القبضايات


ما زلت أذكر جيدا نصيحة والدتي رحمة الله عليها عندما انتقلت من مدرسة دير الروم في حارة الخضر بالسلط والتي لا تبعد عن منزلنا سوى عدة أمتار الى مدرسة الحكومة بالقرب من بستان ابو رصاع .. يومها قالت لي (اصحك)

تبلش بحدا واذا ولد ضربك او ( دزّك ) روح اشتكي عليه للمدير... كانت توجسات والدتي في محلها فما ان دخلت البوابة الرئيسية حتى اقترب مني طالب رأسه اكبر من بطيخة ..حاولت ان اتجنبه لكنه ( عرقلني) فوقعت على الارض .. ركلني بحذائه الكاوتشوك على ظهري عدة ركلات ثم ( نتش ) كيس كتبي الذي صنعته لي امي من القماش وأخذ ما به من محتويات ( نصف رغيف) و3 حبات قطين ورمى الدفترين والقلم والمحاية (على طول ايده) ..


بقيت (مرميا) على الارض والاولاد يتفرجون عليّ الى ان رن جرس المدرسة وحضر المعلمون للاشراف على ترتيب دخولنا الصفوف.. عندها تذكرت نصيحة والدتي فنهضت محاولا التوجه للاستاذ لاشتكي عليه لكنه ( جحرني جحرتين ) جعلتني أتخاذل وأصرف النظر عن الموضوع.. بقيت طوال اليوم في حالة بؤس الباب .

عندما عدت الى البيت كانت عيوني (مهبّرة من العياط ) ولم اتمالك نفسي فأخذت ابكي بحرارة ...
أدركت أمي السبب وعرفت ان ذلك الولد الذي يطلقون عليه قبضاي المدرسة قد ( كسر عيني ) وفطع خشمي كما هو حال الكثيرين من طلاب المدرسة..

كان على امي بحكم ان طبيعة عمل والدي تتطلب منه المبيت ثلاثة ايام خارج المنزل ان تتخذ قرارا حاسما.. اما نقلي من المدرسة واما ان نرفش ذلك ( الصايع ) ونرد له الصاع صاعين ونكسر أنفه لأنه ( مش مربى) ولا يسلم من شره أحد .. كان اخي الاوسط اكثر تصميما على رفش ذلك القبضاي داخل المدرسة وعلى مرأى ومسمع الطلاب.

لا اكتمكم سرا فقد دبت بي الحياة وقررت ان اكون اول من يهاجم ذلك القبضاي .. اعرقله أولا فيقع على الارض اثم اهجم عليه انا واخواني واولاد عمي واقاربي و( نحط بيه حمل حمار )...لم يخطر ببالنا ان وراء هذا القبضاي الصغير قبضايات كبار ..

يومها ألله لا (يورجيكوا ) فقد تعرضنا لأبشع ( حفلة رفش) وكنت انا الاقل ضررا حيث كسرت رجلي وطبش راسي من الخلف .. اما بقية المجموعة فما تزال آثار ضربهم واضحة حتى اليوم ...
منذ ذلك الحين وأنا ادرك انا وراء كل قبضاي قبضاي آخر.. اجزم ان كل طوشاتنا الجامعية سببها قبضاي صغير لكنه ( متحزّم) بقبضايات كبار .. أرجوكم اذا اردتم ان تنتهي معاركنا المسلحة وان ينتظم الطلاب في جامعاتهم ان تتوصلوا الى محراك الشر القبضايات الكبار .. أظن ان المسألة لا تحتاج طول تفكيروالامر لم يعد خافيا على أحد فقبضايات الجامعات هم الضحايا لكن من يحركهم هم الملاعين والفاجرين.

mkatishat@yahoo.com



تعليقات القراء

ابو شاكر
يعنى مين قصدك مين؟
10-12-2013 12:27 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات