المواطن الأردني بين مطرقة الغلاء وسندان الفقر


من يا ترى يخفف من معاناة هذا المواطن الذي لم يهنا حتى بعيد يزوره كل عام مرة ؟ ، من سيشعر معه في ظل قدوم موسم البرد القارص ؟، من يشعر معه وقد انتفضت جيوبه شاكية من صعوبة الحال وضيق العيش؟ ، أسئلة تراود أصحاب الضمائر الحية ممن يتمنون إنقاذا لمعاناة باتت مصاحبة لهذا المواطن الذي لم يشعر حتى بفرحة تأتيه مرة كل عام اختلف شكلها وديباجتها عما كانت في سنين مضت ، فتعقيدات الحياة وطبيعتها التي لونها أبناء البشر جعلها تلقي بسهامها على مواطن تحمل الكثير الكثير من تبعاتها ،جعلته دائم التأمل لانفراج أزمته المستمرة التي يفتعلها من لا ضمائر لهم في هذا الزمان الضنك في هذا الوطن الغالي ، قد ندرك جميعا بان بلدنا الغالي يمر في ظروف وأزمات اقتصادية صعبة وان جيوب الأردنيين هي السدادة ولكن إلى متى ؟ كلنا يدرك أن شعبنا الأردني قد لا يماثله شبيهة في المنطقة بصبره وتحمله لما يفرض عليه حتى صار مضرب مثلا عند شعوب دول اعتراهم الفقر والجوع والمعاناة وما تحمله الى ضروب هذه المعاناة الامن واقع حبه وانتمائه إلى وطنه وإيمانا منه بان لا ملاذ له غير تراب هذا الوطن الحبيب .

فيشكل قرار الحكومة بتحديد أسعار الخضروات وقفة وطنية رادعه في صف مواطننا الأردني الذي ضاقت به السبل من ضنك الحياة وصعوبتها نتيجة تردي أحواله الاقتصادية والمعيشية مع أن واقع الامر لم يكترث الكثير من التجار بهذه القرارات، فالأسعار كما هي يتلاعبون بها كما يشاؤون ، لكن على الأقل فان هذا القرار إلى حد ما جاء في وقت لمعالجة التشوهات والاختلالات التي تمس قوت المواطنين وتمس سلتهم الغذائية ولوقف استغلال فئة من التجار الجشعين لمواطننا الفقير الذي بالكاد يستطيع تامين لقمة عيشه، لما تعرض له بين حين وأخر من ويلات أثقلت كاهله تمثلت في الارتفاعات المتتالية لأسعار المحروقات والكهرباء وفرض الضرائب بأشكالها المختلفة حتى بات لا يعرف ولا يجد إجابة مبررة لفرضها .

والان ونحن باقتراب موعد الشتاء والبرد القارص ترى هل تم التفكير أو حتى الشعور مع هذا المواطن كيف سيتعايش مع موجات البرد ودرئها، هل سيبقى ينتظر بتلهف إلى أن تصبح المعادلة الذكية لتحديد أسعار المحروقات وبالذات لمادتي الكاز والسولار لصالحة على الأقل في فصل الشتاء . حقا قد يستغني المواطن عن صحن السلطة من البندوره والخيار ولكن خياره الأول هو أن يشعر هو وأطفاله بالدفء ودرء موجات البرد .

فالمواطن الأردني يا حكومتنا الرشيدة و يا أصحاب القرار هو أغلى ما نملك لذا فهو بحاجة إلى قرارات تخرجه من حالة اليأس الذي يعيشه ، قرارات تخفف عبء الضرائب ، وارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء ، ووووو وندائنا موجه إلى حكومتنا الرشيدة أن ارحموا مواطننا الطيب الصبور .



تعليقات القراء

الدكتور رعد مبيضين
كإنسانيين نتوجه إلى الأخ الدكتور إبراهيم بجزيل الشكر ووافر العرفان ، على مواقفه تجاه الشعب الأردني الصابر ، في الوقت الذي نثمن فيه عالياً شعوره النبيل مع الفقراء وقد غدا من أصحاب الأيدي البيضاء التي تمسح دمعة اليتيم، هنيئاً لك هذا السمو الرباني وحفظكم الله للأردن .
27-10-2013 11:21 AM
مجهول الاقامة
اخي الكاتب ليس عندي ما اضيف الا ان اقول لاجياة لمن تنادي ومع ذلك آمل ان اكون على خطأفي اعتقادي وان يكون هناك من يسمع وليت ان جيوب المواطن تعالج الديون لقلنا انهافداء لانقاذ الوطن من بحر الدين الذي هوغارق فيه ولكن الديون تزيد والمصائب تكبر
27-10-2013 07:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات