران عدو الأمس صديق اليوم ...؟؟!!!!.


كما أن العرب غير مدركين لغاية هذه اللحظة لمخططات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة بالتعاون مع اسرائيل في رؤية شرق أوسط جديد ينسجم مع التطلعات والأمنيات والأحلام الأسرائيلية في المنطقة ،التي لا تخفى على أحد ،وعبر عنها كثيرا من قبل رجالات السياسة ،وصناع القرار في تل أبيب ،وذلك لأحتواء المد والصحوة الإسلامية في المنطقة ،خاصة بعد أن أفرز الربيع العربي جيلاً معاديا لإسرائيل عكس ما كانت تطمح إليه تل أبيب في السابق ،من رؤية أنظمة عربية تتفق وسياساتها الحالية في المنطقة والعالم .



وخلاصة القول أعزائي وأخواني الآجلاء والقادة العظماء بأنني أرى من وجهة نظري الخاصة:

إن الدول العربية تيقنت علم اليقين بفشل الدبلوماسية الأمريكية في كثير من القضايا ، لا بل ذهبت دول عربية إلى أبعد من ذلك في ضرورة التنبه والحذر من مواقف واشنطن في المنطقة ، حيث أنها لاحظت تلك السلبية في سياستها، لاسيما دورها السلبي الأخير تجاه الأزمة السورية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني ،وفتور الدبلوماسية الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني ...

كما أرى أن مايقوم به العرب تجاه السياسة الأمريكية في المنطقة ليس كافياً، فإلى متى سيبقى العرب رهان "القبضة الأمريكية"؟؟!!!!،الذي أصبح من يقود تلك السياسة يتصف بالغوغائية المفرطة غير المسؤولة تجاه قضايا العالم و العرب، وعلى العرب ألاينتظروا طويلا للرد على تلك المواقف العدائية من حليفتهم المزيفة"الولايات المتحدةالأمريكية"!!!، بل عليهم أن يردوا وبشكل فوري وقوي على تلك المواقف والتصريحات هنا وهناك من خلال ؛ تعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية والعسكرية مع دول كالصين وروسيا وألمانيا ، بالإضافة للجارة القوية تركيا التي تعتبر في المنطقة من الدول الإسلامية التي تتفق سياساتها العسكرية والإقتصادية وحتى السياسية مع نظرة الشعوب العربية، التي ترى في تركيا امتدادا للمد الإسلامي ،لاسيما في وجود قيادة تركية تحظى بدعم وقبول كبير في الشارع العربي مع تحفظ بعض الدول العربية على ذلك!!!، إلا أنني أرى أن الوقت قد حان اليوم أكثر من أي وقت مضى لدراسة كل الإحتمالات السياسية في المنطقة ،وعدم الإكتفاء بدور المتفرج ، عندها لاينفع الندم .


وكما أرى أيضا من وجهة نظر أخرى أن التحالف التركي الروسي الصيني العربي -إن كتب له النجاح -سيقضي تماماً على الطموح "الأمبراطوري للولايات المتحدة الأمريكية" في المنطقة، وسوف يخلق فجوة عميقة وكبيرة بين الدول المتحالفة مع العرب وواشنطن ،وربما تكون رسالة قوية ستبقي الولايات المتحدة الأمريكية سنوات وسنوات وهي تعيش تلك الصدمة ، التي باعتقادي سوف تكون الفرصة الأخيرة للعرب من الوقوع في المستنقع والوحل الأمريكي المخطط له منذ سنوات بمايسمى"بشرق أوسط جديد".........



تعليقات القراء

سماح
ما شاء الله لم أتخيل يوماً أن أقرأ مقال سياسي بهذه النكهة الساحرة بارك الله فيك أخي يوسف المرافي
08-12-2013 08:22 PM
محمد الرفوع
قصة جميلة ومعبرة عن الواقع الذي نعيش فية ومنحى جديد في تناول المواضيع السياسية شكرا للكاتب والمبدع الذي يطل علينا ببداعاته المتميزة وقلمة الجرئ الذي لا ينفك في خدمة الأمة ومشاكلها السياسية البنائة
08-12-2013 10:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات