التلفزيون الأردني الرسمي لم يعد يحظى باهتمامنا ومصداقيته لم تعد تتخذ مكان الصدارة لدى كثير من المشاهدين. هذه المؤسسة التي ندفع كل شهر دينار من كل عائلة أردنية يسيطر على برامجها أخبار ليست مهمه كثيرا للمواطنين مثل غادر الملك، وعاد الملك، وافتتح سماحة الحاج رئيس الوزراء ،واستقبل رئيس الوزراء ،وصدرت الإرادة الملكية، ورفع المجلس رده على الخطاب الملكي، ورعى رئيس الوزراء الخ. كله كلام بكلام لا ينفعنا كثيرا ناهيك عن أن هذا التلفزيون ينقل وجهة نظر واحده هي وجهة نظر النظام والمؤيدين له مع أننا ندفع نحن الشعب كلفة هذا التلفزيون. مصدر الأردنيين للأخبار الجادة والأكثر دقة وموضوعية هو محطات الجزيرة والب ب س و وغيرها من المحطات. بعض البرامج التي تسمى حوارية تجد المذيع او المذيعة متوتر ومشدود ويقاطع المتحدثين موجها الكلام بطريقة واضحة لتأييد الموقف الرسمي في القضية محور النقاش كما نلاحظ أن هؤلاء المذيعين او المقدمين لهذه البرامج متوثبين للانقضاض في أي لحظة للحيلولة دون أن يتفوه ضيوف البرامج أو المتداخلين من المواطنين ببنت شفة تنتقد النظام السياسي أو الحكومة أو المؤسسة. مؤسسة التلفزيون الأردني لا تشكل مناخا خصبا لتنمية خبرات إعلامية احترافية ليس نظرا لعدم توفر المؤهلات والإبداعات الفردية والتخصصية لديهم ولكن لعدم توفر المناخ لإظهار وتعزيز واستثمار هذه الطاقات الاحترافية والدليل على وجاهة ما نقول هو أن ذات الكفاءات الأردنية تبدع عندما تغادر التلفزيون الأردني الى محطات إعلامية مرئية أو مسموعة لها فضاءات واسعة ويتوفر فيها البيئة الخصبة لتنمية الإبداع لا كبته. مصداقية التلفزيون الأردني منخفضة وأعتقد أنه لو ترك بدون ما ندفعه شهريا من أجل مكياج المذيعين والمذيعات ورواتبهم وامتيازاتهم ربما يغلق أبوابه .أنا كنت أتمنى لو أستطيع التوقف عن دفع دينار شهريا للتلفزيون الأردني والتبرع بها لمحطات مثل جوسات ورؤيا مع انها محطات خاصه حيث انها تثير قضايا الناس وتتيح للمشاهدين أن يقولوا ما يشعروا به وتنتقي قضاياها الحوارية وأخبارها بطريقة تنطوي على احترام ذكاء المشاهدين وأذواقهم وعذاباتهم وهمومهم .مؤسسة التلفزيون الأردني أصبح مؤسسة بيروقراطية تقليدية مرعوبة يسيطر عليها الخوف والهلع من نقد النظام وإظهار عورات الحكومة ورئيسها ولم يعد مؤسسة إعلامية احترافية تستطيع أن تسهم في صياغة رأي عام محترم حول قضايا المجتمع ومشكلاته كما أن هذه المؤسسة لم تعد جاذبة للمشاهدة من قبل المواطنين وعليها أن تستدرك نفسها قبل أن تصطدم بحقيقة مرة وهي أن ليس لها مشاهدين وأنها تبث من أجل نفسها وتحاور نفسها فقط !!!