من ذاكرة متوفي ..


خرج لتوه من قبره, ذهب الى اول سوبرماركت صادفه حيث لم يجد دكاناً, طلب من البائع باكيت دخان لولو,صفن البائع لبرهه ثم اجابه ليس لدينا سوى مالبورو ابيض وأحمر وكنت الرفيع(الستاتي) شكره بأدب وخرج باحثاً عن دكان لربما يجد ضالته , استوقف أحد الماره وسأله عن دكان ابي سعيد ,اجابه لا اعرف غادر في اتجاه معاكس لحركة سيره,, فوجىء عندما نظر للخلف ان الشاب الذي سأله للتو يحرك يديه واصفاً اياه بالمجنون,, ضحك في داخله ووصم الشاب ايضاً بالغباء دون الافصاح...

اثناء سيره صادف مطعماً ,,أغرته رائحة الفلافل لا ديكور المحل فدخل المطعم واعطى صاحب المطعم عشرة قروش وطلب منه ساندوتش فلافل وطلب منه ان يضيف الشطه والمخلل وقزازة كازوز, ضحك صاحب المطعم من اعماقه وقال له لا مكثّر وبدك كمان شطه ومخلل وكازوز,, الساندوتش لحاله عمو بدينار,, اذا اردت اعطيك اياه صدقه لكن ليس بعشرة قروش,, رفض الصدقه فلا زال يحمل كماً من الكرامه المستدامه بين جنباته لا كمنْ صبّ اللبن...وخرج يضرب كفاً بكف..

استمر في سيره وفوجىء بوصوله أحد المولات المنتشره على مساحة الوطن كالشامات في وجه جميل فأفسدته.. دخل وابهرته الاضواء والمسيقى الصاخبه, فتيات يكدن ان يكن عاريات وشباب يربطون شعورهم وخصر البطال يكاد ينزلق لتبان سوأتهم,,يحملون في أكفهم ادوات لا يعرفها(موبايلات ) منهم من هو جالس يناغش فتاته على طاولةٍ لا يزيد قطرها عن الستين سنتمتر, بمعنى تختلط الأقدام والارداف وتتشابك الايدي والاصابع.. ومنهم من تحيط يده بخصر غانيه(هكذا بان له الأمر) ...وهناك تجمعت عائلات تلتهم طعاماً يكاد أن لا يعرفه(برغر وكنتاكي..).

خرج مسرعاً لا يكاد يصدق ما رأى,,استوقف سيارة تكسي وطلب منه ان يذهب به الى الجامعه, بادره السائق اي جامعه تريد؟؟ كرر الجامعه اياها,, قال السائق هناك بضعٌ وثلاثين جامعه ..ايٍ منها تريد؟؟ فتح الباب ونزل يفرك كفيه..مردداً ثلاثين جامعه تجمع في جنباتها طالبي العلم ,, لهذا ...يشكو احفادي من البطاله وابني من الفقر..والحكومات من العنف الجامعي فهي للاستجمام لا طلباً للعلم..

استوقف تاكسي أخر وطلب منه ايصاله الى البتراء فقال له هل لديك هويه برقم وطني رد وما الرقم الوطني؟؟ سأله وهل تملك خمسينيه ثمن تذكرة دخول,, فقال ولا اربعينيه ولما تذكرة الدخول اريد الذهاب الى بيوت اجدادي لأكحل عيني برؤيتها فحسب!! فأجابه السائق لم تعد اردنيه ولا جرش كذلك اطلال أخوالك, حتى وادي عربه باعووووه كما قال المبدع موسى حجازين,,وتراب الاردن الغني بالفوسفات مباع حتى آخر ذرة تراب والبوتاس وملح الغير صافي والاحمر والازرق والميناء وووو,, وقبل ان ينهي سرده لما بيع من تراب الوطن وممتلكاته طلب منه أن يمر به على الجامع ليصلي ركعتي شكر لله ,, وما أن دخل حرم المسجد حتى فوجىء بأنه مغلق حاول سؤال أحد الجالسين الى ظل شجره فأجابه ليس الوقت وقت صلاه فالمسجد الآن مغلق..حتى بيوت الله أغلقوها قال!! حمل نفسه يجر عظامه عائداً الى المقبره,حيث الوطن, لفها بالكفن وقال الوطن تحت التراب وما فوق التراب أضحى وطناً لمن لا وطن له ...



تعليقات القراء

ابن عباد
تحياتي دكتور نصر بطاينة مقالك عظيم ومعبر الناس في هذا الزمن اموات في جلود احياء وخواء من المعاني الطيبه وعلى ذكر اغلاق المساجد هذا شيئ مستهجن ومستغرب بيوت الله لايجب ان تغلق فكان زمان من تتقطع به السبل ولايحمل نقود لينام في الاوتيل يجد بيت الله يأويه كما ان كثير من الناس يرغب ملئ فراغه في قرائة القران والصلوات النافلة وليس صحيحاً ابداً ان الجوامع والمساجد هي لأوقات الصلاة فقط ؟؟؟
06-11-2013 01:22 PM
ابن سبعين عاما
اخي الكاتب لفت انتباهي الموضوع فقرأته كلامك لا غبار عليه ولكنك تتحدث عن زمن قريب مارأيك اني حضرت سندوش الفلافل وهو يباع بقرش ماذا لو عاد احد المتوفين في زمن الثلاثينات؟ماذا تراه سيقول؟بل لو افاق صلاح الدين من قبره ورأى ما رأى ماذا تراه سيقول وقد اضعنا البلاد التي حررها؟مقالتك هذه اعادتني الى ازمان بعيدة---اشكرك
06-11-2013 01:23 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات