في التقارب الأمريكي الإيراني


هل التقارب الأمريكي الإيراني بريء، وهل تنتهي السنوات الطويلة من العداء بينهما بمصافحة بين الرئيسين وتسكت أمريكيا وإسرائيل على تطوير إيران لبرنامجها النووي الذي أقلق إسرائيل ومن يدور في فلكها ردحا من الزمن، ليس من السهل من أن نصدق براءة هذا التقارب أو نشكك في طبيعة العداء بينهما، فإيران دولة مستقلة بإرادتها ذات مشروع ذاتي وفي المنطقة وأمريكيا كذلك، وهذا التقارب يجيء في خضم الأزمة السورية وكلا الطرفين له فيه موقف مغاير للآخر ولو ظاهريا، فما الذي يدور في أروقتهما، وكيف نفهم تهديد بشار لتركيا بعد هذا التقارب، هل اتفق الطرفان على تسوية الوضع في سوريا بما يضمن مصالحهما سواء أكان ذلك بالإبقاء على النظام السوري أو تغييره شكليا أو تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية بما يضمن بقاء للدولة الشيعية وبعدها يتم معالجة الوضع في تركيا، فكلا الطرفين غير راض عن التطورات في تركيا التي أخذت تنحى منحى إسلاميا سنيا واقتصادها في تزايد وتصاعد سريع، وهي تحاول دعم الثورة السورية بما يضمن مصالحها ويقوي نفوذها في المنطقة وهو نفوذ يتعارض مع مصالح أمريكيا وإيران، خاصة أن النهج الذي تتبناه تركيا سيؤدي إلى تكوين حلف قوي يحد من تغول الطرفين على المنطقة ويسمح لها ببسط نفوذها من جديد إن نجحت في تخطيطها في ظل الضعف العربي وتشتت الأنظمة العائلية الحاكمة بما يضمن لها البقاء في الكراسي بعيدا عن الحسابات الإستراتيجية للأمة العربية.
إن الدول ذات المشاريع الإستراتيجية تتفق بما يخدم مصالحها كما هو قائم بين روسيا وأمريكيا بخصوص المنطقة العربية وفي حال انتهاء المصلحة وظهور مصلحة أخرى قد تفترق، وما بين أمريكيا وإيران بعيد عن هذا المقاربة من الناحية الفكرية والإستراتيجية، فأمريكيا وروسيا تتفقان على الوقوف في وجه المشروع العربي الإسلامي ويختلفان في غيره، فما مدى التقارب بين إيران وأمريكيا إن افترضناه حول تركيا ومن المتضرر النهائي منه ، إننا بسطاء إن ظننا أن أمريكيا ستهادن إيران لتتمدد على حساب تركيا ومصالح أمريكيا في المنطقة، وليس اوباما والدوائر الإستراتيجية الأمريكية بهذه البساطة التي تسمح بظهور قوة في الشرق الأوسط تنافسها وتقاسمها المغانم، ولعل أمريكيا تحاول تكرير السياسة الأمريكية بين إيران والعراق في عهد صدام، لتتخلص من تركيا وإيران معا، لكنها لا تلعب مع نظام فردي في إيران يمكن إغراؤه في البقاء في سدة الحكم مقابل إضعاف قوة إيران.
لقد أصبحت إيران لاعبا قويا في المنطقة وعلى أمريكيا أن تتعامل معها من هذا المنطلق أما دويلات القبائل العربية فعليها تقديم الطاعة والولاء كما كانت مع الفرس والروم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات